-
سوريا.. وليمة على لحم ضبع في أقصى شرق البلاد
ساهمت الأزمة الاقتصادية غير المسبوقة والأوضاع المعيشية المترديّة للغاية، لا سيما مع تجاوز سعر صرف الدولار سقف الـ6000 ليرة سورية للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب السورية، أصبح السوريون يواجهون في حياتهم خيارات صعبة ومعقدة لضمان بقائهم على قيد الحياة، أو تأمين الحدّ الأدنى من قوت يومهم.
وبعض هذه الخيارات التي اضطر إليها السوريون بلغت من البؤس حداً جعلهم يصطدمون، حتّى مع تعاليم الشريعة الإسلامية، محاولين تطويع بعض نصوصها لاستحلال أمور كانت أنفس السوريين تأنفها من قبل، أو على الأقل لم تكن مطروحة على طاولة النقاش، ما داموا قادرين على الاستغناء عنها. أما وقد أجبرتهم الفاقة والعوز على تجرّع مرارة اللجوء إلى بعض هذه الخيارات البائسة، فقد كان لا بدّ من إيجاد غطاء شرعيّ للقيام بها.
وفي مشاهد صادمة، تداولت منصات التواصل الاجتماعي فيديو لمأدبة أقامها أحد الفلاحين في قرية حداجة في ريف دير الزور، ودعا إليها أهله وأصدقاءه؛ وكانت المفاجأة أن المأدبة تضمنت لحم ضبعٍ كان الفلاح قد اصطاده بعدما حاول الاقتراب من منزله.
وقد خلت موائد معظم السوريين من اللحوم منذ سنوات طويلة، بسبب عدم قدرتهم على تحمّل أسعارها وتكاليف طبخها. واعتاد السوريون على افتقار موائدهم إلى كثير من المواد التي كانت تزينها من قبل، ولكن أجبرتهم الظروف المعيشية المستجدة والتي تزداد صعوبة على التخلي عنها لضمان أن يذهب القليل من المال الذي بحوزتهم إلى تأمين أولويات الحياة والبقاء.
وفي سبيل التغلب على ندرة اللحوم على موائدهم، لجأ بعض السوريين إلى ما يسمى "بديل اللحوم"، وهي مادة مكونة في الغالب من بقوليات يتم دمجها بعضها ببعض لتعطي نكهة البروتين. كما حاول بعضهم أن يزيد من اعتماده على مادة العدس لتعويض نقص الحديد الذي يؤدي إليه الامتناع الطويل عن تناول اللحوم، ولكن حتى هذه البدائل أصبحت عسيرة وغير متوفرة لكثير من السوريين، بسبب غلاء أسعارها الشديد مقارنة بالرواتب الضئيلة التي يقبضها أصحاب الدخل المحدود، والتي لم تعد تتجاوز عشرين دولاراً في الشهر.
ليفانت – النهار العربي
العلامات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!