الوضع المظلم
الثلاثاء ٠٢ / يوليو / ٢٠٢٤
Logo
لبنان ساحة ومغامرات حزب الله وإسرائيل 
سعد عبد الله الحامد

منذ عام 1982ولبنان يعيش كابوس مواجهات حزب الله وإسرائيل المتكررة حين اجتاح ارييل شارون الأراضي اللبنانية خوفا من وصول القذائف الفلسطينية الى إسرائيل ليسيطرعلى اكثر من 30كيلوا من الحدود الجنوبية اللبنانية وصول الى بيروت ومناطق أخرى قبل ان ينسحب منها ويبقي يحتل الجنوب اللبناني وفي عام 1992 اغتالت إسرائيل الأمين العام السابق لحزب الله عباس الموسوي ليصبح حسن نصر الله هو الأمين العام للحزب

لتبدا سلسه من المواجهات بين حزب الله وإسرائيل بدات بحرب "تصفية الحساب" ثم حرب "عناقيد الغضب "عام 1993وفي عام 1996 قتلت إسرائيل شاب واصابة مجموعه اخرين في جنوب لبنان ليرد حزب الله بقصف مستوطنات نهاريا وكريات شمونه  وكنتيجة لعمليات المقاومة المستمرة لإسرائيل أعلن الاحتلال الإسرائيلي عام 2000الانسحاب من جنوب لبنان بعد احتلال دام 18 عامًا بلغ عدد من قتل خلاله بقرابة 20 ألفًا من اللبنانيين والفلسطينيين وفى عام2006 خطف حزب الله جنديين إسرائيليين وقتل 3جنود في هجوم قام به على الجيش الإسرائيلي مما جعل الجيش الإسرائيلي يقوم بعمليه عسكريه مدتها 34 يوما تسببت في قتل ما يتراوح بين 1000 و 1200 قتيل ومابين 1100 جريح وأكثر من 1,000,000 لاجئ وكانت حرب غزه شراره أخرى لتغذية هذا الصراع واستغلال هذه الحرب كمبرر لدعم حركة حماس حليف لحزب الله وطهران ولكن المواجهات هذه المرة كانت ضمن قواعد اشتباك محدودة لعدم توسع الصراع ليشمل لبنان وسوريا والعراق بسبب اذرع ايران في المنطقة

بحيث لا يكون صراع مفتوح بناء على رغبة واشنطن و ايران وبالتالي اشعال المنطقة بأكملها مع ان هناك تقارير غربيه إشارة الى دعم ايران وحزب الله لى احداث 7 أكتوبر التي قامت بها حركة حماس ضد إسرائيل وعلمها بها مسبقا لان استراتيجية المواجهة عبر الوكلاء هي اسلوب ايران في المنطقة منذا سنوات ولكن استمرار إسرائيل في حربها ضد حماس بشكل دمر غزه وقضي علي جزء كبير من قدرات حماس العسكرية واستهداف قياداتها ومقتل ما يقرب من 37431مدني وآلآف المفقودين والجرحى معظمهم من الأطفال والنساء وكبار السن وفق الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني واوجد ذلك ذريعة من حزب الله لتكثيف المواجهات على حدود إسرائيل الشمالية


مما اوجد قناعة لدى الحكومة الإسرائيلية والقيادات العسكرية  بان هذه المواجهة حتميه نظرا لنزوح سكان المناطق الشمالية من مناطقهم ولكن ليس بشكل عاجل ووفق لتقرير صادر عن المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة نشر خلال الشهور الماضية أنّ التصعيد عبر الحدود بين إسرائيل ولبنان أدى إلى نزوح نحو 76 ألف شخص من جنوب لبنان و قتل 248 شخصاً بينهم 177 عنصراً من حزب الله و33 مدنياً وفقا لوكالة فرانس برس وفي تطور لافت قام حزب الله ببث لفيديوا يكشف أماكن حيوية وحساسة في عمق إسرائيل مما اعتبرته إسرائيل خطرو اختراق امني و تهديد للعمق الإسرائيلي واعقب ذلك توجيه نصرالله تهديدات لقبرص باستهدافات ممكنه لها حال فتحها مطاراتها للقوات الإسرائيلية لمهاجمة حزب الله مما يعتبر مؤشر خطير وخصوصا ان قبرص احد دول الاتحاد الأوربي


