-
الصين وروسيا.. والتحالف المُهدد لتايوان واليابان في شرق آسيا
منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في الرابع والعشرين من فبراير الماضي، توسعت المخاوف في شرق آسيا من انتقال عدوى العدوان الروسي إلى الصين، خاصة أن للأخيرة، عدوات مع محيطها، على رأسها تايوان واليابان، اللتان تتخوفان من هجمات صينية، وهو ما استدعى رسائل تطمين خارجية.
في اليابان..
وبالصدد، قال وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستين، في الخامس عشر من سبتمبر الماضي، إن واشنطن تعتزم حماية اليابان من التهديدات المحتملة، باستخدام الأسلحة التقليدية والقدرات النووية، وقال في بيان بعد اجتماع مع وزير الدفاع الياباني، ياسوكازو هامادا: "نشدد على استعداد أمريكا للدفاع عن اليابان بالترسانة الكاملة من أسلحتنا التقليدية وقدراتنا النووية".
وخلال الاجتماع، ناقش رئيس البنتاغون الإجراءات التي تتخذها الصين ضد تايوان وبالقرب من حدود اليابان، ووصفها بأنها "عدوانية" و"استفزازية"، وناقش كذلك الأعمال العسكرية في أوكرانيا، مضيفاً: "موقفنا تجاه اليابان، وحلفائنا وشركاء آخرين، يظل مسؤولاً وواثقاً وحازماً"، كما أعلن رئيس البنتاغون رغبة الولايات المتحدة في تعزيز التعاون العسكري مع اليابان، واصفاً تحالف البلدين بأنه "حجر الزاوية" في ضمان أمن منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
اقرأ أيضاً: تقرير: أمريكا تُخطط لتمكين تايوان من صدّ الصين
وذلك بالتزامن مع لقاء الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الصيني شي جين بينغ، في مدينة سمرقند القديمة في أوزباكستان، على هامش قمة منظمة شنغهاي، فيما وجهت واشنطن رسالة تحذير إلى بكين، إذ قال منسق الاتصالات الاستراتيجية لمجلس الأمن القومي الأميركي، جون كيربي، إن بلاده تراقب إلى أي مدى سيدعم الرئيس الصيني روسيا، معتبراً أن الوقت الحالي غير مناسب لإقامة أي علاقات تجارية أو "بيزنيس" مع موسكو.
بينما أدان الرئيس الروسي، المساعي الأميركية من أجل إقامة عالم أحادي القطب، كما انتقد السياسة الأميركية تجاه جزيرة تايوان شبه المستقلة، والتي تعتبرها الصين جزءا لا يتجزأ من أراضيها، في حين أكد شي لنظيره الروسي، أن بكين ترغب بالعمل مع موسكو على اعتبار أن البلدين هما من "القوى العظمى"، مضيفاً أن بلاده "تسعى بالتعاون مع موسكو إلى لعب دور توجيهي من أجل بث الاستقرار والطاقة الإيجابية في عالم تهزّه الاضطرابات".
في تايوان..
وبالتوازي، اعتبرت وزارة الخارجية التايوانية أن تعزيز العلاقات الصينية الروسية يضر بـ"السلام الدولي"، كما رأت أن موسكو "تصف الذين يحافظون على السلام وعلى الوضع القائم بأنهم محرّضون، ما يثبت بشكل واف الضرر الذي يلحقه التحالف بين النظامين المتسلطين الصيني والروسي بالسلام الدولي والاستقرار والديمقراطية والحرية"، وذلك بعد أن أكد بوتين، دعمه لسياسة صين واحدة موحدة، وإدانته المقاربة الأميركية لملف جزيرة تايوان الساعية إلى الاستقلال عن بكين.
اقرأ أيضاً: إيلون ماسك يقدم مقترحاً لإنهاء أزمة الصين وتايوان
وهو ما استدعى تصريحاً للرئيس الأمريكي جو بايدن، في التاسع عشر من سبتمبر، أكد فيه إن الولايات المتحدة ستدافع عن تايوان اذا قامت الصين بغزوها، وذلك في مقابلة أجراها على قناة CBS قال فيها إن الولايات المتحدة ستقدم الحماية لتايوان في حال اندلع نزاع عسكري مع الصين، ورداً على سؤال عما إذا كان "الأميركيون سيدافعون عن تايوان في حال حدوث غزو صيني"، أجاب بايدن "نعم، إذا حصل هجوم غير مسبوق".
لتشجب بكين تصريحات بايدن، معدةً أنها تشكل "انتهاكاً خطراً" لتعهدات واشنطن تجاه بكين، وذكرت الناطقة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ للصحافيين إن تصريحات بايدن "توجه رسالة خاطئة وخطرة إلى القوى الانفصالية الناشطة من أجل استقلال تايوان"، بيد أن متحدثاً باسم البيت الأبيض شدد لوكالة "فرانس برس" على أن سياسة الولايات المتحدة تجاه تايوان "لم تتغير".
تحضيرات عدائية للصين..
