الوضع المظلم
السبت ١٨ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
  • ليبيا على صفيح ساخن.. ودعوات دولية للتهدئة وتغليب لغة الحوار

  • طرابلس تشهد على مدى الساعات الماضية أشرس قتال منذ عامين.. ما أعاد شبح الحرب ثانية إلى المنطقة
ليبيا على صفيح ساخن.. ودعوات دولية للتهدئة وتغليب لغة الحوار
باشاغا والدبيبة - ليبيا

في وقت تمرّ فيه العلاقات الثنائية بين دول المغرب العربي، بحالة من الاضطراب والتجاذب السياسي والعديد من التصريحات والبيانات، تشتعل معركة وسط العاصمة الليبية طرابلس، طرفاها قوى مسلحة تابعة لحكومة عبد الحميد الدبيبة وأخرى تتبع لرئيس الحكومة الأخرى فتحي باشاغا، الأمر الذي أدى لقطع رئيس المجلس الرئاسي "محمد المنفي" زيارته إلى تونس والعودة إلى بلده.

وتشهد طرابلس، على مدى الساعات الماضية، أشرس قتال منذ عامين، ما أعاد شبح الحرب ثانية إلى المنطقة.

وتدور المواجهة من أجل استلام السلطة منذ أشهر بين حكومة الوحدة التي تتخذ من طرابلس مقراً لها، وحكومة باشاغا التي يدعمها البرلمان، ومقره شرق البلاد، في حين تدعم الميليشيات كل طرف، ما يدخل البلاد في دوامة يطول الخروج منها في ظل توزع السلاح بأدي ميليشيات تدعم طرفي النزاع، دبيبة وباشاغا.

وكانت وثقت وزارة الصحة الليبية، منذ فجر يوم السبت، مقتل 23 شخصاً و140 جريحاً، إضافة إلى 83 حالة غادرت المستشفيات بعد تلقيها الرعاية الطبية في العاصمة طرابلس.

 

#تحديث | إحصائية ضحايا الاشتباكات التي شهدتها العاصمة طرابلس إجمالي الحالات : 163 عدد الجرحى من إجمالي الحالات :...

Posted by ‎وزارة الصحة الليبية - Libyan Ministry Of Health‎ on Saturday, August 27, 2022

ميليشيات المساندة الطرفين

فرض الانقسام السياسي بين الحكومتين نفسه على الميليشيات المسلحة، ووقوف كل منها على خط النار، في ظل غياب لمظاهر الدولة والحكم وتفلت السلاح على كامل المساحة الليبية. ففي طرابلس العاصمة، الخاضعة لحكومة الدبيبة، تتوزع مليشيات "جهاز دعم الاستقرار" و"قوات الردع"، وهما من أقوى المليشيات، إلى جانب قوة "دعم الدستور والانتخابات" وكتيبة "فرسان جنزور" التي تتمركز غرب العاصمة وكتيبة "رحبة الدروع" بمنطقة تاجوراء.

بينما تحظى حكومة باشاغا بدعم كتيبة 777 التي يقودها هيثم التاجوري وكتيبة "النواصي".

اقرأ المزيد: ليبيا.. معارك دامية في طرابلس

وفي الشمال الغربي من البلاد، تضم مدينة مصراتة، أقوى المليشيات المسلحة، حيث تدعم قوة "العمليات المشتركة" الدبيبة، في حين اختارت مليشيا "لواء المحجوب" الاصطفاف وراء باشاغا.

بينما فضلت مليشيات أخرى الحياد على غرار مليشيا "لواء الصمود" التي يقودها صلاح بادي.

وفي وسط قمم الجبل الغربي، وتحديداً بمدينتي الزنتان وورشفانة، تدعم المليشيات التي تقع هناك تحت سلطة اللواء أسامة الجويلي حكومة باشاغا.

أما في مدن الساحل الغربي، فتنقسم خارطة الولاءات بين الطرفين، حيث تدعم قوة "البحث الجنائي" ومليشيا "حسن بوزريبة" بمدينة الزاوية المحاذية لطرابلس، الدبيبة، في حين تقف المليشيات الموالية لوزير داخلية حكومة باشاغا، عصام أبو زريبة ضده. في وقت تساند كتيبة 55 بمدينة ورشفانة باشاغا، أما كتائب مدينتي صبراتة وزوارة، فقد أعلنت دعمها الدبيبة.

