الوضع المظلم
الجمعة ٠٣ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
  • تصفية رجالات الملالي.. هل يكون “نصر الله” الهدف التالي؟

تصفية رجالات الملالي.. هل يكون “نصر الله” الهدف التالي؟
نصر الله

 ليفانت – مرهف دويدري 


 





شهد عام 2020 حملة الضغط القصوى الأمريكية على إيران، حيث انهار الاقتصاد بشكل كبير وبات معظم الشعب الإيراني يعاني من الفقر الشديد، في بلد غني بالنفط والثروات التي بددها نظام الملالي، المسيطر على البلاد منذ نحو أربعين عاماً؛ على دعم المليشيات الطائفية التي يزرعها في كل من لبنان وسوريا واليمن والعراق، وعلى الرغم من القمع الوحشي للمظاهرات التي خرجت منددت بالانهيار الاقتصادي، إلا أن النظام الإيراني مازال يتبع ذات السياسة في تبديد أموال الشعب على زعزعت استقرار المنطقة.





بالإضافة للاقتصاد فقد بدأ عام 2020 بضرب قاسية وثقلية على المستويين العسكري والسياسي، حيث شكّل اغتيال قائد الحرس الثوري الإيراني “قاسم سليماني” الشخصية القوية في النظام والذي يحظى بدعم مباشر من المرشد الإيراني، ضربة قوية في قص أذرع إيران المتمددة، حيث توعدت إيران برد على مقتل جنرالها ومهندس توسعها في الشرق الأوسط، ولكنها تعاملت بحذر شديد في وقتها، إذ شنّت ضربات صاروخية على قواعد عسكرية عراقية تضم جنودا ًأميركيين.


ويعتقد الكثير من المحللين أن طهران سترى أن فترة الرئيس دونالد ترامب، تقترب من نهايتها وقد تعلق آمالاً على أن جو بايدن سيرغب في العودة إلى الاتفاق النووي وتخفيف العقوبات، وهي الجائزة الأكبر المحتملة لإيران، كما أنها سترى أن استهداف عالمها النووي المهم “محسن فخري زاده” كان بمثابة خطوة لإفساد سياسية بايدن الجديدة، وبالتالي لن تحرك ساكناً، ومن المتوقع أن أي رد منها ممكن أن يدفع إسرائيل إلى الرد، وهو ما يمكن أن يزيد من تعقيد عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاقية النووية، مما قد يحرم إيران من الإغاثة الاقتصادية التي في أشد الحاجة إليها.



ولعل طهران تواجه خيارات صعبة في هذه الفترة، فهي لا تريد الظهور بمظهر الضعيف، وخاصة أن مقتل زاده ليست العملية الأولى في 2020، فقد تم استهداف سليماني وموقع نطنز النووي واغتيال الرجل الثاني في القاعدة أبو المصري على يد عملاء إسرائيليين، ما أظهر ضعف الأمن الداخلي الإيراني، التي لا تريد التصعيد والدخول في حرب مباشرة مع الولايات المتحدة.



إسرائيل تضرب إيران في عقر دارها.. وتصطاد رجالات النظام



اتهمت إيران إسرائيل باغتيال العالم النووي الإيراني حسن فخري زاده، الجمعة الماضي، قرب طهران، وأعلن مسؤولون أن السلاح المستخدم في العملية “من صناعة إسرائيلية”، وأن العملية كانت معقدة وبأسلوب جديد، ويعتبر هذا الاغتيال هو الأحدث في سلسلة عمليات اغتيال طالت خلال الأعوام الماضية عدداً من العلماء الإيرانيين في المجال النووي. ودائما ما وجهت طهران أصابع الاتهام الى إسرائيل والولايات المتحدة دون تقديم أي دليل، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو في عام 2018، تحدث عن “فخري زاده”، مدير مشروع الأسلحة النووية الإيراني، في معرض حديثه عن مخزن لمواد نووية في طهران تستخدم في برنامج إيران النووي العسكري، حيث قال “تذكروا ذلك الاسم، فخري زاده”.


