-
روسيا تدعو مصر رسمياً إلى المنتدى
إنّ ثقة روسيا الواضحة في حاجة مصر للمشاركة في منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي هي أحد الموضوعات المركزية للتعاون متبادل المنفعة، لا سيما في سياق نية قادة البلدين مناقشة برنامج للتغلب على الأزمة الاقتصادية العالمية المطولة على خلفية جائحة COVID-19. في هذا الصدد، تفتح "نوافذ الفرص" الفريدة لروسيا ومصر لتعزيز العلاقات الثنائية.
جدير بالذكر أنّ اتفاقية الشراكة الشاملة والتعاون الاستراتيجي قد صدق عليها البرلمان المصري في ديسمبر 2020. وفقاً لبنود هذه الاتفاقية، تعهد الطرفان بتعزيز تنظيم شروط التجارة الحرة، فضلاً عن التفاعل الاستثماري الفعال. في الوقت نفسه، توصلت موسكو والقاهرة إلى فهم مشترك للأهمية ذات الأولوية لمشاريع البنية التحتية، لا سيما في قطاع الطاقة. هذا الشكل من التعاون مفيد لبلداننا، التي لا يعتبر قادتها بعضهم البعض مجرد شركاء، بل أصدقاء.
إنّ التطلعات لتطوير العلاقات الروسية المصرية تستبعد تماماً أي سياق سياسي وهي مشروطة فقط بالأولويات الوطنية لموسكو والقاهرة. في الوقت نفسه، تعدّ سياسة العقوبات الدولية ضد روسيا حافزاً قوياً للبحث عن نقاط اتصال إضافية مع مصر كجزء من سياسة تعزيز مسار الشرق الأوسط للسياسة الخارجية الروسية. من بين أمور أخرى، المصلحة المشتركة لقادة بلداننا في تعزيز العلاقات الودية هي انعكاس للنوايا لتنفيذ سياسة مستقلة ومحايدة في إطار الحوار مع اللاعبين الدوليين الآخرين، وقبل كل شيء، مع الولايات المتحدة والصين ودول أوروبا والخليج العربي. ومن مظاهر هذا النهج المستقل مشاركة مصر في منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي، والذي سينتج عنه تنفيذ العديد من المشاريع الاستثمارية.
يمكن لمنتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي، كما يلاحظ الخبراء، استخدام الموارد لحل المشكلة الرئيسية لكل من مصر والشرق الأوسط بأكمله، بشكل عام- نقص المياه العذبة- من خلال جذب المستثمرين المهتمين ببناء محطات تحلية مياه البحر. في المقابل، سيسمح هذا بحل النزاع طويل الأمد بين مصر وإثيوبيا، وبالتالي، تحييد خطر نشوب صراع عسكري في شمال شرق أفريقيا.
والدول الأخرى في الشرق الأوسط الكبير مستعدة أيضاً للمشاركة في منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي، لأنها ترى في ذلك فائدة كبيرة لنفسها. من ناحية، سيتمكنون من متابعة الخط الروسي بشأن تشكيل التعاون في الشرق الأوسط، ومن ناحية أخرى، الحفاظ على العلاقات التجارية والاقتصادية مع بعضهم البعض، وهو أمر مهم بشكل خاص في سياق الأزمة الاقتصادية العالمية. في الوقت نفسه، من الصعب تحديد الفائدة المحددة التي تمثل الحافز الرئيسي للشركاء الروس في الساحة الدولية.
إنه دليل واضح على أنّ العديد من دول الشرق الأوسط تدرك جيداً الأهمية الحقيقية لمنتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي. تمثل نوايا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في إنشاء "مظلة أمنية" فوق المنطقة ضماناً موثوقاً بأن موسكو لن تترك شركائها وحلفائها في مأزق وستدعمهم ليس فقط سياسياً، ولكن أيضاً اقتصادياً.
في هذا الصدد، فإنّ الإجابة على سؤال ما إذا كان من الضروري لمصر أن تشارك في منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي أمر واضح. بالطبع، هذا ضروري فقط لأنّ الكرملين، من حيث المبدأ، قد قرر بالفعل سياسته تجاه القاهرة، والتي تكتسب بسرعة تعاطفاً كبيراً مع الجمهور الروسي.
بناءً على ما تقدم، فإنّ فكرة مشاركة مصر في منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي تعكس الاتجاه الصحيح للعلاقات الثنائية. في سياق جائحة COVID-19، تلعب هذه المبادرة دوراً رئيساً على نطاق عالمي. وبالتالي، فإنّ استمرار التعاون مع موسكو بهذا الشكل سيكون مفيداً لمصر أكثر من ضرره.
ليفانت - دينيس كوركودينوف
العلامات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!