الوضع المظلم
الإثنين ٢٣ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
بوتين: ما حاجتي لهذا العالم دون روسيا؟
بسام البني

في ظل الحرب الإعلامية التي يشنها الغرب وإعلامه ووسائل التواصل الاجتماعي التي يسيطر عليها، نجد تعتيماً كاملاً وطمساً للحقيقة حول ما يحدث على الأراضي الأوكرانية، منذ اليوم الأول للعملية العسكرية الخاصة التي تقوم بها القوات الروسية التي أعلن عنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين صباح (24/02/2022) وحدّد أهدافها، حسب تصريحه، بنتائج محددة، تطهير النازية، نزع السلاح، حيادية أوكرانيا.

كما أنه بعد ذلك تم الإعلان عن حماية دونباس وعدم السماح لأي جهة كانت، سواء الناتو أو بشكل فردي من قبل أي دولة كانت، باستخدام الأراضي الأوكرانية لنشر السلاح أو القواعد العسكرية، مؤقتة كانت أم دائمة.

لم يترك الغرب لروسيا أي خيارات بعد أن تجاهل أثناء المفاوضات بين الناتو وأمريكا من جهة، وروسيا من جهة أخرى، المقترحات الأساسية لضمان الأمن الاستراتيجي لأوروبا وروسيا وبدأ بشكل استفزازي بإرسال شحنات الأسلحة الفتاكة إلى أوكرانيا، وبشكل موازٍ شنّ حملة هستيرية بالتهديد والوعيد إذا ما قامت روسيا بمهاجمة أوكرانيا، بالإضافة إلى كل ذلك قامت كييف بحشد قوات من كتائب آزوف (النازيون الجدد) المحظورة في روسيا والقوات النظامية للجيش الأوكراني على خطوط الجبهة مع جمهوريتي دونباس الشعبيتين المعلنتين من طرف واحد في ذلك الوقت، وذلك بتحريض واضح من بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية، ضاربة بعرض الحائط اتفاقيات مينسك التي لو التزمت كييف بها كان بالإمكان إنهاء الحرب الأهلية في أوكرانيا بين الشرق والغرب.

وبالعودة إلى إعلان الرئيس الروسي عن بدء العملية العسكرية الخاصة، أود التذكير بأنه مع هذا الإعلان تم الاعتراف بجمهوريتي دونيسك ولوغانسك الشعبيتين من قبل روسيا وإبرام اتفاقية تعاون مشترك معهما.

الأمر الخطير أن الغرب بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية بدأ بفرض عقوبات غير مسبوقة ضد روسيا وبحملة عنصرية ضد الشعب الروسي بكامله، وحرب إعلامية جنونية لشيطنة روسيا ورئيسها وشعبها وحضارتها (فن، رياضة، علوم، إلخ..) والأخطر من ذلك نجد أن الغرب قد أعلن الحرب الشاملة على روسيا (لكن بالوكالة)، أي أنهم قرروا الحرب ضد روسيا حتى آخر أوكراني، الأمر الذي أكده بوتين، ولضمان استمرار الحرب بات الغرب يرسل الأسلحة بشكل مستمر وتصاعدي بنوعية السلاح، حتى لحظة كتابة هذه السطور، بالطبع روسيا تستهدف معظم شحنات الأسلحة التي تصل الأراضي الأوكرانية، الأمر الذي بات استنزافاً للغرب وروسيا في وقت واحد.

وبالتالي أستطيع القول إن العدد الصغير نسبياً للقوات الروسية المتواجدة على الأراضي الأوكرانية يحارب الغرب بأكمله، خصوصاً وأننا نعلم أن كل إمكانيات الناتو في مجال الاستطلاع والتجسس الفضائية والإلكترونية تقدم للقوات الأوكرانية الدعم بشكل كامل ويساعدهم على استخدامها المستشارون والمدربون الأجانب والذين يطلق عليهم لقب (المتطوعين الأجانب)، وأكاد أكون جازماً أنّ هؤلاء ليسوا إلا جنوداً للناتو أو على أقل تقدير، جنود مرتزقة من الشركات الحربية الخاصة الغربية.

