-
بايدن.. وولادة أمريكا الاشتراكيّة
لا يخفي الأمريكيون مخاوفهم من أنّ خروج ترامب ووصول جو بايدن إلى البيت الأبيض قد يحمل معه تغييراً جذرياً في النظام الأمريكي بالتحوّل إلى الاشتراكية، حيث تتركز السلطة في يد مجموعة قليلة من صانعي القرار، وهنا الملياردير الأمريكي "فرانك فاندرسلوت" لم يخفِ مخاوفه من خسارة ترامب، والذي يعتبره الحصن المنيع ضد ظهور الاشتراكية في الولايات المتحدة، واصفاً فوز بايدن بأنّه سيحوّل أمريكا للاشتراكية بين ليلة وضحاها. أمريكا
لا يخفى على المتابع للشأن الأمريكي النزعة الاشتراكية لدى جو بايدن، والتي نسجت تحالفاته في الداخل الأمريكي ومهدت الطريق له أمام تسيّد المشهد والترشّح للانتخابات الرئاسية الأمريكية، وهي علاقته مع المرشح الرئاسي السابق عن الحزب الديمقراطي، بيرني ساندرز، الذي وصف ترشّحه للانتخابات الرئاسية الأمريكية (اشتراكي ينافس على هزيمة الرأسمالية في أشدّ معاقلها تطرفاً)، والذي انتهى به المطاف للانسحاب من السباق الرئاسي مفسحاً المجال أمام الرئيس، جو بايدن، لمنافسة ترامب، والذي عرف حينها هذا التنازل (بتحالف ساندرز - بايدن).
بينما تعارض الرأسمالية تدخل الحكومة لتصحيح الأخطاء، نجد أنّ الاشتراكية ترى ضرورة تدخل الحكومة بكل قوة، وقد بدت ملامح النظام الاشتراكي في الولايات المتحدة الأمريكية في عهد الرئيس باراك أوباما، حيث تدخلت الدولة في عهده لمنع شركات وبنوك من الانهيار أثناء الأزمة المالية العالمية، وقدَّم باراك مشروعه للتأمين الصحي «أوباما كير»، الذى كان يعدّ تحولاً واضحاً نحو الاشتراكية، وهو ما جعل الجمهوريون يصفون أوباما بالرئيس الاشتراكي، جاءت فترة الرئيس ترامب لتحمل معه (إيقافاً مؤقتاً للتحول الأمريكي نحو الاشتراكية)، لا شك أنّ عهد الرئيس جو بايدن سيحمل معه استئنافاً للتحوّل الاشتراكي، خاصة وأنّه لا يختلف عن باراك أوباما، وظلّ أحد أركان إدارته لمدة 8 سنوات في منصب نائب الرئيس.
وصول جو بايدن إلى البيت الأبيض وما قد يحمله من زعزعة النظام الأمريكي، وولادة الاشتراكية الأمريكية أكبر هدية تقدّمها الولايات المتحدة لمنافسيها، وبخاصة في ظلّ الصراع على قيادة العالم وولادة النظام العالمي المتعدّد الأقطاب، وصعود قوى، مثل الهند والصين، حيث إنّ زعزعة بنية النظام الأمريكي وولادة الاشتراكية الأمريكية يعني أنّ ذلك سوف يحول دون تحقيق الكفاءة الاقتصادية والإنتاجية، وهذه أكبر هدية يقدّمها جو بايدن للصين، المنافس الشرس على موقع القيادة العالمية.
إنّ الولايات المتحدة الأمريكية هي قائدة الرأسمالية في النظام العالمي، والتي نجحت في تحييد الأفكار المناهضة لها، كالشيوعية والاشتراكية، وأثبت الفكر الرأسمالي نجاحه، حتى إنّ الدول التي كانت تتبنّى الأفكار الاشتراكية والشيوعية، مثل الصين وروسيا، تحوّلت تدريجياً وأصبحت سياساتها الاقتصادية رأسمالية إلى حدّ كبير، وبالتالي فإنّ أحد مقومات القوة الأمريكية أنّها نجحت في أن تلهم العالم بنجاح فكرها الرأسمالي، وبالتالي فإنّ زعزعة بنية النظام الأمريكي نحو الفكر الاشتراكي وتحجيم الفكر الرأسمالي في عهد جو بايدن يعني انهياراً للقيم الأمريكية التي ظلّت نموذجاً بات يحتذى به على الصعيد الاقتصادي.
عشية حفل تنصيب جو بايدن رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية، وضع أحد المغردين الأمريكيين على موقع تويتر (صورة للرئيس الصيني معلّقاً عليها بأنّه الرئيس الـ46 للولايات المتحدة)، وهذه ليست نسجاً من خيال أو نكتة ساخرة، بل هي تجسيد للواقع الذي تقف على أعتابه الولايات المتحدة، حيث تعتبر الصين المستفيد الرئيس من خروج أمريكا على يد جو بايدن من المنافسة مع الصين على موقع الزعامة في قيادة العالم، وبالتالي فهذا يعني الإعلان الرسمي عن صعود الصين إلى المرتبة الأولى عالمياً. أمريكا
العلامات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!