الوضع المظلم
الثلاثاء ٠٥ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
خبير ألماني يتوقع خسارة تركيا  لمعركتها في إدلب
خبير ألماني يتوقع خسارة تركيا لمعركتها في إدلب

نشرت الوكالة الألمانية للأنباء "دويتشه فيليه"، حواراً مع الخبير الألماني غيدو شتاينبيرغ، خبير الشرق الأوسط في مؤسسة العلوم والسياسة في برلين. من 2002 إلى 2005، والذي كان مستشاراً لقضايا الإرهاب الدولي في المستشارية الألمانية.تناول فيه توقعاته حول مستقبل محافظة إدلب، وبأنّ تركيا ستخسر نفوذها في المنطقة، بعد دعمها مطولاً لـ"المتمردين"، ما أفقدها التأييد الدولي، مع تأكيده على مسؤولية الأسد عن تفجير "الحرب الأهلية في سوريا، وفق ما أفاد به الخبير الألماني، في الحوار الذي أجرته معه الصحفية "ديانا هودالي". تركيا  


فيما يلي نص الحوار: 


.خاض الجيش التركي على مدى أسبوع معركة ضد وحدات دكتاتور سوريا بشار الأسد في إدلب. ثم اتفق الرئيس رجب طيب أردوغان في 5 مارس مع أهم داعم للأسد، رئيس روسيا فلاديمير بوتين على وقف لإطلاق النار. وهذا ما زال قائماً. إلى متى ستصمت الأسلحة؟

إلى حد الآن لا يمكن التنبؤ إلى متى سيدوم وقف إطلاق النار. لكن واضح أن سوريا وداعميها الروس واللبنانيين والايرانيين اتفقوا على الاستيلاء مجدداً على محافظة إدلب. كل ما نراه حالياً هناك هي مواجهات تقهقر من طرف تركيا وحلفائها. اأنطلق من أنه خلال الصيف ستحصل مجدداً مواجهات وأن الهجوم الكبير الذي بدأ في أبريل 2019 سيؤدي يوما ما إلى نجاح بشار الأسد.


ما هو الدور الذي يلعبه انتشار محتمل لفيروس كورونا في منطقة إدلب؟

من المحتمل أن يؤدي وباء كورونا في سوريا إلى التزام أطراف الصراع في محافظة إدلب ببعض الحذر، ولاسيما وأن نظام الأسد يجب عليه التفكير في الحفاظ على القدرة القتالية لوحداته القليلة. لكن يمكن الانطلاق من أن الوباء لن يؤدي إلى وقف المعارك. وإلى حد الآن لا يبدو أن وحدات الأسد تتقلص، والسكان المدنيون الهاربون في المخيمات هم المتأثرون.


اقرأ المزيد: مصادر روسية: كل الانتهاكات التي ارتكبتها روسيا تمّت في إدلب


الرئيس أردوغان يعرف أنه لايستطع ضد إرادة بوتين وبدون دعم من الغرب أن يوقف هجوم الأسد، بل التخفيف منه فقط، ألا يجب على حلف الناتو دعم أردوغان لحماية الناس في ادلب؟ أليس لأوروبا واجب إنساني لتقديم المساعدة؟


هناك مسؤولية إنسانية للأوروبيين، لكن يجب عليهم الاستجابة لهذه المسؤولية فقط باتخاذ إجراءات مساعدة. هذه الحرب الأهلية منتهية. ولو أراد حلف الناتو، أو حتى الاتحاد الأوروبي التدخل، لكان ذلك ممكناً قبل سنوات. والآن هذا ليس بأمر واقعي وبالذات على خلفية وباء كورونا. ونرى أيضاً أن تركيا قدّمت الدعم في السنوات الأخيرة لإسلاميين في سوريا ـ وحاليا هناك منظمة هيئة تحرير الشام التي تسيطر في إدلب. إنها المنظمة المنبثقة عن جبهة النصرة الداعمة للقاعدة. ولن يكون صحيحاً أن يتدخل الغرب إلى جانب هذه المنظمة. الأوروبيون والأمريكيون يبلون بلاء حسناً بأن يقبلوا بأن هذه الحرب الأهلية محسومة. ويجب على تركيا أيضا فعل ذلك ووقف دعم المتمردين. ويجب الطلب من المتمردين الانسحاب من ادلب، لأنهم مثل الأسد مسؤولون عن آلام السكان.