وبناء على ما سبق، أستطيع القول إن كل الوسائل القذرة التي يستخدمها الغرب ضد روسيا يجب تبريرها أمام شعوبهم التي باتت تعترض على غلاء أسعار الوقود والمواد الغذائية، فكيف يمكن لهم ذلك، وروسيا لا تستهدف إلا البنية التحتية العسكرية؟ هنا تأتي النجدة لهم باستخدام السلاح الأكثر خطورة والذي يهدف لشيطنة روسيا، وذلك عن طريق الكذب والتلفيق باتهام روسيا بجرائم حرب، إبادة جماعية، استخدام أسلحة كيماوية، أسلحة بيولوجية إلخ...

بدأت حملة التشويه هذه منذ الأيام الأولى لحصار ماريوبل التي اتخذت فيها قوات آزوف المحظورة في روسيا المدنيين كدروع بشرية والإعلان عن أنّ روسيا ستقصف المسرح هناك وعرض صور وفيديوهات لمدنيين داخل المسرح، ورغم تحذير روسيا من أنّ النازيين الجدد ينوون تفجير المسرح بمن فيه لاتهام روسيا بذلك. لم يسمع أحد في الغرب هذه التحذيرات وتجاهلتها كل وسائل الإعلام الغربية وتبنّت وجهة نظر كييف وكانت النتيجة تفجير المسرح المذكور، وجنّ جنون الغرب، روسيا تقتل الأبرياء، روسيا ترتكب جرائم حرب، دون تحقيق ودون دليل.. حتى تم تحرير هذه المنطقة من ماريوبل من قبل قوات دونيتسك ولوغانسك والقوات الروسية، ثم تم اصطحاب ممثلين عن وسائل الإعلام، بما فيهم الأجانب، للتحقق بأنفسهم من تلك الواقعة، وقد تبين للجميع أنّ الانفجار وقع داخل المسرح وليس قصفاً من الخارج، هل اعتذر أو أعلن الغرب ووسائل إعلامه عن هذه الحقيقة الدامغة؟ بالطبع لا تم تجاهل الأمر.

لكن هذه الحقيقة لم تمنع كييف وبتحريض من الغرب من القيام بما أسمته وسائل الإعلام الغربية جرائم حرب في بوتشا، خرجت القوات الروسية من هناك كبادرة حسن نية بعد أن قدم الوفد المفاوض الأوكراني ورقة مكتوبة باقتراح لوقف الحرب وقالت وقتها روسيا إنها ستبتعد عن محيط كييف لإعطاء جو أفضل للمفاوضات، وذلك بتاريخ 30/03/2022، وبعد أربعة أيام خرجت علينا وسائل الإعلام بصور وفيديوهات تبدو فيها الجثث مرمية على قارعة الطريق، ومن جديد بدأت الاتهامات لروسيا من اللحظة الأولى دون دليل على هوية القاتل ودون أي تحقيق، ولا صوت يعلو فوق صوت الإعلام الغربي المسيس، لم ينتبه أحد للربطات البيضاء على أذرع الجثث والتي يرتديها الجنود الروس والمواطنون الأوكرانيون الذين يرحبون بالوجود الروسي وتدل هذه الشارات البيضاء على أنهم ليسوا من القوات الأوكرانية التي ترتدي الشارات الزرقاء، ولم يعرض الغرب على وسائل إعلامه الفيديو الذي نشره عمدة بوتشا في اليوم الذي خرجت به القوات الروسية والذي هنأ به بالنصر العظيم عليها، والتي انسحبت من مدينته دون أن يذكر أي كلمة عن الجثث المرمية على قارعة الطريق.

