الوضع المظلم
الإثنين ٢٣ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
عجوز يحكم عجوزة بورقة غِشّ
إبراهيم جلال فضلون (1)

"ورقة الغش الرئاسية لبايدن تتسرب عبر الإنترنت، تذكره بالجلوس"، قالها شون هانيتي، مذيع قناة فوكس نيوز المعروفة بميولها الجمهورية.. فما يكب الناس على وجوههم إلا بحصاد ألسنتهم.. فمن "مكان نسيه الله".. وأين البيت الأبيض؟

وكأنها "آلة زلات" تعمل وبدأ زمهريرها دون علاج، فقد تكون زلة لسان، أو مصطنعة، لكنهما يلتقيان بنتيجة واحدة عمومها ثمانين عاماً من العُمر، فهو أكبر رئيس للولايات المُتحدة في التاريخ، ليُشعل بهفواته اللفظية الجدل، وينتهزها خصومه كترامب خاصة في ظل تنافسية انتخابية لتكون دفة الانطلاق باستمرار تدهوره العقلي، مستشهدين بالزلات والأخطاء المتكررة التي يرتكبها.. آخرها عندما أخطأ في اسم رئيس الوزراء البريطاني الجديد ريشي سوناك، فسماه "راشي سانوك"، وأخرى بمارس 2022 حمل ورقة مماثلة تتضمن أبرز نقاط الحوار التي يجب طرحها حول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بل وصل الأمر لأن يحمل ورقة بها صور فوتوغرافية للمراسلين للتعرف عليهم، وإحصائيات حول مشروع البنية التحتية الخاص به خلال أول مؤتمر صحفي له كرئيس في عام 2021.

حتى الأموات نادى عليهم ضمن سُكان الآخرة كما نادى على نائبة جمهورية متوفاة منذ شهر خلال مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض حول التغذية والصحة، تُدعى "جاكي والورسكي"، التي توفيت في حادث سيارة أوائل أغسطس الماضي.

ليُكررها في كلمته بشيكاغو وقال: "لقد ذهب كثيرون منكم إلى أفغانستان، لقد كنت في كل جزء منه إنه مكان نسيه (أو هجره) الله(God-forsaken place)"، بحسب الترجمة للجملة التي نشرها البيت الأبيض ضمن الخطاب، بينما لجأت مواقع أمريكية إلى ترجمة المصطلح وفق قاموس أوكسفورد "المكان الذي يفتقر إلى أي ميزة أو جاذبية".

لم لا فكُلُنا ينسى، لكن رئيس أكبر دولة، فهي الطامة لا غير، فقد كشف جو بايدن أمام الحاضرين بالخطأ عن ورقة تعليمات تُذكرهُ ما يجب عليه فعلهُ أمام الكاميرات والاجتماعات وغيرهما مشتملة على عبارات مثل "اجلس" و"اعطِ تعليقات موجزة" و"غادر"، كما حدث باجتماعات عدة في البيت الأبيض، منها عندما التقى بالرؤساء التنفيذيين في مجال صناعة الرياح، ليتم توجيهه إذا تقطعت بهم السبل، حيث تمادت الأخطاء التي لم تقتصر على المسؤولين الأجانب أو الدول الأخرى، بل طالت عائلته، حينما اختلق قصة لوفاة نجله "بو" مخالفة للحقيقة، قائلاً: "فقد حياته في العراق"، رغم أنه توفي عام 2015 بعد إصابته بالسرطان، ليُهاجمهُ المُثير للجدل الرئيس السابق ترامب خلال الحملة الانتخابية التي سبقت الانتخابات الرئاسية الأخيرة، قائلاً إن "هذا الرجل لا يعرف أين هو.. هذا الرجل لا يعرف أنه على قيد الحياة"، ليواجه بايدن جمام غضب الجمهور وأعدائه المتربصين به وبحزبه الديمقراطي لتدهور لياقته الذهنية بسبب زلات لسانه، وظهوره تائهاً عن الطريق أكثر من مرة.. حتى الاقتصاد الأمريكي تحدث عنهُ، مهدداً بسخرية باستخدام "بندقيته" لحمايته من الركود.. ليتأكد للجميع من يحكُم العالم، لا يصلُح أن يحكُم بورقة غش رئاسية.

 

ليفانت - إبراهيم جلال فضلون

كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!