الوضع المظلم
الجمعة ٢٦ / أبريل / ٢٠٢٤
Logo
التكافل المجتمعي الأهلي ودور مغتربي السويداء فيه
السويداء

 لا يخفى على أحد الدور الذي يلعبه أبناء السويداء المغتربين في أصقاع مختلفة من هذا العالم ، وذلك من خلال مساعدة أسرهم في البلد على الإستمرار في العيش وتحدي غلاء المعيشة الفاحش والانهيار العام بالاقتصاد المحلي، وهذا بديهياً. لكن الأهم انخراط قسم كبير منهم بدعم جمعيات ومنظمات أهلية تعنى بتقديم مختلف أشكال الدعم للمحتاجين في المحافظة.


لقد ساهمت هذه التبرعات وعلى مدى السنوات العشر المنصرمة بالتخفيف من العبء الكبير الذي وقع على الجميع وبشتى نواحي الحياة، كالصحة والتعليم والإغاثة، وأخرها كان في مدينة شهبا، فمنذ أيام أطلقوا حملة (#مد قمح) كحملة  اغاثية من دعم المتبرعين وهي عبارة عن توزيع 20كغ  قمح لكل أسرة ، وقاموا بتوزيع 1320كغ على قرابة 65 أسرة كدفعة أولى، ودفعة ثانية بلغت 3120 كغ وزعت على 150 أسرة، وبنيتهم متابعة هذه الحملة لتشمل أكبر عدد ممكن من الأسر المحتاجة، ولسان حال الناس يقول: مهما حرقتوا من قمحنا، باقون والسما عنا عبتشتي قمح .


في سياق آخر، وبسبب جائحة كورنا التي تضرب البلاد حاليا، وتفاقم الحالة لدرجة الكارثة، مع عدم اتخاذ أي اجراء حكومي لحدها، قامت جمعيات ومنظمات أهلية كثيرة على مستوى المحافظة بتوزيع الكمامات مجاناً على الأهالي في الأسواق وأماكن العمل للتصدي قدر الإمكان لهذا الوباء، كان منها توزيع 2500 كمامة على المارة في الأسواق مع تعقيم كامل قام بها جمعية متطوعون من أجل الإنسانية بالتعاون مع ملتقى الياسمين من مغتربي الكويت.


أيضاً، ويسجل أن هناك أيضاً عدد كبير من الطلاب وبمختلف المراحل التعليمية يتلقون مساعدات شهرية لكي يتمكنوا من متابعة تعليمهم لاسيما وقد أصبحت تكاليف النقل والمعيشة وشراء المحاضرات والملخصات لطلاب الجامعات مكلفة جداً وليس باستطاعة الكثير من الأهالي تأمينها لأولادهم.


على الرغم من أهمية دعم التعليم وتأمين الإغاثة الطارئة لمن يحتاجها، يبقى الجانب الصحي له الأولوية، خاصة مع الارتفاع الهائل بأسعار الدواء وكلفة العلاج من تصوير شعاعي وتحاليل مخبرية وغيره، فالكثير من المرضى وأصحاب الأمراض المزمنة يتلقون الدعم من قبل جمعيات تتكفل بتأمين الدواء وكلفة التحاليل الطبية في المخابر والمساهمة في العمليات الجراحية الضرورية للمرضى تحت عناوين عدة كان منها اليوم وبكرا أحلى .


من الطبيعي أن الأمور لم تسير بالشكل المرجو دائماً فقد ظهر متسلقون تبنوا هذه الأعمال في فترات مختلفة وادعوا أنهم ينذرون وقتهم وجهدهم للصالح العام ليتضح فيما بعد بأنهم بنوا ودعموا ثروتهم الشخصية ولكن وللانصاف كانوا قلة وسرعان ما انكشفوا للمجتمع المحلي، وبان الغث من الزبد .


أن كل هذه الخدمات التي تقدم لمحتاجيها إنما يتم تأمينها من خلال تبرعات ومساهمات أبناء السويداء في دول الاغتراب بشكل أساسي، ومبادرات محلية من أبناء المحافظة تطوعاً ، بالإضافة لبعض الهيئات ذات البعد الديني في دول الجوار تساهم في لئم جراح المكلومين في هذا الوطن الذي أصبح أرض خصبة لفساد سلطة غاشمة تجير كل منفعة لأزلامها ومتنفذيها السياسيين، ولعصابات وميلشيات تعمل لحسابها.


من جديد يثبت أبناء السويداء أن إرث التاريخ لا يذهب عبثا وإن شابته النواقص من هنا وهناك. فتجدهم دائماً عند الحاجة والملمات يد واحدة متضامنة يقدمون ما يستطيعون لدرء الحيف عن اخوتهم ويجسدون مثل ناصع في التكافل المجتمعي الحق.


سلامة خليل

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!