لم يعر الغرب أي انتباه للفيديو الذي تم تداوله للقوات الأوكرانية التي تسحب الجثث بالحبال لتجهيز مسرح الجريمة ليكون أكثر فظاعة، حتى إن الرئيس البيلاروسي لوكاشنكو أكد إثر لقائه ببوتين أنه قدم حتى أرقام السيارات التي قامت بهذا متهماً الاستخبارات البريطانية بمساعدة أوكرانيا بهذا الاستفزاز، ولم يعر أي أحد الانتباه للصورة الفضائية التي نشرتها صحيفة إعلامية شهيرة لمسرح الجريمة والتي يشار إليها على أنها التقطتها الأقمار الصناعية في منتصف آذار، أي وقت وجود القوات الروسية هناك، رغم أنه تم الإعلان عن أنها مزورة التاريخ، كل ما فعلوه هو أنهم باتوا يتحدثون عن الأمر بشكل أقل، لينتقلوا بعدها لاستفزاز جديد في محطة القطار كرماتورسك، حيث قامت كييف بالإعلان عن إجلاء السكان الراغبين لتجميع أكبر عدد من المدنيين، وبعد أن تجمع السكان في محيط المحطة تم ضرب المكان بصاروخ من نوع (توشكا أو) فكانت النتيجة التي رغبت فيها السلطات في كييف ومحرضوها للأسف الشديد، قتل عدد كبير من المدنيين، ليخرج علينا ألكسي أرستوفيتش، مدير مكتب الرئاسة الأوكرانية في نفس اللحظة  ليقول إن روسيا استهدفت محطة القطار بصاروخ إسكندر.

ومن جديد ضجت وسائل الإعلام بتصريحات قادة الغرب حول ارتكاب روسيا جرائم حرب، لم ينتظروا لا التحقيق ولا الأدلة. ظهر علينا زلينسكي بعد تصريح مدير مكتبه بخمس عشرة دقيقة، ليقول إن الصاروخ الذي استهدف كراماتورسك من نوع (توشكا أو). روسيا نفت الاتهام جملة وتفصيلاً لأنّ قواتها نسّقت هذا النوع من الصواريخ منذ عام 2019، لكن الغرب لا يريد الحقيقة، بل يريد صورة لإقناع شعوبه أنّه يدفع من جيوبه ثمن إيقاف روسيا عن ارتكاب جرائم الحرب، حتى إن تقريراً عن الحادث عرضته قناة إيطالية، كانت قد صورت هناك، وبان بالخطأ رقم الصاروخ التسلسلي، الأمر الذي أدّى إلى الإثبات بأن كييف هي من ضربت مواطنيها مع العلم أن هذه المنطقة تحت سيطرتها، ماذا حدث بعد ذلك؟ هل احمرت وجوه الكاذبين؟ لا بالطبع فقط خففوا من الحديث عن الحادث حتى اختفى من على شاشاتهم.

وقد ذكّر الرئيس بوتين الصحافيين بأن أحداً لم يتحدّث عن الرقة والموصل التي قصفتها القوات الغربية، أو استهداف عرس في أفغانستان وقتل المئات عن طريق الخطأ، بل وذهب أبعد من ذلك، حين أشار إلى أنّ الإعلام الغربي اشتعل متهماً سوريا باستخدام السلاح الكيماوي، ولكن بعد أن تبين أن هذه الهجمات مفبركة لم يتم تكذيب هذه الأخبار حسب بوتين. بل ويشير محللون إلى أن العالم (المتحضّر) نسي أو تناسى إلقاء القبض على عناصر من جبهة النصرة في تركيا وهم ينقلون غاز السارين.

وقد تم بالفعل الحصول على النتيجة المراد الوصول إليها، فكل القنوات الروسيّة وبكل اللغات تم حظرها في الغرب منذ زمن، والمواطن الأمريكي لا يستطيع أن يحصل إلا على المعلومات التي تقدمها له وسائل إعلامه، حتى إن المهتمين والذين يبحثون عن المعلومة لا يستطيعون الحصول عليها، فمواقع التواصل الاجتماعي ومحركات البحث كلها تحجب أي معلومة لا تتوافق مع الرواية الغربية.

