-
لا للتغيير في السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط بعد فوز دونالد ترامب
إن فوز دونالد ترامب في الانتخابات الأمريكية يشير إلى احتمال تأثيرات كبيرة على السياسة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط، حيث يمكن أن تتراوح هذه التأثيرات بين تعزيز التحالفات التقليدية وتقديم توجهات جديدة للعلاقات الإقليمية. ومع استلام ترامب للسلطة في البيت الأبيض عام 2025، يتوقع أن نكون أمام تغييرات جوهرية في سياسته تجاه المنطقة.
تظل أزمة روسيا وأوكرانيا محورًا رئيسيًا في السياسة الأمريكية، حيث تتصاعد التوترات بين روسيا والغرب، خاصة الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (ناتو). يُظهر هذا الصراع كيف تتداخل المصالح الجيوسياسية مع قضايا حقوق الإنسان والأمن الإقليمي. تسعى روسيا لتعزيز نفوذها في المنطقة من خلال دعم حلفائها التقليديين، مثل نظام الأسد في سوريا، مما يزيد من تعقيد الأوضاع هناك.
من جهة أخرى، قد يقوم ترامب بإعادة تقييم الوجود العسكري الأمريكي في سوريا والعراق، متبنيًا نهجًا أكثر حزمًا لمواجهة النفوذ الإيراني. قد يتضمن ذلك تعزيز الوجود العسكري الأمريكي واستمرار فرض عقوبات مشددة على إيران، مما سيؤدي إلى تصاعد التوترات الإقليمية وزيادة الخلافات مع طهران. في هذا السياق، ستسعى الولايات المتحدة إلى تقوية علاقاتها مع دول الخليج مثل السعودية والإمارات، من خلال تقديم المزيد من الدعم العسكري والتعاون الاقتصادي لتعزيز الأمن الإقليمي.
أما بالنسبة للقضية الكردية في سوريا، فقد لعب الكورد، وخاصة وحدات حماية الشعب (YPG)، دورًا محوريًا في مكافحة تنظيم داعش. ومع ذلك، فإن علاقات الكورد مع الولايات المتحدة قد تؤدي إلى توترات مع تركيا، التي تعتبر (قسد) جماعة إرهابية بسبب ارتباطها بحزب العمال الكردستاني (PKK). تسعى تركيا إلى تقليص مشروع الإدارة الذاتية الكردية في شمال شرق سوريا، وتتداخل الأبعاد الكردية في المشهد السوري، حيث لا يزال الكورد، وبالأخص قوات سورية ديمقراطية، يمثلون لاعبين رئيسيين في الحرب ضد داعش. ومع ذلك، فإن الدعم الأمريكي لقوات (قسد) في شمال شرق سوريا يتعارض مع المصالح التركية.والنظام السوري
مما يزيد من تعقيد الوضع هو استمرار العلاقات التركية الأمريكية في تقلبات بين التعاون والتوتر، بناءً على السياسات المتعلقة بالقضية الكردية والأزمة السورية بشكل عام. قد تعيد زيارة ترامب المحتملة إلى الشرق الأوسط تشكيل هذه الديناميكيات، حيث يمكن أن تسعى الإدارة الجديدة لتحقيق توازن بين دعم الكورد وتعزيز العلاقات مع تركيا. هذه الديناميكيات تطرح تساؤلات حول كيفية تعامل ترامب مع السياسة التركية الأمريكية في ظل سعي أنقرة للحد من اعتراف بالإدارة الذاتية الكوردية في شمال شرق سوريا.
أما فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، فمن المحتمل أن تستمر سياسة ترامب الداعمة لإسرائيل، والتي تجلت سابقًا من خلال نقل السفارة الأمريكية إلى القدس. قد تؤدي هذه السياسة إلى زيادة الاستيطان في الضفة الغربية وتصاعد التوترات مع الفلسطينيين، بالإضافة إلى دعم الحرب الإسرائيلية على إنهاء المقاومة المسلحة لحركة حماس وحزب الله في جنوب لبنان، مما يشير إلى تجاهل جهود السلام التقليدية. من المرجح أن يعتمد ترامب سياسة أكثر صرامة تجاه حزب الله، بما قد يتضمن دعم القوى السياسية المعارضة له. ومع ذلك، يجب الانتباه إلى أن ذلك قد يؤدي إلى نتائج غير متوقعة تتراوح بين مزيد من الاستقرار أو الفوضى في المنطقة ، وذلك وفقًا لاستجابة تلك القوى.
يصبح الوضع أكثر تعقيدًا عند أخذ انقسامات المنطقة المتزايدة بعين الاعتبار، حيث تتداخل الأعمال السياسية مع الأزمات الإنسانية والاقتصادية. إن عودة ترامب إلى الحكم قد تؤدي إلى تفاقم هذه الانقسامات، خاصة في ظل التنافس الإقليمي والتوترات الطائفية. تمثل هذه الديناميكيات تحديًا أمام أي استراتيجية يسعى ترامب لتطبيقها في الشرق الأوسط، مما يستدعي منه التفكير العميق في كيفية إدارة العلاقات المعقدة بين الدول والنفوذ الغربي في المنطقة.
بشكل عام، يتوقع أن تكون فترة ترامب الثانية مليئة بالتحديات والتوترات في الشرق الأوسط، وقد تشهد تغييرات كبيرة في السياسات تجاه سوريا والعراق ولبنان وفلسطين وإيران. يعتمد الكثير على ردود فعل الدول الأخرى وكيفية استجابة الفاعلين الإقليميين والدوليين لهذه السياسات الجديدة.
إجمالًا، يُمثل فوز ترامب في الانتخابات الأمريكية تحولًا محتملاً في السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط واسيا واوربة ، يحمل في طياته فرصًا وتحديات تتطلب مراقبة دقيقة وفهمًا عميقًا للتفاعلات المتعددة في هذه المنطقة الحساسة.ويمكن ان نشهد الحرب العسكرية في المنطقة بإدارة الرئيس دونالد ترامب ومع حلفائها الدول الغربية.
ليفانت: عبد الرحمن حبش
قد تحب أيضا
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!