الوضع المظلم
الجمعة ١٧ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
  • جريدة "تكتك" العراقية بصمة المتظاهرين في عالم الإعلام الورقي

جريدة
جريدة "تكتك" العراقية بصمة المتظاهرين في عالم الإعلام الورقي

بعد أن فقد العالم لذّة تداول الجريدة الورقية والاخبار التي تتناولها، عاد المتظاهرون العراقيون ليسلطوا الضوء أكثر على أهمية الجريدة، وسط انقطاع الأخبار عن العالم وقطع الانترنت من قبل الحكومة العراقية على المتظاهرين، حيث قاموا بإصدار جريدة "تكتك" التي أصبحت إحدى رموز الحراك، تنقل وتوثق، الفعاليات الاحتجاجية في الساحة وجوارها.


حيث أطلق مجموعة من الصحافيين العراقيين بجهود ذاتية صحيفة (تكتك)، لتغطية الاحتجاجات والفعاليات الخاصة بساحة التحرير وسط بغداد وعموم المحافظات العراقية، واستمد الصحفيون العراقيون اسم الصحيفة تيمناً بعربة "التوك توك" التي باتت الوسيلة الأولى لنقل المسعفين والجرحى من وإلى ساحة التحرير وسط بغداد، بجانب نقل المياه والأدوية، والمستلزمات الأخرى للمحتجين والمتظاهرين.


للوقوف أكثر على فكرة الجريدة الورقية، وأهميتها، التقت جريدة "ليفانت" الصحفي أحمد الشيخ ماجد، أحد المساهمين في إصدار وتحرير الصحيفة، ليقول: "كان بعض النشطاء في الاحتجاجات يدركون أن الإنترنت سينقطع فيما بعد، بسبب أن الحكومة دائماً تواجه التظاهرات بحجب الإنترنت، فانطلقت الجريدة لتكون طريقة للتواصل بين المحتجين وتتناول ما يجري في ساحات الاحتجاج، حيث يقوم على إصدارها مجموعة من النشطاء والصحفيين المشاركين في المظاهرات".


أما عن اختيار اسم التكتك، فيقول: "التسمية لها ارتباط بروح الحراك المدني، ولما مثّلته عربة "التكتك" من رمزية في الاحتجاجات بسبب نقل الجرحى بسرعة فائقة وببطولة كبيرة بين دخان الغاز والرصاص الحي، منذ اليوم الأول من تشرين الأول/أكتوبر فصارت هي حرفياً رمزاً للتظاهرات العراقية".


وسط تلك القنابل المسيلة للدموع، والملاحقات الأمنية والاعتقالات، بجانب تصفية النشطاء من قبل بعض الجهات، يقوم الفريق القائم على إصدار الجريدة وطباعتها ونقل معاناة المتظاهرين، من ساحة التحرير وإليها، عنها يقول أحمد: "تتم الطباعة في بغداد بمكان قريب من ساحة التحرير، إذ إن الجريدة بدأت من ساحة التحرير وستنتهي فيها".



العدد الأول من جريدة تكتك العدد الأول من جريدة تكتك

ويتابع إن الجريدة: "تصدر بقطع صغيرة، وهي من ثماني صفحات يشرف على تحريرها 6 من الصحافيين المتطوعين، والمحرك لهذه المجموعة الصحافي والشاعر أحمد عبد الحسين، ونعمل بجد لإصدار الصحيفة، ونستعين أحياناً بما ينشر من مواد في الصحافة والمواقع المحلية والعربية حول مظاهرات العراق".


لاقت فكرة إصدار جريدة ورقية ترحيباً كبيراً من المتظاهرين، وسط غياب الانترنت، والوسائل المتاحة لنقل المعلومة، حيث تتناول الجريدة مواضيعاً متنوعة، تتعلق بصلب الحراك، والاحتجاج، من رموزه، إلى آثاره، فأخباره، وقصصه، كل ذلك عبر عبر مقالات وتقارير وأخبار مهنية وحقيقية من ساحة التحرير".


ويعتبر أحمد أحد مؤسسي جريدة "تكتك" وهذه النشاطات المدنية وخاصة مع انقطاع الانترنت، أصبحت لها أهمية كبيرة، منها أنها أعادت للجريدة مكانتها بعد أن بقيت في الهامش لسنوات طوال وكذلك أعادت القراء لها".




وينهي الصحفي أحمد الشيخ ماجد، أحد المساهمين في إصدار وتحرير الصحيفة حديثه معنا بقوله: "إن الجريدة ستبقى مستمرة إلى تحقيق مطالب المتظاهرين، ولا بد أن نبيّن أن المتظاهرون العراقيون نظموا كل شيء في ساحتهم، من الطعام إلى المكتبة والإذاعة والجريدة إلى المستشفيات المتنقلة، وبذلك نكون نحن الشباب العراقي نقدم نموذجاً عظيماً لكل العالم".


بهذا الشكل يقدم المتظاهرين العراقيين حراكهم، عبر وسائل محلية تخاطب العالم وتنقل معاناتهم، وتسلط الضوء على المطالب السياسية والاجتماعية التي يطالبون بها وسط آلة القمع التي تقتل وتعتقل المتظاهرين في المدن العراقية.


خاص ليفانت

إعداد ومتابعة: شيار خليل

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!