الوضع المظلم
الأربعاء ٠٦ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
جرائم العنصرية.. تركيا غير آمنة على السوريين
جرائم العنصرية

ما تزال العنصرية المقيتة المتبعة في "تركيا" تلاحق اللاجئين السوريين، منذ فترة طويلة، بعد عمليات التجييش الممنهج من قبل الأحزاب التركية، وارتفعت حدّة هذه الخطابات عقب فتح باب إجازات عيد الأضحى لمن يرغب من السوريين، بالذهاب إلى سوريا.


وتعالت الأصوات الداعية بإغلاق المعابر وعدم السماح للسوريين بالعودة إلى "تركيا" بحجة انتهاء الحرب في بلادهم، وانعكس ذلك على تصريحات وقرارات اعتمدها رؤساء بلديات في بعض الولايات التركية، ومن أبرز تلك القرارات، رفع أسعار فواتير المياه، من قبل رئيس بلدية بولو التركية "تانجو أوزجان" عشرة أضعاف وضرائب النفايات الصلبة على الأجانب، في إشارة إلى "السوريين" بهدف دفعهم إلى الرحيل.


حملات الترحيل


ارتفعت عمليات إعادة وترحيل اللاجئين السوريين، من معظم الأراضي التركية، وخاصة في ولاية "إسطنبول" بحجة عدم امتلاكهم أوراقاً رسمية، أو إقامتهم في ولايات غير مطابقة لمكان استخراج بطاقة الحماية المؤقتة.


ونشرت إدارة معبر باب الهوى تقريراً، على موقعها الرسمي، كشفت فيه عن ترحيل 1168 مواطناً سورياً نحو بلادهم، في شهر تموز فقط، ووفق إحصائيات رسمية صادرة عن إدراة معبر باب الهوى، فقد تم ترحيل 10397شخصاً، من بينهم نساء، منذ بداية العام الجاري.


أبرز الضحايا السوريين في تركيا


لا يكاد يمضي شهر دون وقوع جريمة قتل بحق اللاجئين السوريين، ضمن مختلف الولايات التركية، بدافع السرقة، أو الاغتصاب أو العنصرية، وتحفل صفحات التواصل الاجتماعي، بأسماء الضحايا السوريين وجرائم مروّعة أبرزها:


مقتل امرأة سورية "حامل" ورضيعها البالغ من العمر 10 أشهر، في ولاية سكاريا غربيّ تركيا، منتصف عام 2017.


وتعرضت الطالبة السورية "غنى أبو صالح"، 19 عاماً، لعملية طعن في ولاية غازي عنتاب، بعد محاولة سرقة هاتفها النقال، فقدت على إثرها حياتها.


وقضى الشاب السوري علي العساني (19 عاماً) نحبه بعد أن أطلق شرطي تركي النار عليه "لمخالفته" قوانين حظر التجوال المفروضة على من هم دون العشرين عاماً، في أبريل العام الماضي 2020.


كما قتل الشاب حمزة عجان (17) عاماً، على يد أربعة أشقاء أتراك بعد محاولة الدفاع عن امرأة سورية، في سوق الخضار بولاية "بورصة" عام 2020.


تصاعد العنف


لجأت الأحزاب السياسية في تركيا إلى إدراج اللاجئين السوريين واستذكار قضاياهم في محاولة من مختلف الأطراف، الطعن ببعضهم وتجاذب الاتهامات بالعجز عن تقديم الحلول، إلا أن هذا الخطاب الشعبوي أدى إلى حصول شرخ مجتمعي كبير بين السوريين والأتراك واللاجئيين من الجنسيات الأخرى، كالأفغان.


https://twitter.com/leventkemaI/status/1425561565059760129?s=20

ويعتمد بعض أصحاب الرأي المؤثر والسلطة، على ضخ معلومات مضللة تساهم في رفع حدة الاحتقان وإبعاد الشعبين عن الاندماج، ومن أبرز تلك المعلومات المضللة، منح الدولة التركية مساعدات مباشرة للسوريين، وهو أمر عار عن الصحة، لأن الدعم يأتي من الاتحاد الأوروبي فقط، من المعلومات المضللة أيضاً، إعفاء السوريين من الضرائب، وعدم خضوع الطلاب السوريين لامتحان القبول الجامعي.