أما الصين، فلم كانت جالسة أمام التعاون العسكري الأمريكي التايواني، إذ قال الرئيس الصيني، شي جين بينغ، في الواحد والعشرين من سبتمبر، إن جيش التحرير الشعبي الصيني "يجب أن يركز على الاستعداد للمشاركة في أعمال قتالية حقيقة"، بينما أعلنت نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس، في الثامن والعشرين من سبتمبر، أن الولايات المتحدة ستتحرك "دون خوف أو تردد" في آسيا وضمنها مضيق تايوان، متهمةً بكين باتباع "سلوك مقلق" في بحر الصين الشرقي وبحر الصين الجنوبي وبتنفيذ "استفزازات في مضيق تايوان".
اقرأ أيضاً: تايوان: الحرب مع الصين ليست خياراً "مطلقاً"
وأكملت هاريس: "تعتبر الولايات المتحدة أن السلام والاستقرار في مضيق تايوان من الركائز الأساسية للحرية والانفتاح في منطقة المحيطين الهندي والهادئ"، مشددةً على "أننا سنواصل التحليق والملاحة والعمل دون خوف أو تردد حيثما يسمح القانون الدولي بذلك"، كما أكدت مجدداً معارضة واشنطن، لأي محاولة صينية أحادية الجانب للاستيلاء على تايوان، متعهدةً باستمرار دعم الولايات المتحدة للدفاع عن الجزيرة، مضيفةً: "لا تسعى واشنطن إلى صراع مع الصين، ولكننا نتوقع سلوكاً عدوانياً متواصلاً من بكين، التي تحاول تقويض الوضع الراهن من جانب واحد".
استفزاز اليابان..
وفي ذات اليوم، اتهمت اليابان، الصين بإرسال سفن إلى مياهها الإقليمية حول سلسلة جزر متنازع عليها في بحر الصين الشرقي، وقال مسؤولون من قوات خفر السواحل اليابانية، إن ثلاث سفن من خفر السواحل الصينية دخلت المياه الإقليمية للبلاد، قرب جزر سينكاكو في بحر الصين الشرقي، وفق وكالة "كيودو" المحلية.
ليتعهدا وزراء دفاع الولايات المتحدة وأستراليا واليابان في الثاني من أكتوبر الجاري، في هونولولو، بتعزيز تعاونهم العسكري في مواجهة الطموحات الإقليمية للصين الساعية إلى "تغيير للوضع الراهن بالقوة" في المنطقة، إذ قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن خلال استقباله نظيريه الأسترالي والياباني في مقر القيادة العسكرية الأميركية في المنطقة: "نحن قلقون جدا بشأن السلوك العدواني المتزايد والترهيب من جانب الصين في مضيق تايوان وأماكن أخرى في المنطقة".
اقرأ أيضاً: السفير الصيني يشكر إيلون ماسك ويوبخه نظيره التايواني
من جهته قال الوزير الأسترالي ريتشارد مارليس "تعتمد مصالحنا على احترام النظام الدولي، لكننا نرى أن هذا النظام يواجه تحديا في المنطقة (...) من جانب الصين التي تسعى إلى تشكيل العالم من حولها كما لم نشهده من قبل"، بينما ندد بدوره الياباني ياسوكازو هامادا "بالتغييرات الأحادية للوضع الراهن من جانب الصين باستخدام القوة في بحر الصين الجنوبي والشرقي" وكذلك بعمليات الإطلاق الصاروخية الأخيرة من جانب كوريا الشمالية، قائلاً إنه يريد "مناقشة ما يمكننا فعله (... ) لتعزيز قدراتنا في الردع والرد في المنطقة".
تايوان على الموجة الأوكرانية
وكما تسلح واشنطن وحلفائها الجانب الأوكراني، وهو ما أدى إلى إطالة عملية الغزو الروسي لأوكرانيا منذ نحو سبعة أشهر، يبدو أن الأمر سيتكرر في تايوان لو غزتها الصين، إذ ذكر تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" New York Times، في السادس من أكتوبر، بأن أمريكا تخطط لتحويل تايوان إلى مستودع أسلحة، لتمكين تايوان من الصمود في حالة وقوع هجوم أو حصار صيني.
اقرأ أيضاً: تسلا تحقق رقماً قياسياً في الصين بعد ترقية مصنع شنغهاي
وأوردت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين القول إن تايوان بحاجة إلى التحول لـ"مخزن أسلحة كبير"، وقد سرّعت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بيع الأسلحة لتايوان، مثل الدبابات والصواريخ المضادة للسفن، فخلال سبتمبر الفائت، أيدت الولايات المتحدة بيع أسلحة بقيمة 1.1 مليار دولار أميركي لتايوان، والتي تضمنت نظام رادار تحذيري و 60 صاروخاً مضاداً للسفن وصواريخ جوية تكتيكية.
ليفانت-خاص
إعداد وتحرير: أحمد قطمة
قد تحب أيضا
كاريكاتير
من وحي الساحات في سوريا
- December 19, 2024
من وحي الساحات في سوريا
ليفانت-خاص
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!