الوضع المظلم
الإثنين ٢٣ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
فيروس
فيروس "كورونا" ماذا فعل بالاقتصاد العالمي

نبذة عن كورونا 


فيروس كورونا أو الفيروس التاجي أو الفيروس المكلل هو فيروس من أحد أجناس الفيروسات التي تنتمي إلى أسرة الفيروسات التاجية في عائلة الفيروسات التاجية. الفيروسات التاجية فيروسات مغلفة جينومها حمض نووي ريبوزي وحيد الطاق ذو دلالة إيجابية، ولها محفظة ذات تناظر حلزوني. يتراوح حجم الجينوم في الفيروس التاجي بين 26 و32 كيلو قاعدة، وهو حجم ضخم بالنسبة لفيروسات الحمض النووي الريبوزي.


أتت تسمية الفيروس التاجي من الإنكليزية Coronavirus، وهي من الكلمة اللاتينية corona بمعنى تاج أو هالة، وذلك لأن المظهر النموذجي للفيروسات تحت المجهر الإلكتروني تبدو فيه نتوءات كبيرة بصلية الشكل تعطيها شبهاً بهالة الشمس. هذه النتوءات هي قسيمات فولفية حسكية، وهي بروتينات موجودة بكثرة على سطح الفيروس تحدد نوعه، طوله 350 نانومتر.


تمر الأسواق العالمية بفترة عصيبة مع تسارع انتشار فيروس كورونا، الذي أثار حالة من الهلع بين المستثمرين، وأدى إلى إعادة جدولة عدد كبير من الرحلات.


ويحمل انتشار الفيروسات والأوبئة الكثير من الذكريات الأليمة للبشرية، وفي الوقت نفسه للاقتصاد العالمي، الذي طالما تكبد خسائر فادحة نتيجة انتشار هذه الفيروسات.


وقدرت إحدى الدراسات الخسائر السنوية الناجمة عن الأوبئة والأمراض المعدية بـ500 مليار دولار سنوياً، أي ما يعادل 6 أعشار النقطة المئوية من الناتج المحلي العالمي.


وهذه الخسائر تشمل تراجع الإنتاجية نتيجة الوفيات التي تتسبب فيها هذه الأوبئة، وكذلك التكاليف المرتفعة التي تتكبدها الحكومات لمواجهتها، إضافة إلى تراجع حركة السفر والتجارة.


وهناك أبحاث أخرى تقدر تكاليف هذه الأوبئة على الاقتصاد العالمي، بـ6 تريليونات دولار خلال القرن الحالي.


ومن الأمثلة على هذه الخسائر ما تكبده الاقتصاد العالمي من جراء فيروس سارس عام 2003، إذ كبد الفيروس العالم وقتها خسائر تراوحت بين 60 و80 مليار دولار.


كما تسبب "سارس" في هبوط الناتج المحلي للصين بنسبة تراوحت بين 0.5 في المئة و2 في المئة، بالإضافة إلى هبوط الناتج المحلي لدول جنوب شرق آسيا، بنحو نصف النقطة المئوية.


أما فيروس إيبولا، فقد كبد اقتصادات دول غرب إفريقيا خسائر مباشرة بلغت أكثر من ملياري دولار، إذ تسبب وقتها في تراجع عدد العمالة في ليبيريا على سبيل المثال، بنحو 40 في المئة، ناهيك عن تراجع الصادرات وتراجع مواسم الحصاد وتكاليف مكافحة المرض.


وأضافت دراسات أخرى التكاليف الاجتماعية الناجمة عن هذا الوباء، إلى الأعباء الاقتصادية، لتتجاوز 53 مليار دولار.


ولو نظرنا إلى تأثير هذه الفيروسات في القطاعات، نجد أنها ليس كلها خاسرة من انتشارها، فشركات الأدوية عادة ما تستفيد من ظهور هذه الأوبئة، وهو ما شاهدناه على أسهم هذه الشركات، التي صعدت مع انتشار الفيروس.


في المقابل، تتضرر القطاعات المرتبطة بالإنفاق الاستهلاكي، فتخوف الناس من العدوى يدفعهم للتراجع عن خطط السفر، مما يلحق الضرر بقطاعات السفر والسياحة والسلع الفاخرة والتجزئة، إضافة إلى التأمين الصحي.


واليوم مع زيادة الكثافة السكانية ونمو عدد المسافرين، فإن هذا القطاع سيكون أكبر المتضررين من انتشار الفيروس، لا سيما أن الصين أصبحت أكبر سوق للسفر في 2018، حيث سافر نحو 150 مليون صيني إلى الخارج، وبلغ إنفاقهم نحو 277 مليار دولار.


قطاع النفط كذلك، عادة ما يتأثر بانتشار الفيروس، فتراجع السفر والإنفاق يعني تراجع الطلب على النفط، مما ينتهي بضغوط إضافية على أسعار الخام.


وأشار مصرف "غولدمان ساكس" إلى أن فيروس كورونا الجديد قد يتسبب في تراجع الطلب على النفط، بنحو 260 ألف برميل يوميا، مما قد يتسبب في تراجع أسعار النفط بنحو 3 دولارات.


تكاليف اقتصادية باهظة يتحملها العالم بسبب هذه الفيروسات، لكن المؤكد أن هذه التكاليف لا تعني شيئا أمام صحة الإنسان.


سكاي نيوز 

كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!