ولعل ما حدث في أنقرة، ليلة أمس الأربعاء 11/8/2021، هو نتيجة حتمية لهذه الخطابات الشعبوية، والمعلومات المضللة، من قبل مسؤولين أتراك يتبعون لأحزاب مختلفة، حيث عاش السوريون ليلة مرعبة في "أنقرة" على وقع هجوم مواطنين أتراك على سوريين مقيمين في حيّ بطال غازي، بعد مقتل شاب تركي وجرح آخر، إثر شجار حصل بين مجموعتين من شبان سوريين وأتراك.


ورغم اعتقال السوريين المتورطين في الشجار، إلا أن ذلك لم يسهم في تهدئة الأوضاع، حيث تطورت الأحداث مع توسع حالة الغضب إلى عمليات تخريب وتكسير ونهب ورمي الحجارة على البيوت الآمنة، التي أسفرت عن جرح طفل سوري، فضلاً عن انتشار عشرات الفيديوهات التي تؤكد حصول عمليات الاعتداء على السوريين في أنقرة في ظل وجود الشرطة.



وتصدّرت تطورات الحادثة المرتبة الأولى على تويتر، وشاركت حسابات كثيرة هذه  التطورات، الأمر الذي أدى إلى ازدياد حالة الغليان.


https://twitter.com/selingirit/status/1425559668609400835?s=20

نجاح السوريين في تركيا رغم العنصرية


تمكن عدد من الطلاب الجامعيين السوريين في تركيا إحراز تفوق حقيقي حتى على أقرانهم الأتراك، مما يخلق فرصة للإشارة إلى فساد فكرة التعميم والسلبية التي يصرّ بعض الأتراك على تسويقها.


وعلى الرغم من نجاح رجال الأعمال السوريين، حيث تقدر استثماراتهم بـ3.9 مليار ليرة تركية، وأنشائهم ما يقرب 14 ألف شركة وخلقهم فرص عمل يسعى القائمون على الخطاب التحريضي لإجبار السوريين على العودة إلى بلادهم، في خطوة ترتبط بالوضع الاقتصادي الذي تمر به البلاد من جهة، ولازدياد أعدادهم من جهة أخرى، مما يؤثر على المشهد الاجتماعي بشكل عام.


اقرأ المزيد: في سعيها للتدخل في الانتخابات الليبية.. أنقرة تستغلّ “المقابر الجماعية”

وتعرض صور بشكل مستمر على منصات التواصل الاجتماعي لما يقال إنها لـ”حياة الرفاه التي يعيشها اللاجئون على حساب المواطن التركي”، ولا تعرف الجهة القائمة بشكل أساسي على تلك الحملات.


كما أصدر مركز إسطنبول للبحوث السياسية، مؤخراً، تقريراً بحثياً بعنوان “انعدام الأمن لدى الشباب في تركيا: تصور العمل والعيش والحياة”، والذي كشف أن الشباب العاطلين عن العمل يلومون اللاجئين السوريين في الغالب على المشاكل التي يواجهونها في الحصول على الوظائف.


اقرأ المزيد: بهتافات عثمانية.. اعتداءات وتدمير لمحال السوريين في أنقرة

ويعيش اللاجئ السوري حالة من الخوف وأوضاعاً قاتمة وسوداوية في ظل التخبط الحكومي، وعدم القدرة على حمايتهم، الأمر الذي زاد من حدة معاناة السوريين غير القادرين على العودة إلى سوريا، التي تشهد فوضى عارمة بين الفصائل المدعومة من أنقرة، واستبداد نظام الأسد وضغطه على الشعب اقتصادياً، كما أن اللاجئين في تركيا مكبلون غير قادرين على الذهاب إلى أوروبا، لأن تركيا تستخدمهم كورقة ضغط بين الحين والآخر للحصول على مساعدة مالية من دول الاتحاد الأوروبي.


ليفانت - سامر البيك

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!