-
خامنئي وأفاعيه
بعد الضربات الموجعة التي تلقاها وکلاء النظام الايراني في المنطقة فقد إنتابت حالة من الفزع أوساط النظام عموما وبيت الولي الفقيه خصوصا، وهو مايدل على إن اللجوء لمنطق القوة والحزم في التعامل مع هذا النظام، فإنه سيظهر على حقيقته ويزول ويتلاشى کل تلك العنترية الکاذبة التي يسعى لإظهار نفسه بها.
في کل مرة وعندما تظهر هناك مٶشرات الحزم والصرامة في التعامل مع النظام الايراني، فإنه يبادر الى تغيير مواقفه المتشددة وبدلا من أسلوب التهديد والوعيد، يلجأ الى أسلوب التشکي والتباکي والرجاء، ولو قمنا بمراجعة مواقف النظام الايراني منذ بداية إندلاع الحرب المدمرة في غزة، وتأملنا فيها بروية، لوجدنا إنها تختلف وتتباين بحسب الاوضاع وبحسب جدية المواقف الدولية المعلنة منه ومن أذرعه، أي إنها مطاطية وتأخذ أشکالها تبعا للظروف والاوضاع!
عندما يدعو المجتمع الدولي وبالاخص البلدان الغربية الى العمل من أجل عدم توسع دائرة الحرب في غزة، فإن قادة النظام الايراني يحذرون من إتساعها ويطرحون مطالبهم التي تتفق مع مقاس وضع النظام وظروفه، في حين إنه وعندما تبادر البلدان الغربية للتشدد في مواقفها ضد النظام ووکلائه، فإن النظام يلجأ الى التظلم والدعوة الى التأني وضبط النفس وعدم السماح بأن تتوسع دائرة الحرب.
التغيير الذي طرأ ويطرأ على مواقف النظام الايراني خلال حرب غزة وقبلها خلال مواقف سابقة ظهرت فيها الحدية والحزم في التعامل معه، يٶکد بأن هذا النظام سعى ويسعى للتلاعب بالمجتمع الدولي وجعله ينصاع لما يريد وما يسعى إليه من أهداف وغايات وهو يواظب على أسلوبه المشبوه هذا طالما وجد مجالا لذلك، وللأسف فإن البلدان الغربية بشکل خاص ولاسيما من خلال سياسة إسترضاء النظام الايراني، قد وفرت وتوفر له هکذا مجال للعبث بالامن والاستقرار في المنطقة والعالم.
وکلاء النظام الايراني الذين هم في الحقيقة جزء من النظام الايراني وإمتداد فعلي لمشروعه المشبوه في المنطقة، إستخدمهم ويستخدمهم هذا النظام بإتجاهات مختلفة لکنها تلتقي جميعا عند منعطف مصلحته ومشروعه الذي يعمل عليه في المنطقة، وکلما بقى النظام بقوا وکلائه، ولکن لو إنهار النظام أو سقط لأي سبب کان فإن وکلائه سيصبحوا من دون أدنى شك في خبر کان، وهذه ملاحظة مهمة يجب على المجتمع الدولي عموما والبلدان الغربية خصوصا أخذها بنظر الاعتبار والاهمية من حيث تعاملهم مع النظام الايراني وعلاقته بالحرب في غزة أو أية حرب أخرى يکون لأحد وکلائه ثمة دور فيها.
أذرع النظام في بلدان المنطقة، ليست في الحقيقة إلا بمثابة أفاعي مسمومة له وصاحبها وموجهها الاصلي هو خامنئي بحد ذاته وکلما بقي خامنئي ونظامه فإن وکلائه باقون ومستمرون في عملهم ونشاطاتهم، وإن بقاء خامنئي ونظامه من دون مسائلة ومحاسبة دولية عما تثيره أذرعه التابعة له أصلا من حروب ومشاکل، فإن المشکلة ستبقى وأفاعي خامنئي ستسرح وتمرح في طول المنطقة وعرضها!
ليفانت: فرید ماهوتشي
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!