الوضع المظلم
الأحد ١٦ / يونيو / ٢٠٢٤
Logo
  • سوريان.. صيدلي ومُسوق إلكتروني يطلقان مطعماً شرقياً في فرنسا

سوريان.. صيدلي ومُسوق إلكتروني يطلقان مطعماً شرقياً في فرنسا
مطعم شرقي في فرنسا

في واحدة من قصص نجاح كثيرة، ربما لا تختلف عن غيرها من قصص النجاح لمهاجرين تركوا ديارهم، لكن يميزها عن غيرها إصرار أصحاب الفكرة على نجاح مشروعهم والعمل الجاد لأجله ليلاً نهاراً، افتتح الشابان فراس ومحمد، مطعماً صغيراً في بادئ الأمر، ليقدم المأكولات الشرقية في مدينة سانت إيتيان الفرنسية، وسرعان ما حقق المطعم نجاحاً لافتاً مما دفعهما لافتتاح فرع آخر في نفس المدينة.


وبالصدد، تحدث الشابان فراس ومحمد حول تجربتهما، فقال الشاب فراس المصري "من مدينة دمشق، متزوج ولدي أطفال، وصلت إلى فرنسا في العام 2013، هرباً من الحرب الدائرة في بلادنا واستقريت في مدينة سانت إيتيان (Saint-Etienne)".



ويضيف فراس: "كنت في سوريا، أدرس التسويق الإلكتروني، وبعد وصولي إلى فرنسا وعقب اجتياز مرحلة اللغة، والتقدم إلى مكتب العمل، لم أتلقى سوى الوعود دون الحصول على وظيفة في مجال اختصاصي، فكان لابد من بداية جديدة كي لا أبقى عالة على المساعدات، التي تقدمها الحكومة الفرنسية للاجئين".


اقرأ أيضاً: اللاجئون السوريون في لبنان.. الأسر التي تعيلها النساء هي الأشدّ فقراً

وحول بدايات مشروعه، يضيف فراس: "قمت باستئجار موقع على أحد الأرصفة في مدينة سانت إيتيان من البلدية، وبدأت أبيع البوظة للسكان والسياح، حيث بقيت على هذا الحال مدة عام، وكون المردود لم يكون بالمستوى المطلوب، قررت البحث عن عمل آخر".


وينوّه فراس إلى أنه قرأ "بالصدفة إعلاناً في أحد المواقع الإلكترونية، بأن إحدى الشركات تبحث عن موظف أمن حرائق، وبالفعل تقدمت للوظيفة ونجحت بالحصول عليها، حيث بقيت أعمل بها أيضاً مدة عام، وخلال تلك الفترة تعرفت على صديقي محمد أورفلي، وهو متزوج ولديه أطفال من مدينة حلب، ووصل إلى  فرنسا في العام 2015، وهو صيدلاني سابق في سوريا، ولما وصل إلى فرنسا لم يستطع العمل بشهادته ووجد صعوبات كبيرة في تعديلها، فكان لابد أيضاً من بداية جديدة حيث عمل أيضاً بتوصيل الطلبات، وبعد أن تعرفنا على بعضنا وتوطدت صداقتنا، فكرنا في افتتاح مشروع خاص بنا، وبالصدفة البحتة قرأنا إعلاناً على واجهة أحد مطاعم المدينة، بأنه معروض للبيع، وهنا قلنا لأنفسنا بأنه يجب ألا نفوت هذه الفرصة من أيدينا، لكن اصطدم حلمنا بقلة المال، حيث لم نكن نملك المال الكافي لشراء المطعم، لذلك اضطررنا للذهاب الى مؤسسة فرنسية تدعم المشاريع المتوسطة والصغيرة وتقدم القروض وتدعى (adie)، وبالفعل بعد إقناعهم بجدوى مشروعنا، حصلنا على القرض واتفقنا مع صاحب المطعم على دفعة أولى، والباقي نقسطه له كل شهر من أرباح المطعم، وقد وافق، وهنا كانت انطلاقتنا الحقيقية".