اتهامات وتهديدات متبادلة

نشرت حكومة الوحدة الوطنية "دبيبة" بياناً جديداً حول الأحداث في العاصمة، اتهمت فيه حكومة باشاغا بجرّ العاصمة إلى القتال، في وقت يلزم المجلس الرئاسي الصمت.

فيما قالت وزارة الداخلية بحكومة باشاغا، إنها "لن تقف مكتوفة الأيدي أمام ما يجري من عبث واقتتال وصراع من أجل النفوذ والمصالح على حساب المدنيين في طرابلس"، مؤكدةً على "اتخاذها كل الإجراءات والوسائل التي تمكّنها من حماية المدنيين ومؤسسات الدولة".

ووجهت الوزارة في بيان، رسالة إلى المجتمع الدولي، معتبرة أن ما يجري في طرابلس "نتيجة طبيعية لغياب الدولة والمؤسسات الأمنية، بسبب تشبّث حكومة الدبيبة بالسلطة، ودعمها غير المشروع لجماعات مسلحة لضمان بقائها"، موضحة أن استتباب الأمن في العاصمة لا يمكن أن يحدث في ظل ما وصفته بـ "توازن الرعب".

وفي السياق، دعت بلدية طرابلس المركز ومكوناتها الاجتماعية، المجلس الرئاسي لأخذ زمام المبادرة والوصول بالبلاد إلى مرحلة الاستقرار، مشيرة إلى أن حكومة باشاغا "أججت الوضع وهددت باستخدام القوة".

اقرأ أيضا: بلدية طرابلس تطالب المجتمع الدولي بحماية المدنيين في ليبيا

تنديد أممي

أعربت الأمم المتحدة في ليبيا، في تغريدة على حسابها في تويتر، عن قلقها العميق إزاء الاشتباكات المسلحة المستمرة، بما في ذلك القصف العشوائي بالأسلحة المتوسطة والثقيلة في الأحياء المأهولة بالسكان المدنيين في طرابلس، مما تسبب في وقوع إصابات في صفوف المدنيين وإلحاق أضرار بالمرافق المدنية بما في ذلك المستشفيات.

كما دعت الأمم المتحدة، إلى الوقف الفوري للأعمال العدائية، وتذكر جميع الأطراف بالتزاماتهم بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي لحماية المدنيين والمنشآت المدنية، وأنه من الضروري امتناع كافة الأطراف عن استخدام أي شكل من أشكال خطاب الكراهية والتحريض على العنف.

وقالت السفارة الأميركية في ليبيا، السبت: "نقف إلى جانب الشعب الليبي في الدعوة إلى الحوار السلمي".

فيما دعت سفارة المملكة المتحدة إلى الوقف الفوري للعنف في طرابلس، مشيرة إلى إدانتها أي محاولات للاستيلاء على السلطة أو الحفاظ عليها بالقوة. مشددةً على ضرورة حماية المدنيين باعتبارها أمراً بالغ الأهمية.

وفي الصدد، طالب ‏المبعوث الخاص لوزير الخارجية الإيطالي إلى ‎ليبيا، نيكولا أورلاندو، بوقف ‎الاشتباكات في طرابلس فوراً، وعودة القوات إلى مواقعها الأولية.

عربياً، قالت الخارجية الجزائرية إنها "تتابع بقلق بالغ التطورات في طرابلس"، داعية كل الأطراف إلى إيقاف العنف، والاحتكام إلى لغة الحوار.

وحثّت المجتمع الدولي وكل الأطراف المعنية على العمل لإنهاء التدخلات في الشؤون الليبية، والانخراط في جهود إحياء مسار التسوية السياسية السلمية، لتحقيق المصالحة الوطنية في ليبيا.

ويخيم الحذر على المشهد الليبي، اليوم الأحد، وخاصة العاصمة طرابلس، مع إيقاف لمعظم النشاطات في عموم البلاد، إلا أن وزارة التربية والتعليم، أعلنت أنها ستستأنف امتحانات شهادة إتمام مرحلة التعليم الثانوي، بأقسامها العلمي والأدبي والديني، غداً الاثنين.

ليفانت – خاص

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!