-
مستقبل السودان.. بين إرث “اللاءات الثلاث” وقائمة الإرهاب
ليفانت – خاص
يستمر بحث السودان عن مخرج لأزماته وخصوصاً الاقتصادية، التي دمّرت البلاد على مدى ثلاثة عقود من حكم عمر البشير الذي حكم البلاد بالحديد والنار، وبعد مرور أكثر من عام على إسقاط نظامه إثر مظاهرات شعبية استمرت أربعة أشهر، مازالت البلاد ترزح تحت تأثير الفساد الذي أنهك البلاد على كافة المستويات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، فالإضافة إلى المعاناة الطويلة من العقوبات الأمريكية، تلقى الاقتصاد السوداني ضربة كبيرة في العام 2011 عندما استقل جنوب السودان عنه، ومعه حقول النفط التي تقع داخل أراضيه وكانت تشكل 7 في المئة من إنتاج النفط السوداني، وفي 2017، أعلنت الولايات المتحدة إنهاء العقوبات الاقتصادية التي فرضتها على السودان لمدة 20 عاماً، ولكنها أبقته على لائحة الدول الداعمة للإرهاب، ما يحرم البلاد من الاستثمارات الخارجية.
وكان في مقدمة أولويات هذه الحكومة إنهاء الحروب التي ظلت تُنهك وتدمر عدداً من الولايات الطرفية والحدودية في السودان. وكان المتمردون واثقين من أن الحكومة المدنية التي يقودها رئيس الوزراء عبد الله حمدوك مخلصة في الوصول إلى ذلك، ولكنهم لا يثقون بالقادة العسكريين وبشكل خاص “الفريق الأول” محمد حمدان دقلو، الملقب بحميدتي، قائد قوات الدعم السريع، الذي قامت قواته شبه العسكرية بشن حملات مروعة لقمع حركات التمرد.
ولعل رفع اسم السودان من قائمة الدول الداعمة للإرهاب وبالتالي رفع العقوبات الأمريكية، يعتبر نجاحاً دبلوماسياً نحو ترميم الدولة المنهارة اقتصادياً على مدى عقود من فرض العقوبات، وهذه الخطوة تعد منطلق أساسي لعودة السودان للمجتمع الدولي نظيفاً من مساعي التطرف والإرهاب التي استمرأت أيديولوجيا الإخوان المسلمين القيام بها لمحاربة أمريكا وروسيا في ذات اللحظة، حيث من الموقع تفك هذه الخطوة بعضاً من الضوائق الاقتصادية والدبلوماسية التي واجهت حكومة المدنية التي أتت بعد الإطاحة بنظام عمر البشير منذ نحو 18 شهراً.
ويرى مراقبون أن ما يمكن أن يجنيه السودان من رفع اسمه من قائمة الدول الداعمة للإرهاب، والتطبيع مع العالم، سيكون الأساس المتين الابتدائي لتوظيف هذا الانفتاح لبناء قاعدة مشاريع تنموية جديدة، وإعادة تأهيل مؤسسات الدولة الإنتاجية التي خربها النظام السابق.
خارج قائمة الإرهاب.. هل يخرج السودان من عزلته؟
أعلن رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك،عن أن الخرطوم حولت بالفعل، أموال التعويضات المطلوبة من قبل واشنطن، لضحايا تفجيرات سفارتي الولايات المتحدة في كينيا وتنزانيا عام 1998، وهي التي طالب بها ترامب في تغريدة سابقة كشرط لرفع اسم السودان من القائمة، حيث بات السودانيون في حالة ترقب، لتغريدة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يعلن فيها رفع اسم السودان من القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب
وتنفيذاً للوعد الأمريكي، أرسل الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، لرئيسة مجلس النواب وقادة لجان، خطاباً بشأن رفع اسم السودان من “لائحة الدول الراعية للإرهاب”، حيث اتخذ قرار وضع السودان على هذه القائمة، والذي يعود إلى 12 أغسطس 1993. خلال تولي عمر البشير دفة الحكم في السودان، بعد أن اتهمته بأنه يؤوي إرهابيين محليين ودوليين، بمن فيهم زعيم تنظيم القاعدة السابق، أسامة بن لادن، وكان قبل أيام، أعلن البيت الأبيض أن ترامب ينوي إبلاغ الكونغرس بقرار رفع اسم السودان بعد أن قامت الخرطوم بتحويل مبلغ 335 مليون دولار إلى صندوق معلق لتعويضات أسر ضحايا الإرهاب.