وقاد “محسن فخري زاده” برنامج يدعى “آماد” أو الأمل بالعربية، والذي تقول إسرائيل ودول غربية أنه عبارة عن مشروع يرمي إلى وصول إيران لسلاح نووي، وتقول الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إن برنامج “آماد” قد انتهى في بدايات الألفية الثانية، في وقت لا يزال مفتشو الوكالة يراقبون مواقع إيران النووية، حيث وصف دبلوماسي غربي فخري زاده خلال حوار مع وكالة رويترز قبل أربع سنوات قائلاً “إذا اختارت إيران بناء سلاح نووي، فسيلقب فخري زاده بأبي القنبلة النووية”.


 


وأدرجت وزارة الخارجية الأميركية، فخري زاده على لائحة العقوبات عام 2008 على خلفية “نشاطات وعمليات ساهمت في تطوير برنامج إيران النووي، وفي مارس 2007، ورد اسم فخري زاده ضمن مجموعة من الأشخاص الذين فرض عليهم مجلس الأمن الدولي عقوبات على خلفية دورهم المفترض في “البرنامج النووي أو برنامج الصواريخ البالستية” في إيران، وفي القرار الرقم 1747، أفاد مجلس الأمن بأن فخري زاده يعتبر “أحد كبار علماء وزارة الدفاع والرئيس السابق لمركز البحوث الفيزيائية”.



بعد سليماني وفخري زادة.. من يكون الهدف التالي؟



قال مصدر استخباراتي غربي، لم يذكر اسمه، للقناة 12، إن مقتل العالم النووي، الذي وصف في الماضي بأنه “أبو القنبلة النووية الإيرانية”، كان “أنجح” خطط إسرائيل طويلة المدى، ورغم أن إسرائيل، لم تنف أو تؤكد مسؤوليتها عن مقتل فخري زاده، إلا أن خبراء عسكريين يقولون إنها مشابهة لمقتل أربعة علماء نووين إيرانيين في طهران خلال سنوات 2010 و 2012،حيث يؤكد مراقبون أن إسرائيل  تستعد رد إيراني محتمل، إلا أن إسرائيل رفعت حالة التأهب القصوى في سفاراتها بجميع أنحاء العالم.


 


ولدى إيران الآن عدد من البدائل التي يمكن أن تختار تفعيلها في هذا المجال: يمكنها توجيه حزب الله في لبنان أو حماس في غزة لإطلاق الصواريخ على إسرائيل، أو يمكن أن تجعل الميليشيات الشيعية في العراق تهاجم الوجود الأمريكي المتضائل هناك. ويمكنها حمل الحوثيين في اليمن على زيادة هجماتهم على السعودية حليف الولايات المتحدة. ولكن كل هذه الخيارات قد ينجم عنها رد فعل مضاد.



 


ومن الخيارات التي باتت أكثر توقعاً هي  مهاجمة إسرائيل من قبل حزب الله اللبناني الذي بات رأس حربة لإيران على جبهة إسرائيل الشمالية الممتدة من الحدود اللبنانية للحدود السورية، حيث تحدثت تقارير إسرائيلية عن حالة تأهب يعيشها حزب الله، وخصوصاً أمينه العام “حسن نصرالله” الذي يحتمي في مكانه وسط مخاوف من أن يكون هو التالي على قائمة استهداف أميركية – إسرائيلية.


فيما يقول موقع “تايمز أوف إسرائيل” نقلاً عن مسؤوليين إسرائيليين أن “نصرالله هدف سهل لإسرائيل منذ سنوات”، حيث سخر منه بعض المسؤولين بسبب التزامه البقاء في ملجأ وعدم ظهوره إلى العلن إلا بحالات نادرة جدّاً، ومن المرجح أنّ تؤدي مثل هذه الضربة الإسرائيلية فيما لو استهدفت نصر الله، إلى تأجيج المنطقة بشكل خطير، وهذا ما جعل نصر الله يلغى تحركاته بحسب نصيحة من فريقه الأمني بأن يلتزم في مخبأه، بعد اغتيال كبير علماء إيران النوويين في عملية منسوبة إلى إسرائيل.

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!