الوضع المظلم
الجمعة ١٧ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
  • عملقة الصين في زمن الكورونا، و بداية صراع دولي جديد

عملقة الصين في زمن الكورونا، و بداية صراع دولي جديد
محمد محمود بشار

"العالم ما بعد الكورونا"، هي الجملة الأكثر انتشاراً في الدول المتطورة تكنولوجيّاً و نقطة انطلاق الصراع الدولي الجديد. صراع دولي


اتّحد العالم في مواجهة كورونا، ولكنّ هذا الاتحاد سيتلاشى بمجرد ظهور العقار المعالج لهذا الوباء. وستبدأ الدول المتطورة تكنولوجياً و هي الأكثر تضرراً من انتشار الفايروس، بعرض بضاعتها المضادة للفايروس. ومما لاشك فيه بأن الولايات المتحدة الأمريكية ستحاول ممارسة نفوذها على العالم لتكون هي الأولى في بيع وتصدير العقار المعالج.


من داخل مرمى نيران الكورونا، نفض التنين الصيني الغبار من على نفسه، وأثبتت الصين التي انطلقت منها الكورونا بأنها الدولة الأكثر قدرة على التعامل مع هذا الفايروس المستجدّ والحدّ من انتشاره داخل البلاد من خلال الإجراءات العلمية والأمنية المتشددة.


بنفس الوقت وبالتزامن مع الجهود الحكومية، أظهر الشعب الصيني بأنه يتحلّى بأعلى درجات الوعي والالتزام بالتعليمات الرسمية.


لم تكتف الصين بمواجهة الفايروس محلياً، بل بدأت بإرسال فرقها الى العديد من دول العالم للمشاركة في هذه الحرب الجديدة _كما وصفها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون_ فبات العالم ينظر إلى بكين نظرة جديدة.


إقليم هوبي وعاصمته ووهان، لم يُسجل فيه أي إصابة جديدة بالفايروس على مدى أسبوع تقريباً، هذه العاصمة التي ارتبط اسم كورونا باسمها، استطاعت أن تتغلب على الفايروس مبدئياً.


غزا كورونا العالم، ولمواجهته استنجدت الكثير من دول العالم بالحضارة الصينية، فتوجهت الفرق الطبية الصينية إلى العديد من الدول منها ايطاليا التي أنهكها الفايروس لحدّ الآن.


كورونا هذا الفايروس الصغير الذي لايُرى بالعين المجردة، أربك هذا العالم الكبير، وكما يبدو فإنّ ملامح العالم الجديد ستتحدّد من خلال قدرة الدول على القضاء على هذا الخطر القادم من الشرق الأقصى و المنتشر في كل اصقاع الأرض.


العالم ما بعد كورونا سيكون مختلفاً عن العالم ما قبل وأثناء كورونا.


لن تتغير التحالفات السياسية فقط، بل ستنتقل مراكز الثقل الاقتصادي من دول متقدمة ما قبل الكورونا إلى دول أخرى أثبتت قوتها بعد الكورونا. صراع دولي


أكثر الأمور التي تلفت الانتباه في زمن الكورونا، هو أن البنادق والمدافع سكتت من تلقاء نفسها، فانهارت مقولة (لا صوت يعلو على صوت البندقية)، وأصبح صوت الاستغاثة من الكورونا أعلى من أيّ صوت آخر.


ليفانت - محمد محمود بشار ليفانت

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!