الوضع المظلم
الثلاثاء ٠٥ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
النظام الإيراني.. ظاهر براق وباطن أجوف نتن
فريد ماهوتشي

يعلم النظام الإيراني جيداً بأنه قد وصل إلى مفترق طرق لا تبشر نهاياتها بالخير له، وأن أوضاعه على مختلف الأصعدة تسوء يوماً بعد يوم.

ولأنه يعلم جيداً عدم قدرته وإمکانيته في التأثير على هذه الأوضاع وتغييرها لصالحه فإنه يحاول وعبر طرق تتسم بالخداع والتمويه وقلب الحقائق إلى السعي لإظهار النظام في ظاهره على أفضل ما يکون وأن أموره وأوضاعه على ما يرام، في وقت صار العالم يعلم کله أن أوضاعه في الداخل على أسوء ما تکون.

هذه المحاولات المفضوحة للنظام من أجل تجميل ظاهره وجعله براقاً يلفت الأنظار، فإنه مجرد هراء وضحك على الذقون، ولا سيما عندما نقرأ في وسائل إعلام النظام نفسه، وحسب تقریر رسمي لوزارة الرعاية الاجتماعية في إيران، خبراً يقول بأنه يقع 8 أشخاص تحت خط الفقر كل دقيقة وأكثر من 80٪ من الشعب الإيراني يعيشون تحت خط الفقر. ولذلك فإن هذه الحقيقة تفضح وتکشف زيف وبطلان البريق الظاهري الوهمي.

في نظام طهران الذي يسعى من خلال محاولات التجميل لوجه بشع لم يعد تحمل المزيد من عمليات التجميل بعد ترهله، ذلك أن النظام وعندما يسعى للزعم بأن الأوضاع على ما يرام فإن الذي يفضحه ويکشف کذبه هو أنه وفي ظل حکمه الفاسد فإنه أصبح بيع أجزاء الجسم في إيران، بما في ذلك بيع العيون والكلى والكبد وحتى نخاع العظام وما إلى ذلك، أمراً طبيعياً جداً ويومياً، بحيث توجد كل يوم إعلانات مختلفة لبيع أجزاء الجسم على الجدران والأبواب في طهران ومدن أخرى، وهي ظاهرة، والآن تمت إضافة الإعلان عبر الفضاء الافتراضي إلى هذا الموضوع.

الأزمات والمشاکل المزمنة التي تحاصر النظام من کل جانب تجعله في وضع يرثى له وهو عندما يسعى بکل ما في مقدوره من أجل التغطية والتستر على تلك المشاکل والأزمات والسعي للتأکيد بأن أوضاعه طبيعية فإنه يمارس أسخف أنواع الکذب، بل وحتى إن سفاح مجزرة عام 1988، عندما يقول في رسالة وجهها بمناسبة ما يزعمونه "يوم الصحفي": "في الوقت الذي بدأ فيه معادو الثورة الإسلامية معركة جادة ومستمرة مع الحقيقة بتشويهات وروايات متحيزة، أصبح دور الإعلام في مواجهة موجات التخريب والأكاذيب والخداع أكثر أهمية من أي وقت مضى".

بطبيعة الحال، فإن تعبير "معادو الثورة" يقصد به الذين يواجهون النظام ويرفضونه ويسعون إلى إسقاطه والذي يکشفون ويفضحون کذب وزيف وخداع هذا النظام ويجعلون العالم على اطلاع بالحقائق، وهو يطالب هنا بالتصدي لکشف وفضح أکاذيب النظام وخدعه وذلك بأن تواصل أجهزة إعلام النظام المزيد والمزيد من الکذب والإصرار عليه وکل ذلك من أجل إظهار أن النظام على ما يرام.

 

ليفانت - فريد ماهوتشي

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!