 اتفاق وقف إطلاق النار في إدلب.. هل يصمد على الأرض؟ ماذا تعني عندما تقول بأن المتمردين مسؤولون مثل الأسد عن آلام السكان، علما أن الأسد هو من يقصف السكان والمستشفيات في ادلب منذ أبريل 2019؟

هيئة تحرير الشام هي منظمة إرهابية توجد لسبب وجيه على قائمة الإرهاب في كثير من البلدان بما في ذلك أيضا المانيا. بالنسبة إلى تقييمي، الأمر الحاسم هو أن الحرب الأهلية خاسرة. فمحاولة المتمردين الحفاظ على ادلب ودعمهم من قبل تركيا يؤدي إلى تمديد آلام الناس. بالطبع نظام الأسد هو في المقام الأول مسؤول عن تفجر الحرب الأهلية. والنظام هو أيضا مسؤول عن الجزء الأكبر من الضحايا وجرائم الحرب البشعة. وبالرغم من ذلك وجب القول انطلاقا من نقطة معينة بأن هذه الحرب لا يمكن كسبها. فالجيش السوري الحر برهن في بداية الحرب كيف يجب العمل في هذا النوع من المواقف: عندما تقدم في السابق نظام الأسد في منطقة حمص إلى بعض المواقع وكان يُخشى أن يحصل قصف كبير انسحب المتمردون بغية إبعاد السكان المدنيين عن استهداف النظام. وسيكون ذلك هذه المرة أيضا أسلوب التعامل الصحيح. لكن هذا النوع من السياسة ليس متوقعا من تركيا وحلفائها الاسلاميين في عين المكان.


في ادلب يعيش إلى جانب هيئة تحرير الشام متمردون آخرون ومعارضون ديمقراطيون تم إجلاؤهم في السابق إلى المحافظة. كيف يمكن تخيل مستقبل لهؤلاء الناس تحت نظام الأسد؟

واضح تماماً أن الأسد سيستولي على المحافظة. وبالتالي فإن قضية مستقبل المتمردين مطروحة أصلاً. أعتقد أن الإمكانية الوحيدة المتاحة لهم للبقاء أو لتفادي المعتقل بعواقب غير معروفة هي أن يتراجعوا في اتجاه تركيا. وسيكون ذلك منطقياً، لأن تركيا دعمتهم على أبعد تقدير منذ 2012. وهي مسؤولة أيضاً عن فرض اسلاميين لأنفسهم بين المتمردين منذ 2013. وعليه يجب عليها استقبال المتمردين وكذلك عددا متزايدا من اللاجئين. وكيفما كان السيناريو المحتمل، فإنه لا يمكن تفادي موجة لجوء. سيهرب أناس إلى تركيا، والمسألة هي فقط، فيما إذا كانت تركيا ستفتح حينها الحدود.


اقرأ المزيد: تقارير صحيفة: الهجمات الإسرائيلية سببها ترميم النظام لترسانته الكيماوية


لكن أردوغان يريد تفادي سقوط إدلب في يد نظام الأسد بكل ثمن. لماذا يتمسك بذلك؟

منذ 2015 توجد أولوية في سياسة سوريا التركية. وهذه تقوم على أساس تفادي أن يتقوى فرع حزب العمال الكردستاني، ما يُسمى قوات وحدات حماية الشعب الكردي وأن يتحكم في منطقة على شاكلة دولة. ومن وجهة نظري يكون ذلك منطقياً لو ركزت تركيا على ذلك. لكن حكومة أردوغان تحاول مواصلة دعم المتمردين للسيطرة على نوع من الركيزة في سوريا للمشاركة في أية تسوية سياسية. وهذه السياسة بالرغم من أن الحرب الأهلية محسومة، هي السبب الرئيسي وراء الكارثة التي نشهدها الآن في ادلب والتي تزداد تأزما مع انتشار وباء كورونا في البلاد. وبإمكان تركيا العمل على أن يتوقف المتمرّدون عن القتال ضد نظام الأسد، لكنها لا تفعل ذلك. هنا يتعلق الأمر بإنقاذ بقايا سياستها المتبعة تجاه سوريا، لكن هذه معركة تقهقر وتركيا ستخسر هذا النزاع.


وزير الخارجية التركي سبق وأن أشار إلى التخلي عن مناطق يراقبها حالياً متمردون جنوبي الطريق الدولي م4 لصالح روسيا. وستبقى منطقة صغيرة تراقبها ميليشيات متحالفة مع تركيا. لكن هذه المنطقة لن تكون قادرة على البقاء بشكل مستقلعن المساعدات الدولية. ما هي واقعية هذه المبادرة؟

لا أثق في الحلول التي تسيطر فيها تركيا على مناطق المتمردين في شمال سوريا. نظام الأسد مصمم على استعادة جميع أجزاء البلاد. هذا سيستغرق بعض الوقت، لكن سوريا وداعميها الروس والإيرانيين متفقون على استعادة جميع الأراضي. ليس هناك حل تسيطر فيه تركيا على أية مناطق في شمال إدلب. إنها معركة تراجع للحكومة التركية تريد بها البرهنة على أهميتها في مفاوضات. تركيا ستبقى مهمة، لكنها ستواجه الضغوط للتخلي عن هذه المنطقة.


 غيدو شتاينبيرغ، خبير الشرق الأوسط في مؤسسة العلوم والسياسة في برلين. من 2002 إلى 2005 كان مستشارا لقضايا الإرهاب الدولي في المستشارية الألمانية.


ليفانت- DW

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!