-
بريطانيا.. النجم الذي هوى بلغز الاقتصاد
رحلت الملكة عن عالمنا، وتركت بريطانيا غارقة في دوامة الأزمات الاقتصادية، وركود غير مسبوق بعد حقبة طويلة من 7 عقود مرت خلالها بريطانيا بفترات مُتباينة من البناء والإصلاح بعد الحرب العالمية الثانية.
تبعها رخاء وإنجازات ثُم أزمات وغيرها من معتركات الزمن، خاصة على الصعيد الاقتصادي، لتتركنا عن عمر ناهز 96 عاماً، وإرثها وإرث أجدادها بعد يومين فقط من تولي رئيسة الوزراء البريطانية الجديدة "ليز تراس"، وبريطانيا وسط عاصفة من التضخم (الذي بلغ أعلى مستوياته منذ 40 عاماً)، والديون وأزمة طاقة طاحنة، وغلاء معيشة ومخاطر انكماش، ليتراجع ترتيب المملكة المتحدة على قائمة أكبر الاقتصادات في العالم إلى المركز السادس بعد الهند (التي كانت مستعمرة بريطانية في السابق) واقتنصت منها العرش، بما يمثل ضربة جديدة للحكومة البريطانية التي تكافح صدماتها القاسية في البلاد.
هذا التطور صنفتهُ "بلومبرج" بأنه تراجع لبريطانيا العالمي غير مريح بالنسبة للملك تشارلز الجديد وحكومته برئاسة "ليز تراس"، التي ملأت الإعلام بتعهداتها لقيادة بريطانيا للخروج من الـ"عاصفة" الاقتصادية ووعدت بإعادة بناء المملكة المتحدة، وفق زعمها: "لدي خطة لجعل اقتصاد بريطانيا عالي النمو خلال السنوات العشر القادمة"، فماذا ستفعل لمعالجة "فواتير الطاقة التي لا يمكن تحملها"، جراء ارتفاع أسعار الكهرباء بنسبة 54% في أبريل، والناجمة عن الغزو الروسي الأوكراني؟
وقد تراجع الجنيه الإسترليني أمام العملة الأمريكية إلى 1.15 دولار وهو أقل سعر للعملة البريطانية منذ 1985. وانخفض الناتج المحلي الإجمالي في بريطانيا بنسبة 0.6% في يونيو، بعد نمو بنسبة 0.4% في مايو، لينكمش الاقتصاد البريطاني خلال الربع الثاني 0.1 % مقابل نمو اقتصادي 0.8% خلال الربع الأول، وبالتالي تراجع مؤشر إف.تي.إس.إي 100 الرئيس لبورصة لندن للأوراق المالية بأكثر من 3% خلال الأسبوع الحالي، بل ورفع بنك إنجلترا معدل الفائدة بنصف نقطة مئوية، بأعلى زيادة منذ عام 1995، ليصل التضخم إلى 10.1% في يوليو، وهو أعلى مستوى له منذ فبراير 1982، ارتفاعاً من 9.4% في يونيو، وفق بيانات مكتب الإحصاءات البريطاني، بينما ارتفع مؤشر قياس تكلفة الاقتراض للشركات الكبرى البريطانية إلى أكثر من 5%.
هكذا دخل الاقتصاد في ركود، ولنكن متفائلين رغم توقعات بنك إنجلترا، في مايو، بأنه لا يرى أي نمو تقريباً في الاقتصاد البريطاني قبل عام 2025 على أقرب تقدير، فهل تحل الوجوه الجديدة أكبر لغز في علم الاقتصاد (العملية التضخمية المستمرة)، جراء اضطرابات العرض أو الحرب أو الحظر التجاري أو أياً كانت الظروف؟
ليفانت - إبراهيم جلال فضلون
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!