الأمر الخطير الآخر هو الحديث المستمر ومنذ زمن عن الأسلحة الكيميائية، فبعد أن كشفت روسيا عن ثلاثين مركزاً للأبحاث البيولوجية في أوكرانيا والحديث عن مراكز شبيهة لها في جورجيا وأذربيجان وغيرها، وتورّط البنتاغون فيها، ووفقاً لاتفاقية حظر استحداث وإنتاج وتكديس الأسلحة البكتريولوجية (البيولوجية البكتيرية) والسامة وتدمير تلك الأسلحة (1972) وبحسب الاتفاقية تم تدمير الأسلحة الروسية ولكن الولايات المتحدة، على العكس من ذلك، ما يزال لديها مخزون كبير من المواد السامة، على الأقل 25 ٪ من تلك التي تراكمت على مر السنين، والتي يُزعم أنه لا يوجد ما يكفي من المال لتدميرها. لقد قاموا بتضخيم الهستيريا "الكيميائية" حول روسيا منذ عام 2015.

ورغم إدراك الناتو -الولايات المتحدة الأمريكيةـ العواقب التي تهددهم بها سياسة المواجهة مع روسيا. إلا أن الحديث عن نية روسيا استخدام الأسلحة الكيميائية في أوكرانيا، في كييف، ودول الناتو لم يتوقف منذ العام الماضي. في البداية، قيل أنه سيتم استخدام الأسلحة الكيميائية في نهر دونباس. الآن نحن نتحدّث عن حقيقة أن هذا سيحدث "في مكان ما في أوكرانيا".

أما بالنسبة لما يدعى بـ"معالجة الرأي العام جنباً إلى جنب مع بايدن"، قام المستشار الألماني الجديد أولاف شولتز بدور نشط في تضخيم هذا الموضوع. وكيف بدونه، وهو اليوم زعيم دولة من بين المستعدين لخدمة "الطيبين" من واشنطن. حيث تم التحذير من أن أي استخدام روسي لأسلحة كيميائية أو بيولوجية في أوكرانيا سيكون انتهاكاً لجميع القواعد وجميع الاتفاقيات.

ولم يقف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بعيداً عن ذلك، ودأب إلى تشويه سمعة روسيا، عشية الانتخابات الرئاسية سعياً لكسب نقاط في مجال ما يسمى "التضامن الأوروبي"، مشيراً إلى رد الفعل المحتمل للغرب على "الهجوم الكيماوي الروسي" في أوكرانيا، وأعلن: "نحن نستعد ونعمل، لكنني لن أعلن عن أي خطوط حمراء بشأن هذا الموضوع". ويبدو أنه لا يُسمح له بتحديد الخطوط العريضة أو الإعلان عن أي خطوط، حتى باللون الأحمر، أو حتى المخططة بالنجوم أو الألوان الثلاثة. إذ يتم تحديد "الخطوط" في واشنطن.

ألا يعرف ماكرون كم عدد الأكاذيب الملتوية حول استخدام "السلاح الكيمياوي" من قبل الغرب، وبشكل أساسي من قبل الولايات المتحدة؟ حيث نذكر مشاركة فرنسا بنشاط في جميع عمليات "حفظ السلام" التي يقوم بها الناتو بقيادة الولايات المتحدة، بما في ذلك القصف "الإنساني" ليوغوسلافيا وليبيا.

يبدو أن أوكرانيا تستعد لاستفزاز باستخدام "هجمات كيماوية" خيالية استخدمها الأمريكيون مراراً وتكراراً كذريعة لشنّ هجمات على دول ذات سيادة. ومن خلال تصريحاتهم، يدفع القادة الغربيون اليوم نظام كييف إلى أفعال مماثلة.

أتذكر أنّ التصريحات الكاذبة حول "التحضير لهجمات كيماوية" والتي أصبحت السبب في شنّ واحدة من أكبر الحملات الأمريكية على نطاق واسع في العصر الحديث، غزو العراق. تجاهلت واشنطن وحلفاؤها الحقيقة من 1990-1998، حيث قامت السلطات العراقية، بتوجيه من المفتشين الدوليين، بتحييد ترسانتها الكاملة من الرؤوس الحربية الكيماوية، ومعدات إنتاجها، والمواد السامة. وفي عام 2002، سمح الرئيس العراقي صدام حسين مجدداً لمفتشي الأمم المتحدة بدخول البلاد، وأكدوا عدم وجود أسلحة كيماوية في العراق. ولكن في 5 فبراير 2003، أعلن وزير الخارجية كولن باول، متحدثاً من منصّة الأمم المتحدة، أن الولايات المتحدة لديها "أدلة كثيرة" على أن نظام صدام حسين يمتلك أسلحة دمار شامل. كدليل، قدم أنبوب اختبار مع مسحوق أبيض، وادّعى رئيس وزارة الخارجية الأمريكية، أنها "عصيات الجمرة الخبيثة".

