الوضع المظلم
الأحد ٢٢ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
الواقع السياسي.. هل تنجح إيران؟
إبراهيم جلال فضلون (1)

عند تأمل الواقع السياسي لرؤية المملكة العربية السعودية خارجياً، يتجلى لك (نموذجًا ناجحًا ورائدًا في العالم على كافة الأصعدة) وسر قوتها التفاف أبنائها بطوائفه المختلفة حول قياداتهم الحكيمة، من خلال عدة محاور تمثل قوة حضارة المواطن السعودي وعمق قوة تأثيره عالميًا؛ بلدًا وشعباً، مُنذ عهد المؤسس وابنه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، إلى صاحب الرؤية ولي العهد محمد بن سلمان -حفظهما الله- وهي رؤية ثابتة كما قال ولي العهد: (رؤيتنا لبلادنا التي نريدها دولة قوية مزدهرة تتسع للجميع دستورها الإسلام ومنهجها الوسطية تتقبل الآخر)، فالقوة الحقيقية المستدامة تظهر عبر هي السعودي وهو الرهان الذي لا خسران فيه.

تلك القوة التي يتشكل نطاقها منهجاً شفافاً متكاملاً من خلال وحدة المواطنة، وسلامة الوعي وحمايته من الحزبية والطائفية والتطرف، بخلاف دول أخرى عاشت وتُعايش ذلك دون سلام أو أمن واستقرار جيرانها، فقد مدت المملكة بإنسانيتها اليد البيضاء لكل دول العالم العربي والإسلامي وآخرها زلزال دولتي تركيا وسوريا، وكذلك العالم الدولي من خلال نهجها الإداري الناجح لكوفيد 19 وتوازن سوق النفط، حتى أرغمت سياسة القوة الناعمة لها إيران على قبول الأمر المُسلم به على الوسطية والتسامح مع الآخر والانفتاح الحضاري، والمبادئ الثابتة للسياسة السعودية، وقوتها الاقتصادية التي منحتها الثقة السياسية على مستوى العالم.. إذاً المنهج السياسي السعودي لا يخضع للأرشفة الدولية، فهو راسخ وثابت، قوى من قوة مجتمعها الداخلي.

ولا شك في الخطوة الدراماتيكية التي تمت بوساطة الضامن الصيني لنظام خامنئي هي استراتيجية لها تأثيرات مباشرة وبعيدة المدى على مستقبل الإقليم وتحالفات وتوازنات غرب آسيا، والمنطقة العربية، لا سيما الخليجية، والسعي إلى تصفير المشكلات والخلافات القائمة حالياً وإنهاء تلك الفوضى الإيرانية التي قاربت السنتين عاماً من فترة حُكم الحكومة الجديدة، والابتعاد عن صلاحيات المادة (111) لمجلس القيادة، والتي تجعل للمرشد قيادة منفردة، أفرزت منها نشاطاً نووياً، ونظاماً استبدادياً رضخ تحت العقوبات الدولية وحصار عالمي حتى أرغمت على التفكير خارج الصندوق الخامنئي بالمبادرة ووضع الحلول للأزمات الاقتصادية والسياسية لعلها تكون الخطوة الأخيرة التي يلجأ إليها النظام الإيراني بالحوار مع السعودية التي أعلن وزير ماليتها محمد الجدعان، أن الاستثمارات السعودية لديها فرصة في إيران بعد الاتفاق الأخير بين البلدين، وليس هناك أي مشاكل من تدشين هذه الاستثمارات التي تنعم المملكة بسياستها الطموحة ببيئة ذات أمن واستقرار، ولكن هل ستنعم بعد ذلك إيران بهما؟

ليفانت - إبراهيم جلال فضلون

 

كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!