-
عالمية "كورونا"، ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ
خاطب ربّ العالمين البشرية دون تمييز في سورة الحج بالآية 73: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَاباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئاً لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ﴾، ويعلمنا حديث رسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم-: "إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحبّ قوماً ابتلاهم فمن رضي فله الرضى ومن سخط فله السخط"، فقد ابتلى الله الأمم والأنبياء وأولي العزم منهم. عالمية
فمنهم من تعالى وتجبّر لتعلو على يده يد الله التي جاء بيانها في هلاكهم، ومن الشعوب من تباهت بتقدمها فأرسل لها الله جُنداُ لا يُرون أعراضه، لُيعطيهم الخالق درساً بسورة الإسراء - الآية 85: "وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً"، ليكون الداء قوة ضاربه لما يتباهون به مؤثراً على اقتصادهم كما حدث بدول أوربا وأميركا ومصّهم خيرات الله في الدول الفقيرة، وأنهك فيها موطن COVID 19 الصيني، منتشياً بخطواته الجوّية عابراً الحدود ليتفشّى، مُعلناً أرباحه العالمية إلى أدنى معدل له منذ الأزمة المالية عام 2008 متوجّهاً صوب الكساد، فقلّص الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي معدل الفائدة الأساسي بنسبة 50 نقطة ليتراوح بين 1 % و1.25 % ، تبعتها اليابان ودول أوربا وأستراليا وماليزيا، ثم بقية الدول الكبرى، فأوروبا منكوبة ودول "تتكتم" على مصيبتها، دون إجراءات تحذيرية كتركيا وإيران التي فاضت الأرض بجثث موتى كورونا هناك، وهو ما حمّل البنك الدولي إلى مساعدة الدول الفقيرة بـ 12 مليار دولار، وسبقها تبرّع خادم الحرمين بـ 10ملايين دولار دعماً لمنظمة الصحة العالمية بعد استغاثتها دول العالم الذي تقهقر أمام جُند من جنود الله. عالمية
لقد أمدّنا الله بدوائه الإيماني"الوقائية"، بدءاً بظهور المرض بصورته البدائية، ثم تطوره، كغيره من الجائحات المُعدية التي مرت على أجساد الإنسانية، ولم تترك صغيراً أو كبيراً، ولا شيء يوقفه سوى ما أعطانا الله -عزّ وجل- وسبقت المملكة كورونا به، لاجتثاث بذور شرّه وفتنة شائعاته، برفع مستوى التنسيق الحكومي والدولي، ورسم قواعد ونُظم يُربط بها الإنسان وفق شريعته السمحاء، لتُبعده عن مزالق الأمراض وتحفظ مُجتمعه من مغبّة ذلك لما يُحقق المصلحة فيها والتي تُعدّ الوسيلة الثانية للسياسية الناجحة والقيادة الحكيمة، درءاً للمفسدة، بتنظيم الصلاة في المسجدين النبوي والمكي ومنع الطواف، والدخول والخروج لبعض المناطق مؤقتاً، وغيرها من القرارات التي تنعكس على الأفراد والمجتمع ومدى المسؤولية المجتمعية التي على كتفه، ليشكره المُجتمع الإنساني. عالمية
إنّها تدابير واستثناءات راعت فيها المملكة البُعد الإنساني بما يأمَن سلامة المواطنين والمُقيمين وصحتهم، لتستثني الحالات الإنسانية والاجتماعية، بناءً على ما تراه وزارتا الداخلية والصحة وما تتطلب تعاملاً إنسانياً خاصاً، على أن يتمّ فحصها أولاً، وإلزام مَن يرغب في القدوم إليها، تقديم شهادة مخبرية PCR، ونجدها تحرص على عدم تأثر حركة التجارة والاقتصاد، بمرور الشاحنات التجارية بعد الفحص والتأكد من سلامة كل شيء، فـ"ياما دقّت على الرأس طبول"، من إنفلونزا الخنازير، والسارس، والجمرة الخبيثة، والطاعون، وغيرهم كثيراً.
فاطمئن يا وطن، وثقوا بأنّ دولتكم تدفع من دونكم الغالي والنفيس، فأعينوها بما تُعلنه وزارة الصحة من إجراءات وتدابير، وابتعدوا عن الاختلاط المكثّف، وترك الخوف منه أو الشائعات من حولنا، فما ابتلانا الله بشيء إلا ظهرت مواقفنا الوطنية والإنسانية التي جبلنا الله عليها، وأكدتها قوتنا العلمية، وقروا عيناً إن قلت لكم بأنّه قد يصيبك كـورونا هـذا ويذهب من جسمك، وهو لم يحدث أي أعراض وأنت لم تعلم به أصلًا، فحفظ الله خادم الحرمين الشريفين وولي عهده بقراراتهم الإنسانية، وأدام الخير علينا وكافة المُسلمين، وجعل الخير فينا إلى يوم نلقاه أجمعين، ودامت السعـودية وأنتم بعز وصحة. ليفانت
ليفانت - خالد الجاسر
العلامات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
من وحي الساحات في سوريا
- December 19, 2024
من وحي الساحات في سوريا
ليفانت-خاص
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!