-
رؤساء سوريا موظفون أم وطنيون؟ لؤي الأتاسي بداية اللاشرعية
أسهم الرئيس لؤي الأتاسي في وضع حجر الأساس لمرحلة جديدة من التاريخ السوري أسهمت في ترسيخ الحكم الدكتاتوري والشمولي لمشاركته في انقلاب حزب البعث على ناظم القدسي، آخر الرؤساء الشرعيين، في 8 آذار 1963، والآثار التي نتجت عن هذا الانقلاب والثمن الذي دفعه وما زال يدفعه الشعب السوري، حتى يومنا هذا، رغم استقالته المبكرة وابتعاده عن الساحة السياسية. لؤي الأتاسي
بعد انقلاب 1963 أصبح العميد لؤي الأتاسي عضواً لمجلس قيادة الثورة، من بين الأسماء التسعة التي شارك صلاح جديد في اختيارها، ومن ثم تمّت ترقيته إلى فريق وتعيينه قائداً عاماً للجيش والقوات المسلحة ونائباً للحاكم العسكري، ثم رئيساً للمجلس الوطني لقيادة الثورة، وعليه كان الرئيس السابع عشر لسوريا رسمياً في 23 آذار 1963، واستمر حتى 27 تموز من نفس العام.
ويبرز دور صلاح جديد في هذه المرحلة حين اختار لنفسه منصب معاون مدير إدارة شؤون الضباط، بعدها قام بتسريح مئات الضباط واستدعاء المئات من ضباط الاحتياط، البعثيين والعلويين، إلى الجيش من وظائفهم المدنية، وأقدم على تصفية الجيش، فنقل البعض إلى السلك الدبلوماسي وأحال البعض إلى التقاعد أو الوظائف المدنية بحجة تمكين حزب البعث من الحكم، كما هو معلن، ولكن يبدو الأمر كان سعياً نحو تمكين الطائفة ويتحمل مسؤولية هذا العدوان كل من كان بوضع المسؤولية.
والرئيس لؤي الأتاسي من مواليد حمص عام 1926، تخرج ضابطاً من الكلية العسكرية سنة 1948، وعمل مرافقاً عسكرياً للرئيس هاشم الأتاسي قبل أن يشارك بالانقلاب على أديب الشيشكلي في 25 شباط سنة 1954، مع أبناء عائلته العقيدين زياد وفيصل الأتاسي عندما كان قائداً للشرطة العسكرية في حلب.
وعندما كان قائداً للمنطقة الشرقية اجتمع مع الضباط الــ41 الذين قرورا إعادة الرئيس الشرعي ناظم القدسي للحكم بعد الانقلاب الثاني للعقيد عبد الكريم النحلاوي، في 28 آذار 1962، وقيامه باعتقال رئيس الجمهورية ومجلس الوزراء وبعض النواب، الانقلاب الأول عام 1961، أعلن من خلاله انفصال سوريا عن مصر، وقرروا إبعاد الكريم النحلاوي وبعض الضباط، واشترطوا على الرئيس تشكيل حكومة جديدة برئاسة بشير العظمة.
كما كان له دور كبير في السيطرة على الانقلاب الذي قاده العقيد جاسم علون، والمقدّم محمد عمران، في مدينة حلب، وسيطروا على الإذاعة دعماً للوحدة. وبعد جولة فاشلة من المفاوضات، قادها الأتاسي، أصدرت القيادة العامة للجيش قراراً لقصف مقرّات وحدات الجيش المتمردة بالطيران، وبعد الحادثة مباشرة عيّن الأتاسي ملحقاً عسكرياً للسفارة السورية في واشنطن قبل أن يتم استدعاؤه للشهادة عن حادثة القصف، ويبدو لم تكن شهادته مرضيه للقيادة، فتم إيداعه السجن وأفرج عنه قبل انقلاب 8 آذار 1963.
قام الرئيس لؤي الأتاسي، في 17 نيسان لعام 1963، أي بعد أقلّ من شهر من تسلّمه زمام الأمور، بالتوقيع على ميثاق الوحدة الثلاثية، بين مصر وسوريا والعراق، نتيجة لزيارته لمصر برفقة ميشيل عفلق وصلاح الدين البيطار وثلّة من الضباط، ولكن هذا الميثاق لم يرَ النور، فقام بزيارة ثانية لجمال عبد الناصر، في شهر تموز، لاستكمال المباحثات، وخلال تواجده في مصر قام عدد من الضباط الناصريين، بقيادة جاسم علوان، بحركة انقلاب ثانية تصدّى لها أمين الحافظ، وزير الداخلية، بقوة. وبعد استسلام علوان ورفاقه قررت اللجنة العسكرية، بقيادة صلاح جديد ومحمد عمران، إعدامهم، إلا أنّ الرئيس لؤي الأتاسي رفض المصادقة على قرار الإعدام وفضل الاستقالة، التي تمّت الموافقة عليها من مجلس قيادة الثورة، في 27 تموز 1963، واختير أمين الحافظ رئيساً لمجلس قيادة الثورة، وبقي الرئيس لؤي معتزلاً الحياة السياسة مبكراً حتى وفاته، في 11 تشرين الثاني 2003. لؤي الأتاسي
العلامات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!