الوضع المظلم
السبت ٢٢ / يونيو / ٢٠٢٤
Logo
جئنا نبحث في أوجه الشبه بيننا
محمود سليمان الحاج حمد

من أقوال هادي البحرة مخاطباً وفد النظام.

إنّ ما أعلنتَ عنه من أسباب لمجيئك ياهادي البحرة لم يكن يستحق العناء منك ومن جوقتك، إن أوجه الشبه بينكم وبين النظام متطابقة مائة بالمائة، مثل توأمين سياميين، بل إنها تجاوزت النسبة المئوية العالمية في مقاييس التطابق والشبه، أفعالكم أنبأت بذلك قبل أن تعلن ذلك صراحة، لقد قدتم المركب باقتدار الى حيث قلبتموه على من صنعه وركبه ليعبر إلى شاطئ الحياة التي ينشدها، كل الملايين التي ذهبت بين شهيد ومعتقل وشريد اخذتموهم وتضحياتهم عنوة إلى حيث يريد النظام، كان واضحاً لأي عاقل إنكم لاتختلفون عن النظام مقدار شعرة ولعل الفارق الوحيد بينكما أن النظام قاتل وقتل لأجل مملكة وحكم ورثهما عن أبيه، بينما أنتم جئتم تعلنون أنفسكم قادة لثورة شعب كان يطالب بحقوقه، شعب أرهقه نظام فاسد وظالم حتى عضه الجوع وفتكت به البطالة وتحول إلى عبيد في مملكة الرعب، من قال لكم أن الشعب ثار ليستبدل طاغية بطغاة ولصوص آخرين يشبهونه؟

أم أن الشعب حركته احزابكم ومعارضاتكم؟

اغتصبتم قراره وتضحياته لتسخروها لصالح النظام الوريث!

لاحاجة لك بأن تجهد نفسك ومجموعتك بالبحث عن التشابه ونبذ الاختلاف، فهذا ثابت ولايحتاج لإعلان منكم ولا لإدلة تثبته!

لو لم تكونوا متشابهين ومتفقين لفعلتم شيئاً واحداً لهذا الشعب:

أين معتقليه الذين مر عليهم عقد من الزمان في ظلمة المعتقلات والقتل؟

هل جعلتم إطلاق سراحهم شرطاً اجبارياً لانطلاق أي حل أو تفاهم؟

لن أبحث طويلاً في حقوق الشعب التي ثار لأجل تحقيقها وسيغمض الشعب عينيه عنها مؤقتاً ليطالب بتلك الحقوق التي أصبحت للشعب بعد الثورة وأقلها حق الحياة لأولئك المرميين في المعتقلات وقد جفت عروقهم وعروق أهليهم هذا إن ظل أحد منهم على قيد الحياة.

لن نتحدث عن أولئك المرميين في المخيمات، المحرومين من أرض آبائهم وأجدادهم يسفون التراب ويشربون الذل والقهر صباح مساء وعند كل قيام وقعود !

لقد توليتم أمرهم رغماً عنهم وجعلتموهم أسرى لرغباتكم وشهواتكم السلطوية، تعتصرون أجسادهم لتملؤا جيوبكم، تبيعونهم في المزادات الرخيصة وعند كل مفترق طريق!

من أخبركم أن الشعب يريد دستورا؟

وماذا سيفعل في نصوص مكتوبة ترمى على الأدراج دون أن يطبق منها حرف واحد، ألا يعرف الشعب أنه في كل لحظة يمكن أن يخترق هذا الدستور ويداس عليه بالاقدام ليمحى نص ويثبت نص آخر مكانه!

أنتم كنتم منذ أول يوم ولازلتم حتى يومكم هذا وجوه منكرة، وجوه صدق فيها قول الشاعر الفلسطيني ( وجوه غريبة بأرضي السليبة).

كل أرض حررت بدماء الصادقين نفشت فيها وحوش الأرض كلها، وكل ذلك بفعل أيديكم أو كما تفعل القوادة التي تبحث عن الزبائن الأكثر دفعاً للمال.

ما من شبر حرره الشعب بالدم والتضحيات إلا وسلمتوه إلى مقاول سواء كان من دول أو تنظيمات!

بفعل أيديكم جعلتم هذا الوطن العزيز الحبيب وكالة مفتوحة لكل متشهِّ، أفرغتم كل البلاد بصفقات وباصات وتسليم واستلام!


عن أي شبه تبحث يارجل؟

وقد أفرغتم ماء الوجوه لدى كل ثائر وامتصصتم عظام الشهداء ورشفتم دماءهم وتركتم من تبقى من الأحياء لايعلم أي أرض تقله ولا أي سماء تظله، انتم هو، وهو أنتم، فلا تجهد نفسك ومرتزقتك في البحث عن أوجه التشابه والتكامل بينكم وبين النظام!

والشعب لوحده سيعرف طريقه الذي أظلم وتاهت معالمه بوجودكم ذات لعنة حلت بتاريخه!


كاتب سوري


 

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!