الوضع المظلم
الخميس ٢٦ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
جهاز المخابرات الإخواني
ثروت الخرباوي

كل فرد في جماعة الإخوان هو إرهابي، أو معاون للإرهاب، هذه حقيقة مؤكدة، والذي يظن أن هناك فارق بين من يقوم بتنفيذ الإرهاب وباقي أفراد تلك الجماعة الإرهابية هو إنسان لا يعرف شيئاً من شيء، -بالعربي الفصيح- جماعة الإخوان الآن انقسمت إلى قسمين، الأول هو جسم الجماعة كله شبابه ورجاله ونساءه وهؤلاء يقومون بجمع المعلومات التي تساعد القسم الثاني على تنفيذ عمليات الإرهاب.




ولكن ما هي خطة عمل تلك الجماعة وهي بصدد تنفيذ العمليات الإرهابية؟ تحت يدي وثيقة حديثة من الوثائق الحركية للإخوان، عنوانها "الرؤية الاستراتيجية للجماعة" لن أقف عند بعض التفاصيل في هذه الوثيقة، ولكنني سأقف عند خطتهم بخصوص تدريب وتأهيل عسكري "خاصة العمليات الخاصة والقناصة" فضلاً عن تدريب مخابراتي لكل أفراد الجماعة، القاعد فيهم والمجاهد على حد قولهم، وكان منطلق هذه الفكرة أن لدى الجماعة ثروة بشرية، وهي تدرك أنها يجب أن تستخدم تلك الثروة البشرية في صراعها الرامي إلى إسقاط الدول العربية وأولها الدولة المصرية، لذلك انتهت هذه الرؤية الاستراتيجية إلى بعض الإجراءات العملية أهمها: "اختيار عدد من الشباب لا يقل عن أربعة ألاف شاب يتم تدريبهم عسكرياً في أربع دول مختلفة على فروع عسكرية مختلفة مثل الصاعقة، إلا أنهم وضعوا للأعمال المخابراتية مكانة خاصة.


وجاء في هذه الوثيقة أن الجماعة يجب أن تستخدم القاعدة الإخوانية بكاملها في أعمال الاستخبارات ولو بشكل مبدئي، بمعنى أن كل واحد من الإخوان يستطيع أن يجمع أي قدر من المعلومات عن أي شخصية شرطية، أو عسكرية، أو قضائية، أو إعلامية، كأن يكون جاراً لهم أو قريباً من سكنهم، أو يمت لهم بصلة قرابة، فعليه أن يقدم ما استطاع جمعه من معلومات لنقيب أسرته الإخوانية، الذي يقوم بدوره بتوصيل هذه المعلومات للشخص المعيّن في منطقته الإخوانية والمختص بتوصيل هذه المعلومات لقادة المكتب الإداري لقسم العمليات النوعية، وبدورهم يقومون بتوظيف هذه المعلومات وتصنيفها، فإذا ما استقر قرارهم على تنفيذ عملية ما سواء اغتيال شخص بعينه، أو تفخيخ قنابل أمام كمين شرطة أو غير ذلك من عمليات الإرهاب، فإن المعلومات التي تم جمعها مبدئاً من القسم العام يتم تقديمها للجنة التحريات، ولكن ما هي لجنة التحريات هذه؟.




لأن جماعات الإرهاب لا ترتكب جرائم الاغتيال للشخصيات الكبيرة فجأة، ولا تُصدر التكليف اليوم فيقوم بالتنفيذ أعضائها غداً، الأمر أعقد من ذلك بكثير، فتلك الجماعات عندما تضع أحد الشخصيات العامة تحت أعينها مستهدفة إياه، أو عندما يتجه قرارها إلى استهداف كمين شرطة، فإنها تقوم بتشكيل عدة لجان، اللجنة الأولى هي لجنة التحريات، وهي اللجنة المسؤولة عن التحري عن الشخص المستهدف ومعرفة مقار عمله، وبيته، وبيوت أقاربه، وأصدقائه المقربين الذين يذهب دائما عندهم، وعندما تنتهي لجنة "التحريات" من مأموريتها، تبدأ لجنة أخرى اسمها لجنة "الرصد" عملها، وهي اللجنة المختصة بمراقبة الشخص المرصود، ومعرفة مواعيد خروجه من بيته وتنقلاته، وبعد أن تنتهي تلك اللجنة من مأموريتها، تبدأ لجنة "الخطة" في وضع خطة الاغتيال، فتحدد عدد الأفراد الذين سيقومون بتنفيذ العملية، والوقت الذي سيتم فيه التنفيذ، والأدوات التي سيتم استخدامها، وطريقة الهروب بعد تنفيذ الخطة.




أعمال هذه اللجان تستغرق عادة خمسة عشر يوماً على الأقل، وبعد أن تنتهي من مهامها تبدأ لجنة "التنفيذ" في تدريب أفرادها على العملية في مكان سري يشبه مكان التنفيذ، ولا تقل مدة التدريب عن عشرة أيام، لذلك فإن الإعداد لمثل هذه العملية يأخذ وقتاً يصل في الإجمالي إلى خمس وعشرين يوماً أو قل شهراً بالكامل، وأسهل عمل يمكن أن تضطر الجماعة إلى القيام به عند رغبتها في توجيه ضربة انتقامية هي استهداف كمائن شرطة.




أما عن فكرة جهاز المخابرات الإخواني فهي فكرة قديمة، وقد وضع لها حسن البنا ومعه تابعه الأمين محمود عساف الشكل المؤسسي، وفي العصر الحديث قام محمد كمال ـ أحد قادة العمل المسلح في الإخوان والذي قُتل في مواجهة مع الشرطة منذ أكثر من عامين ـ قام بتطوير ذلك الجهاز، وكان أفراده هم "الفريق الثالث" أو الطرف الخفي الذي كان يشعل الأحداث دائماً في أحداث يناير 2011، وعندما بدأ محمد كمال في تطوير جهاز مخابراته لضمان استكمال مشوار الجماعة حتى بعد وفاته، كان رجاله داخل هذا الجهاز قد نضجوا وبدأوا في دراسة أحسن الوسائل الاستخباراتية على مستوي العالم، فكان أن قرر أبناء الجهاز الاستخباراتي الإخواني اختيار النموذج الروسي، فاستخدموا الأساليب المتبعة في معهد «لينين» والأكاديمية الشيوعية باعتبار أن جهاز المخابرات الروسية KGP هو الأفضل والأنسب للجماعة التي تعمل دائماً تحت الأرض.




ثم بدأت عمليات تدريب أبناء جهاز المخابرات الإخواني على النموذج الشيوعي وكانت نقطة الانطلاق من وسائل الدرجة الثالثة المتمثلة في التدريبات الرياضية العنيفة، وأعقب ذلك تدريبات أكثر شراسة في قسم المهام الخاصة وهو بمثابة فرقة مكافحة إرهاب تتمثل في التدريب على الأسلحة غير تقليدية، والتدريب علي مواجهة أعمال المطاردات وطرق الإفلات منه، أما الجديد فهو أن المخابرات التركية أصبحت الآن هي المشرف الرئيسي على تدريب الإخوان، وسيكشف التاريخ القريب أن المخابرات المصرية وجهت لمخابرات تركيا وتوابعها ضربات قاتلة، ولا تزال الضربات المصرية تقع على رأس تركيا ومخابراتها.


كاتب ومفكر مصري

كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!