-
عمليات الإغارة للثوار في ريف اللاذقية تربك قوات الأسد وتخلط الأوراق
عمليات الإغارة للثوار في ريف اللاذقية تربك قوات الأسد وتخلط الأوراق
شادي العوينة | ريف اللاذقية
لقد غدت النتائج الأخيرة للعمليات الانغماسية للثوار على محاور نظام الأسد في جبلي الاكراد والتركمان تقض مضاجعه، فلم تعد محاور الاشتباك آمنة بعدما ساهم اتفاق سوتشي في الحد من هذه الاشتباكات التي خففت وطأة الخسائر البشرية التي ترهق كاهل النظام، لا سيما مع استمرار النزيف البشري في ريف حماة الشمالي، ناهيك عن فشل ذريع منيت به الفرقة الرابعة على محور الكبينة في جبل الأكراد مما دعا إلى استبدالها بقوات الفيلق الخامس " قوات النمر "، بطلب روسي والتي لم يكن حالها بأفضل .
وقد تلقت قوات النظام السوري اليوم ضربة موجعة على محاور جبل التركمان لم يكن يتوقعها، خصوصاً مع زخم المعارك وضراوتها على محاور ريف حماة الشمالي، فكانت ضربة جديدة اربكت حساباته مع سعي النظام و روسيا لهدنة ولو لفترة بسيطة، موصلة رسالة للنظام مفادها، (أنه لا يزال الثوار يمتلكون القدرة على فتح أي جبهة وتحقيق خرق فيها)، في حين أدرك الثوار أنه خلال هذه الفترة كانت معارك الكمائن وحرب العصابات والعمليات الخاطفة هي أكثر تأثيراً على قوات الأسد و أقل تكلفة عليهم .
وبالعودة الى تفاصيل العملية، فقد تكبدت قوات النظام خسائر بالأرواح في صفوف قوات البحرية، وصلت الى ثمانية قتلى وعدد من الجرحى على محور عين العشرة بجبل التركمان أثر توغل لمقاتلين من عدة كتائب ضمن أحراش جبل التركمان، وتأتي هذه العملية بعد خسارة النظام خمسون قتيلاً نتيجة العمليات الانغماسية، في كل من عطيرة في جبل التركمان و تلة ابو اسعد في جبل الاكراد قبل أيام.
حيث أفاد احد القادة الميدانيين: "الإغارات الماضية كانت على عدة مواقع، تمكنت من خلالها الفصائل من قتل عدد كبير من العناصر المتواجدة في النقاط الأولى للنظام، واغتنام أسلحة خفيفة ومتوسطة، حيث جاءت الإغارة الأخيرة بشكل مباغت لقوات الأسد حيث نعتمد على الاستطلاع والرصد الدائم للمنطقة مما يكبّد النظام خسائر فادحة .
و تعد هذه العملية السادسة عشرة خلال العام الحالي، حيث تهدف هذه العمليات إلى خرق الدفاعات الأولى للنظام التي حصنها في نهاية الهجوم الروسي الكبير على الساحل بداية عام ٢٠١٦، وكذلك لإجهاد النظام وزعزعة استقرار قواته والخلل الأمني الذي تسببه العمليات مع الوصول الى تنفيذها خلف خطوطه، كما حصل مؤخراً بتنفيذ كتائب أبو عمارة لتفجير مبنى في بلدة سلمى التي تعتبر تحت سيطرة مباشرة للروس،
وفي السياق ذاته وضّح لنا الرائد "مازن قنيفدي" عن أهمية هذه العمليات قائلاً: "هذا التكتيك يعتمد على العناصر المتفاهمة وسريعة الحركة، وبهذا يكون عدد الخسائر البشرية قليل للقوات المهاجمة وكبير للنظام حتى أنه قد يصل إلى قتل كل من في الموقع، وبذلك بإمكان الفصائل مواجهة القوة النارية الضخمة للقوات الروسية ونظام الاسد الذين يعتمدون على القصف براً وجواً، ولاحظنا مؤخراً نتيجة هذه العمليات فرار عناصر النظام من ريف اللاذقية وحدوث حالة انتحار بين صفوف جيش النظام "
وتعتبر مناطق الساحل بشكل عام تحت سيطرة الاحتلال الروسي منذ فبراير/شباط 2016 بعد معارك استمرت لعدة أشهر، لتتوزع قواته في عدة مناطق أهمها سلمى وصنوبر جبلة واسطامو و قاعدة حميميم العسكرية، عدا عن القواعد البحرية المتواجدة في طرطوس واللاذقية، الأمر الذي سبب ارباكاً واضحاً في صفوف النظام وميليشياته بين جبال الساحل، والتي أطلق عليها مؤخراً نتيجة عدد القتلى الكبير الذي قارب المائتي قتيل بالتلال التي تبتلع قوات الأسد .
عمليات الإغارة للثوار في ريف اللاذقية تربك قوات الأسد وتخلط الأوراق
العلامات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
من وحي الساحات في سوريا
- December 19, 2024
من وحي الساحات في سوريا
ليفانت-خاص
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!