الوضع المظلم
الأربعاء ٢٥ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
غيث ماطر.. فمن لهذا البلد؟!
د. إبراهيم بن جلال فضلون

إبراهيم بن جلال فضلون


الكمد من نعوت المُحبين، لأنه حزن مجهول، يئن صاحبه ويتأوه فيضاً من قهر، فهو أشد أحزان القلب، لا يجري معه دمع، وليس هناك أعز على البشر من أوطانهم، لتتفتت عليها أكبادهم حزناً، واعتصرت أفئدتهم دماً لأجلها، فقد لحق الربيع العربي بيوتنا، فانتصرت مصر ببيتها العربي، إذ ليس للكمد دواء إلا وصال المحبوب وسعادته وسمو مكانته واكتمال عافيته... فبلداننا العربية تئن من بث إشاعات الانهيار والتفكك وسواد الواقع والمصائب والأخطار حتى من الجار، فتلك سوريا لا عهد للدُب الروسي المنهمك فيها، ولا لحليف تُركي خائن بل إرهابي غادر لوطنه وأمته، ولا لتُراهات شرطي العالم الخنوع لإسرائيل وماسونيته الجهولة، وإعلامي عُملاء قطر وإيران ممن اتخذ الإخوان منهم مقرات لإرهاب لا دين له ولا وطن، فمن لهذا البلد؛ من سلب سعادتها وروحها؟!. كما أرادوا باليمن الشقيق، فكانت لها التحالفات العربية، وتلك قوتنا، لكن من لحرائق سوريا والعراق ولبنان؟!


لنأخذ الدرس ولكم تطبيقه بدقة، ولكن ليس كما هو عبر تقنيات ثلاث كانت سبباً في تحطم أية نفسيات بسلاح فاعل تم تنفيذه علينا ونحن نيام؟!، وهي كفيلة بالقضاء على رغبتنا في الحياة، لتصل لحد الموت الصامت "الموت كمداً". فإن كُنا اليوم لا نسمع سوى الأخبار السيئة، ونحن نتقبلها من دون وعي، ولا نفكر بعزتنا، فصرنا نحاول إسقاط بعضنا البعض كما تفعل دويلة قطر وغازية تركيا وبهلوله الإيراني بالخليج العربي أو بمحيطها الشرق أوسطي، وكأننا نعايش حال "العذاب الصامت" (سيندروم). ليعذبونا فيه حتى نموت كمداً، (وطن وراء الأخر)، فشلوا في مصر والسعودية والبحرين واليمن واليوم يريدوننا في بوطقة سوريا، والعراق ولبنان الذي فاض بفساد سياسييها واتباعهم حزب الله وحرس الفقيه الإرهابي وعُثمانلية (قرد-غان) الهشة منذ أن تحالف مع الشيطان والإخوان، حتى (خيبة) نبع السلام ضد وحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها أنقرة إرهابية ومدعومة من الغربيين، فقط لأنها كانت القوة الرئيسية التي حاربت جهاديي تنظيم "الدولة الإسلامية".


والحل: ينبغي علينا ألا نستمع إلى الأخبار السيئة، ولا إلى إرهاصات المُرجفين وتهويلاتهم، بل ينبغي أن نمنح أنفسنا ومن حولنا الأمل بمُقتبل أفضل، لكي نكسر السجن الذي أراد الأعداء أن يصنعوه حولنا. فبعد انتهاء حرب أميركا مع كوريا قام الجنرال "وليام ماير" المحلل النفسي في الجيش الأميركي بدرس واحدة من أعقد قضايا تاريخ الحروب في العالم، فقد تم أسر وسجن حوالى 1000 جندي أميركي في تلك الحرب في كوريا، ووضعهم داخل مخيم تتوافر فيه كل مزايا السجون العالمية، وكان مطابقاً للقوانين الدولية، ولم تكن تستخدم أساليب التعذيب المتداولة في بقية السجون، لكن التقارير كانت تشير إلى أن عدد الوفيات في هذا السجن أكثر من غيره من السجون. هذه الوفيات لم تكن نتيجة محاولة فرار أو تعذيب، بل كانت ناتجة عن موت طبيعي! والسبب: أولاً: كانت الرسائل والأخبار السيئة فقط هي التي تصلهم، أما الجيدة فلا. تتلوها: أن يحكي السجناء على الملأ إحدى ذكرياتهم السيئة حول خيانتهم أو خذلانهم لأحد أصدقائهم أو معارفهم. وأخرها: أن يتجسس كل سجين على زملائه وله مكافأة، مما شجع جميع السجناء على التجسس على زملائهم، لأنهم لم يشعروا بتأنيب لضميرهم نتيجة تجسسهم،


هكذا تدخلات الفقيه والغازي (قرد-غان) يبعثون برقيات تعزية لأسر شهداء إرهابييهم، ولم يرسلوا حرف عزاء لشهداء وطنهم البائس، ليُعزون أنانيتهم بعمليات إرهابية وصواريخ وحرائق تُشعل نيران الفتن الطائفية، وهنا السؤال أيها الحمقى.. من الذي هرّبَ الدواعش من مخيمات تركيا وسوريا وإطلاقهم؟!. ومن الذي ضرب بقوانين العالم الواهية عرض الحائط، وتدخل في اليمن ودول الجوار، وكأننا عُدنا لعصر (الفتونة) بالأفلام المصرية... كل ذلك بحجة إحلال السلام لمن؟!.. وعلى من يكذبون هؤلاء الحمقى؟؟ فهم يُعاودون كرات وألاعيب بل ومهاترات الإخوان وتنظيمها الدولي.. فمن "القاتل".


وأخيراً: إن العقلية البشرية المنقادة وراء شعارات إخوانية إرهابية قبل الأفعال، هي قطعاً ستندم في المستقبل. وعلينا أيها العرب التعاضد والتكاتف، واستغلال كل معطيات العصر وعوامل القوة فيه، ومستجداته، لفرض وجودنا على الساحة الدولية، وتعزيز هيبتنا ونفوذنا، وضمان حقوقنا وسيادتنا واستقلالنا وكرامتنا، فلا تبتأسوا أيتها الشعوب هنا وهناك -أيدكم الله- على تدخلات الحمقى فلا غريب يمكنه أن يأوي الدار فرؤوس الأفاعي يجب بترها ليأتي علينا يوماً دونما إرهاب أو تنظيم داعشي أو إخواني أو حرس ثوري.




.......


كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!