ويقول الشابان فراس ومحمد: "بدأنا بتغيير ديكور المطعم ليكون شرقياً بامتياز، على طريقة المطاعم المنتشرة في دمشق وحلب، كي يشعر الزبون بأنه في بلده، واخترنا اسم الركن السوري (Le comptoir Syrien)، والقصد من هذه التسمية، تعريف الفرنسيين والسياح على جانب من ثقافتنا الشرقية، وأطباق الطعام التي يتميز بها بلدنا، وكي نوصل رسالة مفادها أننا شعب يعشق الحياة ويكره الحرب والدمار".


أما حول أبرز الأطباق التي يقدمها مطعم الركن السوري، فيوضح فراس: "نقدم شيش طاووق والكباب المشوي، ولحم شقف العجل، والمسبحة والمتبل والبابا غنوج وورق العنب والكبة النية والبرك بأنواعها، ومختلف انواع السلطات، وجميع هذه الأطباق من صنع أيدينا، ولا يوجد أي شيء جاهز".


وقد حقق المطعم نجاحاً لافتاً خلال الفترة الأولى لافتتاحه، ويقول فراس إن عدداً كبيراً من الزبائن كان يطلب الشاورما، ولم يكن باستطاعتنا أن نضيف قسماً لتحضير الشاورما ضمن المطعم نظراً لصغر حجمه، واضطررنا لافتتاح مطعم آخر في جانب اخر من المدينة، مختص بالشاورما بكافة أنوعها، وأطلقنا عليه اسم (Shawarmax)، حيث قمنا بالاتفاق مع معلم مختص بصناعة الشاورما، وبالفعل خلال مدة قصيرة انطلق مطعمنا الثاني والحمد الله حققنا نجاحاً باهراً، حيث لاحظ الفرنسيون قبل العرب، الفرق بين الشاورما التي نقدمها، وغيرها".



وحول أجواء المطعمين، يجيب الشابان: "الأمر يختلف، هناك أشخاص يودون الجلوس على الطاولات والاستمتاع بالأجواء الشرقية والطعام الشرقي والحديث مع اصدقائهم وقضاء السهرة سوياً، فهنا يكون خيارهم مطعم الركن الشامي، لكن نود أن نوضح نقطة، أن أسعاره قد تكون أغلى من المطعم الآخر، بمعنى وجبة مشاوي مع مقبلاتها كاملة، مع كامل المازيات تكلف 19 يورو".


متابعاً: "أما من يفضل الحصول على سندويشة شاورما أو وجبة شاورما على الماشي، فيذهب للمطعم الآخر، وكما قلت تبقى أسعاره منخفضة مقارنة بالمطعم الأول".


وحول الدراسات التخصصية لهما، والتي لا تتوافق مع مشروعهما، يقول فراس: "حلمي كان أن أكمل عملي في مجال التسويق الإلكتروني، ومحمد كان حلمه أن يكمل في الصيدلة، لكن المصاعب كثيرة والحياة يجب أن تستمر، صحيح أننا غيرنا اختصاصنا لكن ما نعمله الآن نحبه كثيراُ، ولدينا رغبة دائمة بتطويره".


ووفقاً لآخر إحصائية للمكتب الفرنسي لحماية اللاجئين وعديمي الجنسية “الأوفبرا”، والصادرة بتاريخ الخامس من مارس/ آذار 2018، بلغ عدد اللاجئين السوريين في فرنسا 16500 لاجئ، إلا أن العدد ارتفع خلال الاعوام الثلاثة الماضية، ففي العام 2020: تقدم 2240 سورياً لطلب اللجوء في فرنسا، وتم منح الحماية الدولية لـ84% منهم، وهي النسبة الأكبر بين الجنسيات لهذا العام، يليهم الصوماليون بنسبة قبول 60% ومن ثم الأفغان بنسبة 53%.


ليفانت - سليمان سليمان

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!