الوضع المظلم
السبت ٢١ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
قصة مأساة  فتاة كردية ايزيدية.. من سنجار إلى غزة
1

في واحدة من أفظع الجرائم الإنسانية في العصر الحديث، كانت فوزية، الفتاة الكردية الإيزيدية من شنگال سنجار، ضحيةً لإرهاب تنظيم داعش. خلال الهجوم الذي شنه التنظيم على القرى الإيزيدية في عام 2014، تم اختطاف ما يقارب 5000 امرأة وطفل، بينما قُتل الرجال على الفور. الأطفال الذكور تعرضوا للتربية على أسس الجهاد، بينما سُبيت النساء لأغراض جنسية، وتم إنشاء أسواق لتجارة الإيزيديات في المناطق التي سيطر عليها داعش.

تمكنت فوزية، التي كانت في الحادية عشرة من عمرها عند اختطافها، من النجاة وتهريبها إلى قطاع غزة. اليوم، وهي تبلغ من العمر 21 عامًا، تحمل هذه الفتاة قصتها المأساوية في قلبها.

 

 كيف وصلت فوزية إلى غزة؟

تشير قصتها إلى مدى انتشار نفوذ داعش وتأثيره على مناطق جغرافية واسعة، بما في ذلك الدول العربية. بعد الهجوم الإرهابي الذي وقع في 7 أكتوبر، قامت فوزية بتسجيل فيديو تطلب فيه المساعدة، إذ قدمت تعريفًا عن نفسها وسردت قصتها المؤلمة. 

في هذا السياق، تابع ستيف مامان، يهودي كندي ورئيس منظمة تهتم بمساعدة الأطفال الإيزيديين والمسيحيين الذين اختطفهم تنظيم داعش، الفيديو وتواصل مع جيش الدفاع الإسرائيلي، الذي تمكن من تحرير فوزية وإخراجها من القطاع إلى إسرائيل، حيث تم اتخاذ الإجراءات اللازمة لإعادتها إلى عائلتها.

 إعادة الأمل

في الفيديو الذي تم تداوله على نطاق واسع، تظهر فوزية وهي تعانق من تبقى من أفراد عائلتها، منهم والدتها، في لحظة مؤثرة تعكس آلام الظلم وجراح الفراق.

لكن فوزية ليست الحالة الوحيدة، فالتقارير تشير إلى فقدان الاتصال بأكثر من 2500 امرأة إيزيدية حتى الآن، قد تكون متواجدة في أماكن غير معروفة حول العالم. 

 مسؤولية المجتمع الإسلامي

تتحمل الأمة الإسلامية بمجموعها مسؤولية ما حدث ويحدث للشعب الكردي، وبالتحديد للإيزيديين. جميع السلطات والحكام المسلمين، فضلاً عن المشايخ والطوائف الإسلامية، مسؤولون عن تلك المأساة ويعتبرون شركاء في الجريمة بمستويات مختلفة. 

عندما يتم تغذية ملايين الأفراد بأفكار الإرهاب والعنف، ثم يأتي بعضهم لاحقًا لمحاولة التنصل من أفعالهم، يجب عليهم أن يدركوا أن محاولاتهم لن تنجح. إن كل هذه الانتهاكات تبرز الحاجة الملحة للوعي والعمل من أجل إنهاء هذا الإرهاب المستشري وإعادة بناء المجتمعات التي تأثرت به.

قصة فوزية تظل ذكرىً حزينة، ولكنها أيضًا دعوة للإنسانية للتوحد ضد الظلم، وللعمل على حماية الأبرياء من ويلات الحروب والنكبات.

كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!