اللاجئون السوريون بين فكي الكماشة في لبنان

ليفانت نيوز/لبنان

اندلع حريق أمس الأربعاء، قرب مخيم "كاريتاس" الذي يقطنه لاجئين سوريين، في منطقة جبل "حرف شليفا" القريب من بلدة دير الأحمر في مدينة بعلبك اللبنانية، تلاه اعتقال العديد من قاطني المخيم وإخلائه من قبل قوات الأمن اللبناني.

أكد الصحفي والناشط السوري أحمد القصير لليفانت نيوز، أن عناصر من الجيش اللبناني المتواجدين قرب المخيم قاموا بإطفاء الحريق متعاونين مع أهالي مخيم "كاريتاس" الذي يقطنه ما يقارب 150 عائلة سورية.

وبحسب المصدر، أن شجاراً حصل بين أهالي المخيم وعناصر كانوا يقودون آلية للدفاع المدني اللبناني، ما دفع سائق سيارة الدفاع المدني بدهس خيمتين للسوريين بسيارته، كان يتواجد فيه أطفال ونساء من سكان المخيم.

ما دفع أهالي المخيم لضرب سائق الآلية الذي دهس الخيمتين، فيما تدخلت قوى الأمن الداخلي والجيش اللبناني لفض النزاع، واعتقال العشرات من أهالي المخيم السوريين.

ونشرت المديرية العامة للدفاع المدني اللبناني، على صفحتها على فيس بوك:

"إنَّ الموظف في مركز دير الأحمر العضوي "حميد جريج" تعرض مع زميله "يوسف أبو رفول" والمتطوع "شربل النداف" للاعتداء من قبل النازحين السوريين أثناء توجههم لتنفيذ مهمة إخماد حريق اندلع بعد ظهر اليوم في دير الأحمر".

تلى منشور المديرية العامة للدفاع المدني اللبناني، منشور آخر لمحافظ بعلبك الهرمل "بشير خضر" على صفحته فيس بوك، شكر فيه عناصر الشرطة والدفاع المدني، متحدثاً عن اعتقال عدد من اللاجئين السوريين على خلفية التعدي على سائق الآلية دون التطرق إلى دهسهم لخيمتين عائدتين للاجئين السوريين.

فيما استنكر اتحاد بلديات منطقة "دير الأحمر" الحادثة، وصرح رئيس اتحاد بلديات منطقة دير الأحمر المحامي "جان يوسف فخري" في بيان مكتوب: "نتيجة الغضب الشعبي العارم وحفاظاً على سلامة النازحين ومنعاً لتكرار مثل هذه الحادثة التي قد تؤدي إلى ما لا تحمد عقباه، يمنع عودة أي من النازحين السوريين غلى المخيم الذي سبق وأخلي اليوم على إثر الحادثة، وتكلف شرطة الاتحاد والبلديات حراسة مداخل المخيم والحرص على عدم دخوله والعودة إليه". وعليه يقفل المخيم بحسب تصريح رئيس اتحاد البلديات ويمنع دخول اللاجئين إليه.

وفي تسجيل صوتي تم تناقله على الواتس آب من قبل الناشطين، قال رئيس الشرطة "سمير ديب": "على قاطني المخيم السوريين فك خيمهم لغاية يوم واحد مع فرض حظر تجوال في المنطقة، وإلا سيتم جرف جميع الخيم وطردهم"، كخطوة لإقفال المخيم بحسب التسجيل.

وكانت قد حذرت منظمات حقوقية، من قرار السلطات اللبنانية بهدم مساكن مؤقتة يقطنها لاجئون سوريون في لبنان، وقالت المديرة الإقليمية لمنظمة “save the children” “أليسون زيلكوفيتش”:

"تلتقي فرقنا مع أطفال لا يزالون يعانون الاضطراب نتيجة فقدانهم منازلهم في سوريا، لا يجدر بهم أن يشاهدوا منازلهم تُدمر مجدداً ليعيشوا الصدمة ذاتها مرة أخرى".

وكان المجلس الأعلى للدفاع في لبنان، قد أصدر في نيسان/أبريل، قراراً بهدم مساكن بناها لاجئون سوريون في المخيمات العشوائية باستثناء تلك المصنوعة من الأخشاب والشوادر البلاستيكية.

من الجدير بالذكر أنه يعاني اللاجئين السوريين في مخيمات لبنان منذ مدة من التضييق، لدفعهم للخروج والرحيل إلى بلادهم، دون التطرق إلى خطورة عودتهم إلى مناطق النظام السوري واعتقالهم او قتلهم هناك.