الوضع المظلم
الجمعة ٠٨ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
معسكرات جهادية تديرها عائلة أردوغان
نور الدين يلدز ، رجل دين جهادي جعل قاتل السفير الروسي في تركيا متطرفًا.

كشفت صور مسرّبة من الأرشيفات السرية لمؤسسة تركية تديرها عائلة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن معسكرات المؤسسة الجهادية التي تستهدف الشباب في تركيا والشتات التركي في أوروبا والولايات المتحدة.


تضمّنت الصور شباناً يقفون تحت راية جهادية، ويتلقون محاضرات من رجال دين، ويرفعون إصبع السبابة إلى الأعلى (للتشهد)، على غرار الجهاديين في تنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية في العراق وسوريا (داعش).


تُنظّم المعسكرات التدريبية من قبل مؤسسة شباب تركيا (Türkiye Gençlik Vakfı، TÜGVA)، بقيادة نجل الرئيس نجم الدين بلال أردوغان البالغ من العمر 40 عاما. تعمل المؤسسة بشكل وثيق مع وكالة التجسس التركية، ومنظمة المخابرات الوطنية (Milli İstihbarat Teşkilatı، MIT) ووزارة الخارجية التركية. يقول تقرير نورديك مونيتور.


حُفظت الصور في مِلَفّ باسم "Action Camp" وتضمن 12 صورة أُرشفت للتداول الداخلي. قٌدّمت إلى أعضاء مجلس الإدارة، ما يعني أن النشاط جرت الموافقة عليه من قبل الإدارة العليا للمؤسسة.


بالإضافة إلى الصور والوثائق والمذكرات والبيانات الداخلية التي سُرّبت من أرشيف المؤسسة، تظهر طموحات الرئيس التركي ونجله في تدريب الشباب الإسلاميين على التعبئة من أجل أهداف سياسية في تركيا وخارجها. تحمل معظم الوثائق المسربة توقيع محمود أمين يالجينكايا، سكرتير إسماعيل إيمانت، رئيس TÜGVA الشاغل الآن منصب عضو في المجلس الاستشاري الأعلى للمؤسسة. حُققت الوثائق والمذكّرات والمواد الأخرى من قبل Enes Eminoğlu، الرئيس الحالي لـ TÜGVA، الذي اعترف بأن شخصاً ما من الداخل سربها.




تُظهر صورة مسربة شبانا في مخيم TÜGVA الصيفي وهم يدورون حول نار المخيم يرفعون أيديهم يتشهدون وهي لفتة يستخدمها العديد من الجهاديين العنيفين في جميع أنحاء العالم. تُظهر صورة مسربة شبانا في مخيم TÜGVA الصيفي وهم يدورون حول نار المخيم يرفعون أيديهم يتشهدون وهي لفتة يستخدمها العديد من الجهاديين العنيفين في جميع أنحاء العالم.

صُوّر الشباب تحت لافتة نقلت آية من كتاب القرآن غالباً ما يساء تفسيرها من قبل الجهاديين المسلحين لتبرير عنفهم وتكفيرهم. جاء في الآية 78 من سورة الحاج: "جاهدوا في سبيل الله ... اختاركم".


صورة أخرى تظهر شباناً حول نار في مخيم وأصابعهم تشير إلى الأعلى في الهواء. ويقود الحفل رجل دين ملتح يرتدي قبعة الصلاة. تظهر إحدى الصور 30 ​​شاباً يستمعون إلى رجال دين مسلمين في خُطْبة في الهواء الطلق.


في وقت سابق، ذكر موقع  نورديك مونيتور أن أحد رجال الدين المدعوين إلى معسكر "TÜGVA" هو نور الدين يلدز، وهو رجل دين تركي جهادي ومعاد للسامية دعا إلى الجهاد المسلح. يصف يلدز الديمقراطية بأنها نظام للكفار ويقول إنه لا يمكن استخدامها إلا كوسيلة للخداع للوصول إلى السلطة. إنه الرجل الذي تسبب في تطرف ضابط الشرطة الجهادي الشاب الذي اغتال السفير الروسي في تركيا أندريه كارلوف في ديسمبر 2016. ومع ذلك، قامت الحكومة بحمايته من الملاحقة القضائية لدوره كشريك في جريمة قتل.


ويقول الصحفي التركي عبد الله بوزركوت في التقرير الذي نشر في موقع نورديك مونيتور يوم أمسِ الاثنين أن الرئيس أردوغان من خلال استخدام المنظمة غير الحكومية التي يديرها نجله بالإضافة إلى الجماعات الأخرى المتحالفة معه يعمل على تكوين جيل إسلامي من الشباب في تركيا. تدير هذه المؤسسة وأخرى على غرارها مدارس وصالات اجتماعات ومعيشة في تركيا، ولديها عقود مع الحكومة لإلقاء خطب في المدارس العامة وتوزيع كتب إسلامية تدعو إلى العنف.




يتم توزيع كتب إسلامية على الشباب في معسكرات TÜGVA التدريبية. يُوزّع كتب إسلامية على الشباب في معسكرات TÜGVA التدريبية.

يضيف بوزكورت أن مؤسسة  TÜGVA لا تحاول فقط جذب الشباب الأتراك في تركيا ومجتمعات الشتات في جميع أنحاء العالم ولكن أيضاً المسلمين من أصل غير تركي. إلى ذلك، أدرجت البيانات المسربة من المؤسسة أسماء العديد من الطلاب من خلفيات غير تركية يقيمون في منشآت سكنية تديرها TÜGVA ويتلقون تعويضات عن نفقاتهم.


في خلفية الصور، أشارت لافتات إلى أن المعسكرات تقام في منشأة مملوكة أو تديرها بلدية توزلا في إسطنبول، معقل حزب العدالة والتنمية الحاكم بزعامة أردوغان. يحكم المنطقة رئيس بلدية حزب العدالة والتنمية ادي يازجي منذ عام 2009 وحضر هذه المعسكرات شخصياً وألقى خطابات للمشاركين.


اقرأ المزيد: وزير الدفاع التركي يعترف بفشل مشروع دبابة يديره صديق أردوغان


يختم بوزكورت التقرير بالإشارة إلى أن الوثائق والمذكرات والبيانات المسرّبة تظهر أن المؤسسة عملت عن كثب مع الجمعية الخيرية الجهادية التركية كما يصفها الصحفي المتخصص بالشأن التركي (مؤسسة حقوق الإنسان والحريات والإغاثة الإنسانية) (İnsan Hak ve Hürriyetleri ve İnsani Yardim Vakfı أو IHH). هذه الجمعية ساعدت كلاً من القاعدة وداعش في كثير من الحالات، ولعبت توصيات IHH دوراً مهماً في الحصول على وظائف حكومية لخاصتها، كما كشفت رسائل البريد الإلكتروني المسربة لصهر أردوغان بيرات البيرق في خريف عام 2016.


 
إعداد وتحرير: وائل سليمان

ليفانت نيوز_ ترجمات _ نورديك مونيتور

 

 

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!