ولكن هناك عدة عوامل خلف تهديدات نصرالله لقبرص منها ماوردته صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية إن "إسرائيل تتجه للاستحواذ على ميناء في قبرص بحجة حماية وارداتها من البضائع في حال استهداف ميناء حيفا (شمال)" وأوردت الصحيفة ايضا "الاستحواذ المحتمل على الميناء لا يتعلق فقط بالوضع في غزة" واحدى العوامل أيضا هو ما شهدته قبرص من تدريبات جوية إسرائيلية تحاكي هجوما على لبنان في يونيو 2023ومن جانب اخر اين ايران من اندلاع هذه الحرب الواقع يقول بان ايران لن تخاطر بمواجهه مع إسرائيل وواشنطن نظرا لما تعانيه من اوضاع داخليه واقتصاديه والان محاولات المرشد بإيجاد خلف لبراهيم رئيسي


الذي قتل بحادث تحطم طائرته الشهر الماضي وصراع الأجنحة من محافظين مرشحين اخرين ولا يعنى ذلك ترك حزب الله لان لبنان تمثل ورقه هامه لا ايران وبالتالي هي فرصه لا استعراض قدراتها امام امريكا قبل قدوم ترامب لكسب أوراق اكثر باستخدام لبنان ولتنفيذ اجندتها عبر حزب الله كما ان هذه لحرب لتأكيد الحضور الإيراني في ملفات المنطقة فتلك المواجهة هي السبيل لوحيد لخلق فرصه لا إعادة التفاوض مع واشنطن من جديد لان ايران بعيده عن أي  مفاوضات قادمه حول غزه وجنوب لبنان وهناك محاولات إيرانية  لا استمرار مبداء "وحدة الساحات" الذي تنادى به ايران دوما حيث ترفض عملية فصل لبنان عما يجري في غزّة واختزال ما يحدث كمسألة حدود فقط وبالتالي الانفصال عن القضية التي يرددونها دائما والمرتبطة بغزّة وفلسطين وبرايي فان الدور الإيراني القادم في حال نشوب مواجهه قد يتمحور بدعم حزب الله بالأسلحة والعتاد عبر سوريا من خلال الميليشيات سواء في العراق او سوريا واليمن  وخصوصا ان حزب الله حليف سابق لسوريا وفي ظل الازمات والمشاكل الداخلية في سوريا على المستوي الأمني والعسكري والاقتصادي فالنظام السوري قد يستمر على الحياد كما حصل في حرب غزه في حال وقوع حرب بين إسرائيل وحزب الله


ولكن الدعم اللوجستي انطلاقا من ايران عبر سوريا ممكن مع العلم بان إسرائيل استهدفت معاقل لحزب الله في سوريا عديده وقتلت ما يقرب 171عسكريا داخل سوريا وجبهة البحر الاحمر والحوثيين قد تستغل في هذه الحرب لمصلحة حزب الله وطهران  وعلى صعيد أمريكا فالانتخابات الأمريكية هي المعترك الأهم والذي قد يعود بترامب ويقصي بايدن الذي لا يرغب بصراع مفتوح يضاف الى جبهة أوكرانيا وحرب غزه وما يقوم به نتنياهوا من رغبه بفتح حرب مفتوحه على كل الجبهات للحفاظ على كرسيه الذي قد يسقط حال توقف هذه الحروب وسط دعوة بتحرير الرهائن المحتجزين لدى حماس وعدم نجاحه في إيقاف خطر حماس والدعوات الدولية لمحاكمته بجرائم الإبادة الجماعية

ومما قد يخفف من مخاوف اندلاع حرب وجود تقارير المصادر تشير الى تفاهمات إيرانية أمريكية بهدف عودة حزب الله الى ما وراء بحر الليطاني من حزب الله وتطبيق قرار مجلس الامن رقم1701 وبالتالي فالنظام الأميركي يدفع باتجاه خفض متبادل للتصعيد وتوقف الجانبين عن القصف في العمق وهو ما طالب به أيضا أنتوني بلينكن وزير الخارجية الامريكي حيث طالب بتجنب المزيد من التصعيد مع حزب الله مؤكدا ضرورة التوصل إلى حل دبلوماسي.


واخيرا فان مسار الإحداث وما اكتسبته عناصر حزب الله من اسلحه وقدرات قتاليه وخبرات منذا حرب عام 2006بمساعدة ايران ودعم أمريكا لا إسرائيل وقدراتها القتالية ودعم الاتحاد الأوربي لقبرص حال اندلاع أي حرب قد يجعلنا امام حرب اكثر شراسه من حرب غزه بل انها قد تجعل المنطقة علي صفيح ساخن وخصوصا ان نتنياهوا سيجدها فرصه ليقضي على ما تبقي من لبنان  وليطيل من عمره السياسي والمحصلة هي ركام أخرى يلحق بركام غزه .  

ليفانت: د.سعد عبد الله الحامد

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!