اقرأ المزيد السودان: التطبيع شرط أمريكي لشطبنا من قائمة الإرهاب
بالمقابل أشار رئيس الحكومة السودانية عبد الله حمدوك، إلى إن رفع السودان من قائمة الولايات المتحدة للدول الراعية للإرهاب، سيفتح الباب أمام إعفاء بلاده من ديون خارجية تتجاوز قيمتها 60 مليار دولار، مشيراً إلى أن وضع اسم السودان في “القائمة”، كان عقبة رئيسية أمام استفادة السودان من المؤسسات الدولية، مشدداً على أن القرار يتيح للحكومة إدارة الاقتصاد بشكل أفضل، ويفتح الباب أمام عودة السودان للمجتمع الدولي، والخلاص من تركة النظام السابق، ليعود السودان للنظام المصرفي والمالي العالمي. مستقبل السودان
التطبيع مع إسرائيل.. خلافات الرؤى لم تفسد الاتفاقات
يحمل تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسودان رمزية كبيرة، فعقب حرب 1967، اجتمع أغلب الزعماء العرب في قمة بالخرطوم، حيث تبنوا قراراً يعرف باسم “اللاءات الثلاث”، وهي “لا صلح ولا اعتراف ولا تفاوض مع إسرائيل”، وذلك على خلفية هزيمة عام 1967 أو ما عرف بالنكسة. وقد عرفت القمة باسم قمة اللاءات الثلاثة حيث خرجت القمة بإصرار على التمسك بالثوابت من خلال لاءات ثلاثة: لا صلح ولا اعتراف ولا تفاوض مع العدو الصهيوني قبل أن يعود الحق لأصحابه. حضرت كل الدول العربية المؤتمر باستثناء سوريا.
وكان السودان في حالة حرب مع إسرائيل على الرغم من البعد الجغرافي ولا حدود مشتركة، لكنه كان في متناول إيران منذ عقود من خلال استخدامه كمقر لنقل الأسلحة في المنطقة، حيث هربت أسلحة لحركة حماس في أعوام 2009، 2012، و2014، بالإفة لذلك كان السودان لسنوات عديدة أحد المواقع المختارة حيث يمكن أن تختفي القاعدة وإيران وحماس والجماعات الإرهابية الأخرى من المراقبة الغربية.
ولاحتواء الانقسامات الحزبية والشعبية داخل السودان حول التطبيع مع إسرائيل العدو على مدى عدة عقود، كشف مجلس الوزراء السوداني، مساء الأحد، أن الولايات المتحدة اشترطت خلال زيارة وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، تطبيع العلاقات بين الخرطوم واسرائيل لشطب السودان من قائمتها السوداء للدول الراعية للإرهاب.
أشار البرهان إلى أنه مبادرة التطبيع كانت من قبل العسكريين وتم التشاور مع مجلس الوزراء ومع 90 في المئة من القوى السياسية، ولم نجد أي رفض للتطبيع مع إسرائيل، خاصة وأنها ستغير نظرة العالم إلى السودان.
اقرأ المزيد السودان.. انقسامات حزبية وشعبية بشأن السلام مع إسرائيل
تطبيع علاقاتها مع إسرائيل و”إنهاء حالة العداء بينهما”، وفق ما جاء في بيان ثلاثي صادر عن السودان والولايات المتحدة وإسرائيل نقله التلفزيون الرسمي السوداني، ووصف الاتفاق بأنه “تاريخي”.
وأوضح البرهان أنه حتى الآن لم يتم التوقيع على اتفاق التطبيع مع إسرائيل، ولكن من حق الشعب السوداني التعبير عن رأيه حول التصالح مع من تريد.
أكد رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، عبدالفتاح البرهان، الاثنين، أن قضية التطبيع مع إسرائيل لا ترتبط بأي ضغوطات من قبل الولايات المتحدة لرفع الخرطوم من قائمة الدول الراعية للإرهاب. مستقبل السودان
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!