الوضع المظلم
الإثنين ٢٣ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
ماذا لو تعايشت إيران؟
خالد الجاسر

ماذا لو تعايشت إيران؟ واعترافات رجالها المخلصين، كمستشار الرئيس الإيراني، منتقداً طلب الإذاعة والتلفزيون استضافة ظريف.. ووزير الصحة، سعيد نمكي، عن فيروس «كورونا المتحور» بأن البلاد ستشهد ما وصفهُ «ربيعاً قاسياً» إذا لم يصغِ المواطنون لخبرائنا، متناسين حياتهم المسلوبة، وما حلَّ بالعملة المحليّة خلال فترة ولاية روحاني، وغيرها من التحدِّيات التي يواجهُها الشعب الإيراني ووعود المسؤولين التي لم تتحقَّق، وانتقاد أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام، محسن رضائي، تصريحات الرئيس الإيراني، حسن روحاني، حول الاستفتاء، الذي يراه في استفتاء حقيقي عبر الانتخابات الرئاسية المقبلة. إيران


ماذا لو تعايشت إيران؟ والتعقيدات المُرتبطة باستئناف المحادثات نظير تسهيلاتٍ مالية من أجل دفع مسار الدبلوماسية، وفق ما تَسرَّب حول اتفاق توصّل إليه منتصف فبراير 2021م برعاية أوروبية، ليكون هذا القرار تحدِّياً حقيقياً، باعتباره يمثّل أولوية في إطار سياسة الحدّ من انتشار الأسلحة النووية على المستوى الدولي، على اعتبار أنَّ السلاح النووي سيوفّر الحماية للنظام وللطابع «الإسلامي» للجمهورية، وكونه غير محسوب ويُضرّ بالترتيبات الجيوسياسية التي تضمن للولايات المتحدة دوراً مُهيمناً على سياسات الشرق الأوسط، بل وٍيضرّ بعلاقاتها بحلفائها التاريخيين، كالصين، التي هيمنت لربع قرن على النفط الإيراني، ومثيلتها روسيا، اللتين لن تتوانيا عن استغلال أي ثغرة لتركيز المنافسة والصراع في الشرق الأوسط بدلاً عن انتقاله إلى مناطق أخرى أكثر تهديداً. الأمر الذي يجعل منها قوة خارج إطار السيطرة والاحتواء، مع الإخفاق في تبنِّي معالجة شاملة متوازنة تضمن السيطرة على سلوك إيران لا احتوائه كما كانت تأمل إدارة باراك أوباما. حيث لا تخرج بالطبع مسألة الفتوى التي يتشدّق بها النظام بتحريم امتلاك سلاح نووي عن مبدأ التقية الذي يمرّر النظام تحته أهدافه وغاياته العليا.


ماذا لو تعايشت إيران؟ ووجوهها الخادعة بأنّ كُلّاً من إسحاق جهانغيري ومحسن هاشمي ومحمد جواد ظريف، يمثِّلون «الخيارات المفضَّلة» لدى الإصلاحيين للترشُّح للانتخابات الرئاسية.. في حين أكَّد التقرير السنوي الـ13 لمنظَّمة حقوق الإنسان الإيرانية، المعنية برصد وتحليل أوضاع حقوق الإنسان في إيران، إعدامَ ما لا يقلّ عن 267 شخصاً خلال العام 2020م.. أما خارجياً، أعلنَ ثلاثة دبلوماسيين من الاتحاد الأوروبي، أنَّ الاتحادَ يعتزمُ فرضَ عقوبات ضدّ 8 أفراد و3 كيانات قانونية في إيران مع العديد من المواطنين الإيرانيين بسبب انتهاكات حقوق الإنسان، على هامش اجتماع المؤتمر الدولي «قلب آسيا» في طاجيكستان.


ماذا لو تعايشت إيران؟ واستطلاع رأي: 83,5% لن يشاركوا في تلك الانتخابات الشكلية، وكان هذا هو الاستطلاع رقم 26 لموقع «راديو زمانه»، والذي تمَّ إجراؤه في الفترة من 23 إلى 29 مارس، وشارك فيه 2330 شخصاً؛ ومن بين هؤلاء، أجاب 1842 على الأسئلة بالكامل. ويعيش 80% من المشاركين في الاستطلاع داخل إيران. وأفاد 83,5% بأنّهم لن يشاركوا في الانتخابات الرئاسيَّة. و6% لم يقرروا بعد، و10,5% ينوون المشاركة في الانتخابات. و45,5% مِمَّن قالوا إنّهم لن يشاركوا في الانتخابات الرئاسيَّة ذهبوا إلى صناديق الاقتراع وصوَّتوا لأحد المرشحين في الانتخابات الرئاسيَّة السابقة. وإنّ 7% فقط مِمَّن صوتوا لحسن روحاني في 2017م سيشاركون في انتخابات 2021م مرةً أخرى. إيران


ماذا لو تعايشت إيران؟ وسياساتُ البنك المركزي الإيراني والمعاملات الماليّة الدوليّة تقود إيران إلى الركود المزدوج، حيث يواجهُ تحدِّياً كبيراً من التداعيات المُحتمَلةِ لسياساته، لتجاوزها السقفَ المنصوص عليه في الاتفاق النووي، وتمويلها المستمرّ للعمليات الإرهابية خارجَ حدودِها، وعجزها في مواجهةَ الكارثة المالية المُرتقبة، لا سيما مع تفشِّي المُخالفات في الأسواق وتغلغُل الفساد في الأنظمة المصرفية الرجعية في البلاد، والضُغوطات من جانبِ الوكالة الدولية للطاقة الذرِّية والضغط على الحكومةِ الإيرانية للامتثال لمطالبهم؛ فمِن غيرِ المرجَّح أن تتعافى الأسواقُ المالية في المستقبلِ القريب.


ماذا لو تعايشت إيران؟ والضربات الأمريكية لها، في 26 من فبراير، تحمل رسائل مختلفة رغم أنّها تظلُّ رمزية، ولن تدفعَ إيران عملياً إلى تقييد سلوكها المستفزّ، وإجبارها على القبول بشروط اتفاقٍ نوويٍ جديد يحدُّ من طموحها التوسُّعي، وسعيها لتهديد الأمن الإقليمي، وهو يُعتبَر الأوَّل الذي تُنفِّذه وزارةُ الدفاع الأمريكية «البنتاجون» في عهد إدارة بايدن؛ في حين أظهرت التجارُب أنَّ محاولات الاسترضاء الأمريكي، وعدمَ الرغبة في خلقِ أزمةٍ في طريق المصالحة مع الحكومة الإيرانية عبرَ تبنِّي إجراءاتٍ متهاونة ضدّ الاستفزازاتِ الإيرانية في سوريا والعراق ولبنان، تدفعُ إيران نحوَ الاستمرارِ في نهجِ سياساتها الإقليمية بقوَّة. وهو ما يدفعنا للتساؤل حول طبيعة هذه الهجمات الأمريكية، والتوجُّه الأمريكي القادم، والرسائل التي أرادت أمريكا توجيهها، سواء للإدارة الإيرانية أو باقي الدول المعنية بالشأن السوري، وأبعاد تلك الضربة مستقبلا، فهل سيردع ذلك النظام الخامنئي وميليشياته الإرهابية؟. إيران


خالد الجاسر


ليفانت - خالد الجاسر ليفانت 

كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!