الوضع المظلم
الأحد ١٩ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
رسالة لأهلنا في الجنوب
كمال اللبواني

ستحاول الأردن وبعض الدول العربية تحريك بعض الفصائل في الجنوب للاشتباك مع الإيراني على أمل تشكيل ضغط عليه يجبره على تخفيض حدة أعماله العدائية تجاه الأردن، وفي الضفة والقطاع ضد إسرائيل.

يريدون منكم أن تكونوا ورقة ضغط لا أكثر، هم ذاتهم من تآمروا مع النظام وروسيا على تسليم الجنوب والغوطة... وهم من تصوروا أن عودة النظام بإشراف روسيا سيكون الحل المثالي الذي يبعد الخطر الإيراني، ويسكت صراخ الثوار المطالبين بالحقوق والديمقراطية، لم ينتبهوا لتحذيراتنا مراراً وتكراراً أن دخول النظام يعني دخول إيران، وأن الإيراني هو من يحكم سوريا ويتلاعب بالروسي، ويخدع الجميع، وأن النظام مجرد عصابة تحت يده.

أكدنا لهذه الدول أن تسليم الجنوب للنظام والطلب من النظام إخراج الإيراني، عملية حمقاء، فهو غير قادر، إضافة أن هكذا فعل سيضعنا نحن وإيران في خندق واحد، فعدونا هو النظام الذي دمر وقتل وجلب الاحتلالات، لذلك لسنا معنيين بعد عودة النظام بمقارعة الإيراني الذي يعرض شراكة مشابهة لشراكته مع حماس، بينما النظام يريد سوقنا للمقصلة ووضع نير العبودية على رقاب أهلنا، إذا أنتم تجاهلتهم معاناتنا ومطالبنا وتحالفتم مع النظام، فنحن قطعاً لن نقاتل إيران، بل ربما يجد البعض ملاذاً آمناً عندها من بطش النظام، واليوم وبعد مرور أربع سنوات يمحون ذاكرتنا ويعودون للسابق ويطلبون ممن سحبوا سلاحهم وأجبروهم على الخضوع والركوع أن يقاتلوا ليس النظام، وليس من أجل تحرير بلدهم، بل أن يقاتلوا الإيراني ويعفى عن النظام والروسي.

لذلك وعليه أرجو من جميع من نحب ونحترم من أهلنا في الجنوب دراسة الشروط التالية:

- تشكيل مجلس عسكري موحد وهيئة أركان موحدة وصندوق موحد ولا يتم التعامل مع كل فصيل على حدة.

- تجري انتخابات في المخيمات وفي الجنوب لاختيار مجلس سياسي يشرف على النشاط السياسي والعسكري والاجتماعي والخدمي والأمني ويكون هو الواجهة الوحيدة المعترف بها والتي يجب التعامل معها، وذلك لاستبعاد المال السياسي والشرذمة، والمتسلقين والوكلاء والخونة، وبشكل خاص المعارضة وهيئة التفاوض التي باعت قضية الشعب السوري في سوتشي وجنيف.

- نشترط محاربة النظام وإيران وكافة الميليشيات الأجنبية والإرهابية معاً، ولا نقبل إلا سلطة واحدة منتخبة من الشعب، ولا نتوقف عند حدود تقسيمية تفرض علينا، لكي يبقى النظام يعربد في دمشق، وأهلنا يتعفنون في الخيام، فنحن أبناء سوريا وهدفنا تحرير سوريا كاملة وليس تقسيمها ولا حراسة حدود الجيران.

- الامتناع عن تقديم الدعم المادي أو العسكري إلا لصندوق واحد تحت إشراف المجلس السياسي، ويمنع على الدول التواصل المباشر مع الفصائل والتفاوض إلا مع المجلس.

- يقوم المجلس بفرض سلطة القانون على كل المناطق المحررة وتعتبر سلطته هي السلطة الشرعية المعترف بها بموجب القرار ٢٢٥٤.

- لكي يتمكن المجلس السياسي والعسكري من متابعة التحرير يجب فرض حظر جوي، خاصة لضرورة وأهمية عودة اللاجئين والحاضنة الاجتماعية التي ستكون هي الداعم الأساسي للمقاتلين مادياً ومعنوياً.

- يفتح الباب لكل السوريين من كل المناطق للمساهمة في تحرير بلدهم انطلاقاً من جبهة الجنوب، ولا تغلق الأردن حدودها أمام قدومهم.
 

ليفانت – كمال اللبواني

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!