-
عفرين.. بين أخطاء المشافي العامة وغلاء المشافي الخاصة
يعاني سكان منطقة عفرين، ذات الخصوصية الكردية شمال غرب سوريا، من تردي الأوضاع سواء أكانت من الناحية الإنسانية أو الاقتصادية أو المعيشية، تحت وطأة احتلال أنقرة وميليشياتها السورية المسماة بـ"الجيش الوطني السوري"، حيث التي تقحم المليشيات قوانينها وقراراتها بالقوة، في حياة السكان الأصليين الكُرد.
ويعاني القطاع الصحي بشكل خاص من قيام مسلحي الميليشيات المسلحة بالاستيلاء والاستحكام بكافة المرافق الطبية والمستشفيات في المنطقة، مما أدى إلى رفع أجور المشافي الخاصة بشكل خيالي، ليلجئ الكثيرون إلى المشافي العامة، "السيئة" من كافة النواحي.
اقرأ أيضاً: عفرين.. والغرق بجرائم القتل والانتحار بسبب أوضاعها المأساوية
في السياق، أجرت ليفانت نيوز لقاءً مع مدني من سكان عفرين، فضل عدم الكشف عن هويته خشية الملاحقة الأمنية، حيث قال: "في الحقيقة ارتفعت في الآونة الأخيرة أجور المشافي الخاصة في مدينة عفرين، بشكل كبير خاصة مع تدني قيمة الليرة التركية مقابل العملات الأجنبية، لتقوم المشافي بتحديد تسعيرتها بالدولار الأمريكي عوضاً عن الليرة التركية، بالرغم من أنها العملة المعتمدة في عفرين".
وتابع حول واقع المشافي الخاصة والكوادر العاملة فيها، بأن "العاملين في المشافي الخاصة يتعاملون بشكل فوقي مع المرضى والمراجعين، وخاصة عند تحضير إضبارة أحد المرضى، حيث يقول الممرض المسؤول عن إعداد أضابير المرضى قائلاً: "نحن مشفى خاص وتكاليفنا محددة، فإذا ما عندك قدرة مادية روح شفلك حيلا مشفى عام"، ما يفسر بأن المشافي الخاصة لا تستقبل أي حالة تذكر، حتى لو كانت حرجة وبحاجة لتدخل طبي سريع، في حال لم يكن لدى المريض القدرة المادية الكافية ويتم رفضه في المشفى".
وأكمل: "سأخص بالذكر المشفى السوري التخصصي (المنار سابقاً)، حيث يديره مجموعة من الأطباء المستقدمين للمدينة، وليسوا من سكان عفرين، وهناك العديد من الشكاوي المقدمة ضد المشفى، نتيجة التلاعب بالفواتير وأسعار الأدوية التي يتم بيعها في صيدلية المشفى، والتي تصل في كثير من الاحيان إلى أكثر من ثلاثة اضعاف الأسعار في باقي الصيدليات، حيث يستغلون حاجة المراجعين للأدوية و يبيعونها بأسعار باهظة، حتى ترتفع فاتورة المشفى عند تخريج المرض، حيث تبلغ تسعيرة الليلة الواحدة في المشفى 30 دولاراً أمريكياً، بينما تسعيرة غرفة العناية الفائقة هي أكثر من 100 دولار أمريكي، وهي مبالغ تعد كبيرة جداً في حال كان المريض بحاجة للبقاء في المشفى أكثر من يوم، خاصة بأن هذه التسعيرة هي للمشفى وحدها باستثناء تسعيرة الادوية التي يتم إعطائها للمريض".
واختتم حديثه بالقول: "أود أن أتحدث في النهاية عن كشفية الأطباء في مدينة عفرين، التي ترتفع بين الحين والأخر مع انخفاض قيمة الليرة التركية، حيث تبلغ معظم الكشفيات الآن 100 ليرة تركية، أي ما يعادل حوالي الـ27 ألف ليرة سورية، وهو مبلغ يفوق قدرة الكثير من العائلات أصحاب الدخل المحدود".
ووفق مصادر ليفانت الخاصة في عفرين، ورغم وجود المشافي العامة، وانتشار الكثير من المرافق الطبية التي تشرف عليها المنظمات الإنسانية، إلا إنها تعتمد على أطباء وممرضين متدربين، ليس لديهم خبرة كافية لعلاج المرضى، مما يتسبب بكثير من الأخطاء الطبية التي تؤثر على صحة المرضى بشكل سلبي.
ليفانت-خاص
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!