الوضع المظلم
السبت ٢٧ / أبريل / ٢٠٢٤
Logo
دور إفريقيا والعالم العربي في حسم الأزمة الأوكرانية
أيوب نصر

منذ بداية العملية العسكرية الروسية في الأراضي الأوكرانية، والناس مجمعون على أن نهايتها ستكون بالجلوس إلى طاولة المفاوضات، وذلك مما لا ريب فيه، فكل حرب إلا ولها نهاية واحدة وهي طاولة المفاوضات، ولكن لا يتم النزوح إليها إلا بعد أن تقضي الحرب أمرها، فينتصر المنتصر وينهزم المنهزم، فتكون المفاوضات وسيلة يفرض بها المنتصر شروطه حتى يوقف الحرب.

ولهذا نرى الدعم الكامل من الغرب لأوكرانيا، حتى إذا ذهبوا إلى المفاوضات، تكون لهم اليد العليا فيها، أو على الأقل تكون الأكتاف على المستوى نفسه من التكافؤ.

وإذا كانت نهاية هذه الحرب، أو العملية العسكرية الخاصة كما يحلو للروس تسميتها، وفق ما يشهد به التاريخ، ستكون عن طريق التفاوض، إلا أن السبيل الذي سيؤدي إلى التفاوض هنا لن تحدده ساحة القتال، وإنما ستحدده القدرة على التوسع وكسب الحلفاء وبناء العلاقات، وخاصة مع الدول التي لزمت مبدأ الحياد.

ولهذا نرى الصراع على العالم العربي وإفريقيا بلغ أشده بين روسيا والغرب، وذلك لما تملكه المنطقة العربية والإفريقية من موارد طبيعية وثروات ضخمة من نحاس وألماس وبلاتين والذهب، وما شئت من الثروات التي جعلها الله تحت تصرف الإنسان، والتي يمكن أن توفر الرخاء، كما تتميز هذه البقعة العربية والإفريقية بموقعها الاستراتيجي، وتضمنها للمعابر والمضايق البحرية، التي تتحكم في سير الملاحة في العالم.

ولهذا فإن الذي سيتمكن من التوسع في المنطقة العربية والإفريقية، هو الذي سيتمكن من تحديد موعد إيقاف الحرب وبدء المفاوضات، ولعلك تسألني كيف ذلك؟ أقول لك: إن الغرب يرغب في كسب مواقف الدول العربية والإفريقية، لأجل عزل روسيا عالمياً، وحتى تكون للعقوبات العسكرية أثر قوي على اقتصادها، فتحشر في الزاوية، ولا يكون أمامها حل إلى الخنوع والذهاب إلى المفاوضات وهي في حالة من الذل والخضوع، راضية مرضية بما يفيء عليها به الغرب.

ولكن إذا تمكنت روسيا وآلتها الدبلوماسية، من جلب الدول العربية والإفريقية إليها وكسب ثقتها وبناء علاقات جيدة معها، فإن هذا سيجعل روسيا في فسحة من الظروف الاقتصادية، ستتمكن معها من إطالة زمن الحرب، واستنزاف الغرب، فيضطر الغرب بعد ذلك إلى البحث عن طاولة المفاوضات والرضى بكل الشروط الروسية، وهذا الذي تنشده روسيا وترجو تحقيقه من خلال جولتها العربية والإفريقية.

ليفانت - أيوب نصر

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!