قبل وفاته، اعترف باول بأنه كذب، لكن زعم ​​أنه تم تضليله من قبل أجهزة المخابرات. ومع ذلك، في عام 2003، أعطى بيانه سبباً للولايات المتحدة لاتهام بغداد بانتهاك قرار مجلس الأمن الدولي ذي الصلة، وبدؤوا في الوقت نفسه التصرف دون قرار من الأمم المتحدة، حيث وعدت روسيا والصين وفرنسا باستخدام حق النقض (الفيتو) ضد أي قرار يتعلق بالتدخل العسكري من خلال مجلس الأمن. وفي 20 مارس 2003، قامت وحدة أمريكية، بدعم من البريطانيين والأستراليين والبولنديين، بغزو العراق. لكن الحرب الخاطفة لم تنجح، على الرغم من التفوق الفني لقوات الغزو، استمرت الحرب رسمياً حتى عام 2011. وهي مستمرة حتى الآن، فقط بتنسيق معدّل قليلاً فقد ظهرت 38 قاعدة عسكرية تركية في شمال البلاد. يلعب كل من المشاركين في الصراع ضد العراق لعبتهم الخاصة هناك، لكن الصراع يقوم أساساً على مصالح "النفط" الأمريكية والتركية.

وبالنتيجة من الملاحظ أن الغرب لا يوفر أي وسيلة مهما كانت قذرة لتحقيق أهدافه وإقناع شعوبه أنه يقود ويشارك في حروب من أجل القيم الإنسانية التي يتشدق بها، ليلاً نهاراً، مع العلم أنه بات يستغل أساليبه الرخيصة حتى ضد شعوبه، فمن لا يهلل للدعاية الرسمية فهو إرهابي داخلي كما يتم التعامل مع أنصار ترامب في أمريكا وسكان كاتلونيا الذين صوتوا على الانفصال في إسبانيا إلخ... فهل سيفعلونها في أوكرانيا بتحريض نظام كييف على تنفيذ هذا الاستفزاز؟ وخصوصاً بعد علمنا بأن الغرب قد زود القوات الأوكرانية بألبسة وأقنعة واقية تحمي من السلاح الكيماوي لتخرج لنا فيديوهات لمدنيين قتلى دون دماء وجنود أوكرانيين بهذه الألبسة والأقنعة ويتجولون كالزومبي من أجل اتهام روسيا بهذا الفعل للضغط على كل من لا يوافق على تسليم سيادة بلده لأمريكا المهددة بالانهيار كدولة مهيمنة على الاقتصاد والسياسة العالمية.

وبالتالي حصار روسيا اقتصادياً بشكل كامل وتهديدها عسكرياً.. فكما يعتقد الغرب أنه إذا استطاع فعل ذلك، سيستطيع إجبار روسيا على الخضوع للكاوبوي الأمريكي، الذي يحمل في يده اليسرى خنجراً اسمه أوكرانيا وفي اليد الثانية خنجراً اسمه أوروبا، فإذا ما خسر الخنجر الأول سيلقي بالثاني لساحة المعركة، وبالتالي ستقسم روسيا إلى دويلات متناحرة، كما فعلوا في يوغسلافيا، ما يعني أن المخطط الأمريكي يدفع عملياً إلى مواجهة بين روسيا وأوروبا، خاصة مع مساعي موسكو لإبعاد الدولار النفطي عن سوق الطاقة ما يفقده قيمته الوهمية التي لا تعتمد على أصول ملموسة.. وهذا بالنهاية يعني بداية حرب عالمية ثالثة ستكون نووية، وقد قالها بوتين (ما حاجتي لهذا العالم دون روسيا؟).

 

ليفانت - بسام البني

كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!