الوضع المظلم
الجمعة ٠٣ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
العنبر 12وغسل العقول اللبنانيّة
إبراهيم فضلون

تفوّق انفجار “نترات” لبنان على “أسوأ الانفجارات في تاريخ ألمانيا، سبتمبر 1921″، من كل النواحي، سعة الانتشار على أكثر من ثمانية كم، وتدمير ثلثي لبنان، وأعداد القتلى والمصابين بالآلاف، وخسائره مادية، والأهم طريقة الانفجار وما يدور حوله من شكوك، يصح فيه المثل (يقتل القتيل ويمشي بجنازته)، لتقترب من كارثة انفجار سفينتي شحن محملتين بنترات الأمونيوم في ميناء تكساس الأمريكي، أبريل 1947.


لتتكرر المأساة عمداً في أبريل 1995، بتفجير سيارة محملة بهذه المادة الفتاكة أمام مبنى “ألفريد ب. موراه” الفدرالي بمدينة أوكلاهوما، وتفجير سفينة “أوشن ليبرتي” النرويجية بمدينة بريست الفرنسية في يوليو من ذات العام، تلاها في نهاية 2001 انفجار هائل في مصنع “أي زد إف” بمدينة تولوز الفرنسية، وتصادف مع الذكرى الثمانين لانفجار مدينة أوباو الألمانية المروّع، ليتكرر المشهد في انفجار مدينة ريونجشون الكورية الشمالية أواخر 2004، وتدمير أكثر من 8000 منزل في المدينة.


وسواء أكان الحادث متعمداً أم لا، فالواقع يختلف، فطبيعة لبنان وما يحدوها من شبهات حزب الشياطين بزعامة حسن نصر الله، وطريقته الإرهابية في غسل العقول، قد جرت على لبنان وبالدم وحاكت حوله خيوطاً تشعبت، حتى لا يستطيع أحد فك شفراتها، فمن تدخلات إيران الشيعية في المنطقة، وتحويل لبنان لبؤرة النزاع الطائفي، وتصدير الإرهاب بحجة محاربة إسرائيل، وإرسال السلاح من خلالها لدول عدة، منها الصومال وأثيوبيا، التي بدا فيهما كغيرهما تدخلات قطر وتركيا وإيران، وفي ذات الوقت إسرائيل، ثم موزمبيق، التي كانت ستستقبل تلك السفينة الملعونة، حيث رست ببيروت منذ 2014 وتم تفريغ حمولتها القاتلة بعنبر 12، لتهوي بثمانية كيلو مترات، هي ثُلثي بيروت التي تساوت بالأرض، وكأن قنبلة هيروشيما قد سُمع صداها، التي يُصادف الخميس مرور 75 سنة على إلقائها هي زميلتها في مدينتين باليابان، لذلك فلولا “رههوس” وحمولتها المشؤومة، لما اهتزّ بيروت أحد أغرب الانفجارات وأعنفها دويّاً وضرراً بالأرواح والممتلكات، تلك السفينة التي كانوا ينوون بيعها في مزاد بعد وجودها بمعرفة المسؤولين منذ ست سنوات، ليكون مزادهم على ضحايا إرهاب أسود.


فهل استفاق العالم لخطر إيران وميليشياتها بالمنطقة؟، فقد كان صدام حسين -رحمه الله- الرادع لهم، والآن باتت أذرعهم تطال كل مكان بالعالم، فلا يأمن بلد من الآن شرهم، ليستفيق الشعب العراقي بعد سقوطهم بشباك الشياطين، والآن هل استفاقت الدولة اللبنانية، خاصة من كانوا مؤتمنين على المواطنين؟ لذلك، لا ولن يستفيقوا حتى يروا مثل ما حدث بإخوان مصر وطردهم منها، وصاروا يعيثون بالبلدان فساداً، وقد قطعت المملكة دابرهم في اليمن، والأغرب أنّ الحادث أعاد للذاكرة احتفالية حزب الله، في فبراير 2016، وحديث حسن نصر الله، عن القوة الجديدة التي باتت في أيدي ميليشياته، بإمكانه تفجير حاويات «نترات الأمونيوم» الموجودة بميناء حيفا، مما ينذر بكثير من الضحايا في تلك المدينة التي يسكنها ما يقرب من 800 ألف شخص.. لنسمع دلالات شهود العيان يقولون، إنّ ما حدث في لبنان هو تفجير لمخازن أسلحة لحزب الله بواسطة إسرائيل، وآخر يروي وجود طائرتين بالأجواء أطلقتا صواريخ قبل الانفجار.. وفي كل الحالات بصمات حزب الله كثيرة وألاعيب إيران قد تعددت، والكل يعرف، حتي كبار المسؤولين بالعالم، وفي لبنان خاصة، كوزير العدل السابق، أنّ لحزب الله مربعاً داخل الميناء وتحت حراسة مليشيات في الجمارك، وكل مكان، وكأنّها ملكية خاصة.. لنستيقظ أيها العالم قبل فوات الآوان. 


ليفانت-إبراهيم فضلون  

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!