الوضع المظلم
السبت ٢٠ / أبريل / ٢٠٢٤
Logo
النظام الإيراني فقد أهليته واعتباره
فرید ماهوتشي

هل يمکن للکرة المتدحرجة على جرف منحدر هار أن تقف من تلقاء نفسها وتضع لانحدارها حدّاً؟ من الواضح جداً أن الاجابة لا، لأن توقف الکرة يناقض ويخالف المبادئ والأسس العلمية، ولذلك لا بد للکرة من أن تواصل انحدارها حتى تستقر في قاع الهاوية! وهذا هو الحال مع النظام الإيراني بعد حکم دام لأکثر من 44 عاماً، فهو قد فقد کل المقومات والرکائز التي تسمح لجذوره البقاء متشبثة بالأعماق ولذلك فقد أصبح کالشجرة المجتثة جذورها وتقف على جرف هار يشرف على واد سحيق لتسقط في الوادي مع هبوب أول ريح قوية أو عاصفة.

فقدان مقومات ورکائز البقاء والاستمرار للنظام الإيراني، ليس موضوعا أو طرحاً افتراضياً أو مجرد تخمين، بل إنه مبني على أساس حقائق من الواقع الإيراني ووفق أحداث وتطورات متسارعة على مختلف الأصعدة، وحتى إن الخضوع الواضح لهذا النظام لمتطلبات سياسات دولية مبنية على المصالح الخاصة، يعني وبکل وضوح أن هذا النظام قد فقد استقلاليته الکاملة والاستقلالية هنا بمثابة الجذور المتشبثة بأعماق التربة الصلبة، وإن فقدان هذه الميزة تعني بأن هدا النظام قد أصبح شاء أم أبى في مهب الريح.

التمعن في الأوضاع الحالية للنظام الإيراني، يمکن القول بأنه أشبه بالکرة التي يتم التلاعب بها بين أياد مختلفة، فمن جهة الشعب الساخط على النظام والانتفاضات المتوالية والتحرکات والنشاطات الاحتجاجية ودور وتأثير نشاطات المعارضة الإيرانية النشيطة والفعالة المتمثلة في منظمة مجاهدي خلق، ومن جهة أخرى الأوضاع الاقتصادية والسياسية والفکرية المتداعية والمتهرئة للنظام بالإضافة إلى العزلة الدولية المتفاقمة وتهافته على تقديم التنازلات المهينة لدول کبرى من أجل ضمان استمرارية بقائه، کل ذلك يٶکد بأن هذا النظام قد فقد أهليته واعتباره وأن أسباب سقوطه وتلاشيه أکبر بکثير من أسباب بقائه وإستمراره.

أسباب وعوامل قرب انهيار هذا النظام وقرب صيرورته أثراً بعد عين، تتجسد في أوضاعه الراهنة التي يرى معظم المراقبين السياسيين المختصين بالشأن الإيراني من أنها أوضاع غير مستقرة ولا سيما بعد ما قد تداعى ونجم عن انتفاضة سبتمبر 2022، التي استمرت لسبعة أشهر، وحتى إن مجرد المقارنة بين الأوضاع العامة للنظام قبل هذه الانتفاضة وبين ذات الأوضاع بعد الانتفاضة، يتبين من خلالها الفرق الواضح جدا بينهما مع ملاحظة أن الأوضاع العامة فيما بعد الانتفاضة ليست الأسوء فقط وإنما إنها لا يمکن تحسنها أو على الأقل إعادتها إلى أوضاعها السيئة أساساً قبل الانتفاضة، وإن ما قد صرح به سجاد بادام، مدير عام التأمينات الاجتماعية بوزارة العمل، من أن النظام مشرف على الافلاس، والتي دفعت رئيسي لإقالته من أجل تدارك الآثار والتداعيات السلبية لهذا التصريح، هو مجرد مثال بسيط من واقع هش لنظام صار يبدو أنه يقبع على رمال متحرکة قد تبتلعه إلى الأعماق في أية لحظة.

ليفانت - فرید ماهوتشي

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!