الوضع المظلم
الأحد ١٢ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
  • خلافات داخل حركة النهضة حول المرشحين لرئاسة الحكومة التونسية

خلافات داخل حركة النهضة حول المرشحين لرئاسة الحكومة التونسية
حركة النهضة وخلافات داخلية حول المرشحين لرئاسة الحكومة التونسية

أعلنت مصادر تونسية أن ثمة خلافات شديدة بين قيادات حركة النهضة الإخوانية فيما يتعلق بشأن المرشحين لرئاسة الحكومة.


وأكدت المصادر أن الخلافات تدور حول المرشحين لرئاسة الحكومة، حيث هناك من يطالب بأن تسند هذه المهمة لقيادي من الحركة ومن وجوهها التاريخية مثل علي العريض وعبداللطيف المكي وزياد العذاري، بينما القيادة التنفيذية وعلى رأسها راشد الغنوشي تعتبر أن الحكم من خلال واجهة شخصية وطنية مستقلة أسلم للحركة.


وكان قد أعلن رئيس مجلس الشورى عبدالكريم الهاروني، امس السبت، أن: “الحركة تتجه وبقوة نحو تعيين شخصية من داخلها لترأس الحكومة، باعتبارها الحزب الفائز في الانتخابات التشريعية (52 مقعداً من 217)، والمكلفة حسب الدستور بتشكيل الحكومة”.


وأضاف الهاروني أن النهضة بدأت اتصالات ومشاورات مع أحزاب وأطراف متواجدة في البرلمان، منها التيار الديمقراطي 22 مقعداً، حركة الشعب 16 مقعداً، تحيا تونس 14 مقعداً وائتلاف الكرامة 21 مقعداً، إضافة إلى نواب مستقلين.


فيما قال رئيس مجلس الشورى السابق للحركة فتحي العايدي، إن رئيس الحكومة سيكون من النهضة، وإن من يرفض هذا الخيار فليستعد لإعادة الانتخابات، وهو ما فهم على أنه تعال واستخفاف بالكتل التي تسعى النهضة لإشراكها في التحالف الحكومي.


وعزا مراقبون هذا التشدد إلى محاولة استرضاء أنصار الحركة الذين باتوا يعتقدون أنه حان الوقت لاستلام الحكم وتجنب خيار التوافق الذي قاد إلى تضرر الحركة من العقاب الشعبي الذي سلطه الناخبون على أحزاب الائتلاف الحاكم السابق بسبب فشلها في مواجهة ملفات الفساد والأزمة الاقتصادية والاجتماعية الخانقة.


فيما يعتقد المراقبين أن الغنوشي والقيادة التنفيذية المحيطة به يميلون إلى الاستمرار في خيار التوافق وترشيح شخصية وطنية مستقلة ترضي طيفاً واسعاً من السياسيين والرأي العام لتجنب عقاب قادم يطال الحركة لوحدها.

وتورطت النهضة في السابق بقيادة الحكومة في فترة حمادي الجبالي وعلي العريض أيام كانت تمتلك القوة الضاغطة شعبياً وبرلمانياً لكنها فشلت في إدارة الحكم، وعلى العكس فقد قادت إلى تعميق الأزمة السياسية بسبب الخطاب الحاد والاستعلائي تجاه الخصوم، فضلاً عما أحاط بتلك الفترة من وضع أمني كارثي بسبب الاغتيالات السياسية وتوسع أنشطة الجماعات الإرهابية، وهو وضع اتهمت الحركة بأنها تتحمل مسؤوليته المباشرة سياسياً.


ويعتقد متابعون للشأن التونسي أن الحركة ستجد نفسها مضطرة إلى البحث عن شخصية وطنية تكون بمثابة واجهة تستطيع من خلالها جذب كتل أخرى مثل حركة الشعب والتيار الديمقراطي وائتلاف الكرامة وتحيا تونس للتصويت لفائدة الحكومة بالبرلمان، وحتى لا تتهم بالتعطيل وتغليب المصلحة الحزبية على المصلحة الوطنية.


كما تقول المصادر أن الغنوشي، الذي يميل شخصياً إلى الحكم من وراء ستار، سيمارس ضغوطاً داخل مجلس الشورى لإعطائه صلاحية قيادة المشاورات بشأن اختيار رئيس الحكومة وكذلك عقد تفاهمات بشأن المحاصصة في تركيبة الحكومة.


ويضيف أن خيار النهضة الأول هو توفير الحزام السياسي لحكومتها وليس الحقائب وهو ما يعني أنها لا تمانع في التنازل عن الحقائب السيادية التي قد تجلب لها متاعب إضافية بسبب مخاوف الطبقة السياسية من الأخونة والسيطرة على المؤسسات الحساسة.


وتتخوف النهضة من تشكل جبهة قوية بمواجهتها مثلما جرى في 2013، ولذلك تحرص على بعث رسائل إيجابية إلى اتحاد العمال، واتحاد أرباب العمل.


ليفانت-العرب

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!