-
البحرين وزيارات إسرائيل المكوكية.. تصدٍ لإيران وتشجيع للسلام
-
تجد إسرائيل علاقتها مع البحرين، هامة للغاية، في إطار جهودها لمواجهة إيران، وتشجيع المزيد من البلدان العربية على الجنح لمسار السلام والتطبيع
في 11 سبتمبر 2020، أمضت البحرين على اتفاقية للسلام مع إسرائيل، لتُصبح وقتها رابع دولة عربية، بعد مصر والأردن والإمارات، وتتحول معها جهود المنامة وتل أبيب، إلى ترسيخ التعاون العسكري والأمني، في ظل التهديدات التي تشهدها المنطقة، والمتغيرات الدولية التي تتوالى دون سابق إنذار، رافعة درجة المخاطر المحدقة بشتى بقاع الأرض، بالأخص المناطق المعروفة بسخونتها وعدم استقرارها كالشرق الأوسط.
تعيين سفير إسرائيل بالبحرين
وبالصدد، شهد العام الجاري، حركة مكوكية من إسرائيل إلى البحرين، بدأت في التاسع من يناير الماضي، عندما استقبل ولي العهد البحريني، الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، السفير الإسرائيلي لدى المملكة، آيتان نائي، بمناسبة تعيينه.
بينما أفاد إيتان نائيه، في الثامن عشر من يناير، بإجراء تحضيرات لترتيب زيارات متبادلة لوزراء إسرائيليين وبحرينيين في كلا البلدين، من ضمنهم وزراء الاقتصاد والسياحة والمواصلات وغيرهم، قائلاً إنه التقى بالعديد من الوزراء البحرينيين وبحث معهم تعزيز التعاون والعلاقات في مجالات الأمن والطاقة والصناعة والزراعة والتكنولوجيات المتقدمة والمواصلات وغيرها.
أقرأ أيضاً: المغرب ومن ثم الإمارات والبحرين.. ستزود بأنظمة القبة الحديدية
كما التقى بولي العهد الأمير سلمان بن حمد ورئيس مجلس الأمن الوطني رئيس الحرس الملكي الشيخ ناصر بن حمد وبوزراء الخارجية والداخلية والمواصلات والسياحة والزراعة والاتصالات لوضع الأسس وبناء جسور السلام والتعاون بين البلدين، وذكر نائيه أن السفارة الإسرائيلية في المنامة تنظم لأول مرة في البحرين وفي منطقة الخليج، في 27 يناير، مراسم خاصة بمناسبة حلول اليوم العالمي لإحياء ذكرى الهولوكوست، وذلك بمشاركة ممثلين عن سفارتي ألمانيا والأمم المتحدة.
وزير الدفاع الإسرائيلي في البحرين
وفي الثاني من فبراير الماضي، وصل وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، إلى البحرين في أول زيارة رسمية له، بغية توقيع اتفاقية تاريخية للتعاون الأمني بين إسرائيل والبحرين، فيما ذكرت القناة 14 الإسرائيلية، إن "الوفد الإسرائيلي توجه إلى البحرين على متن طائرة سبق لها أن نقلت الرئيس المصري الراحل أنور السادات إلى إسرائيل عام 1977، في خضم بدء العملية السياسية بين البلدين".
بينما أفصحت صحيفة "إسرائيل ديفينز"، أن الغاية الأساسية للزيارة التاريخية لوزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، إلى البحرين تتمثل في تخصيص ميناء بالمملكة للبحرية الإسرائيلية لمواجهة إيران.
اقرأ أيضاً: في أبو ظبي محمد بن زايد يلتقي ملك البحرين
ونوه حينها، الموقع المختص في الأخبار العسكرية، إلى أن سبب الزيارة أكبر من مجرد تنسيق التدريبات مع الولايات المتحدة التي يتموضع مركز قيادة أسطولها الخامس في البحرين، قائلاً: "يمكن أن يكمن السبب في إرادة إسرائيل، بوساطة الولايات المتحدة وموافقة البحرين، نشر قوات عسكرية بحرية لها في منطقة الخليج"، مشيراً إلى أن الجيش الإسرائيلي تبنى منذ عهد أول رئيس وزراء لإسرائيل، ديفيد بن غوريون، مفهوم "نقل المعركة مع العدو إلى أراضيه"، مبيناً: "مثلما قدم الإيرانيون إلى سوريا تريد إسرائيل الوصول إلى طهران".
تعزيز التعاون الأمني
وبالفعل، فقد أبرمت إسرائيل والبحرين، في الثالث من فبراير، اتفاقاً حول تعزيز التعاون في المجال الأمني، في إطار الزيارة الأولى من نوعها لوزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، إلى المملكة، إذ ذكر مكتب غانتس أنه أجرى لقاء مع وزير الدفاع البحريني، عبد الله بن حسن النعيمي، في مقر الوزارة بالمنامة، حيث وقعا على اتفاق يتوقع أن "يساعد في تعزيز التعاون الاستخباراتي وإقامة أساس للتدريبات وتمرير تعاون بين قطاعي الصناعيات الدفاعية للبلدين".
اقرأ أيضاً: في اتصال هاتفي مع بوتين.. ملك البحرين يؤكد على ضرورة تجنب التصعيد
وقال غانتس في هذا الصدد: "التعاون الاستراتيجي الذي نرفعه اليوم إلى أعلى نقطة جديدة مع توقيع هذا الاتفاق وعقد اللقاء المهم مع الملك، يمثل استمراراً لاتفاقات إبراهيم والعلاقات المتطورة بين بلدينا وشعبينا"، مضيفاً: "بعد مرور عام واحد فقط من توقيع اتفاقات إبراهيم نحن هنا ونبرم اتفاقاً هاماً في مجال الأمن، سيتيح ضمان تعاون وثيق وتعزيز أمن كلا البلدين والمنطقة برمتها".
صفقات سلاح
وبجانب التعاون الأمني، يأتي التعاون العسكري بين البلدين، والتي من ضمنها صفقات السلاح، إذ كشفت شركة BATS وهي شركة تابعة للصناعات الجوية الإسرائيلية في بلجيكا، في التاسع من فبراير، عن صفقة لبيع رادارات وأنظمة مضادة للطائرات بدون طيار مع البحرين، وذكر بيان صادر عن الشركة، أن "قوات الدفاع البحرينية اختارت BATS لتزويدها بأنظمة رصد ساحلية متكاملة، للدفاع عن سواحل قاعدة عسكرية في البلاد، ويتضمن الحل تركيبات متعددة لرادارات والبصريات الكهربائية المدمجة في مركز القيادة والتحكم".
اقرأ أيضاً: البحرين بين الحاضر والمستقبل.. عهد من التطوير والتجديد
وأوضح أن "تكنولوجيا الرادار المحدق GR12 لشركة BATS ستكون جوهر الحل، حيث سيوفر النظام مجالاً متوسطاً وبعيداً، بالإضافة الى تحديد الهوية والتتبع بالقرب من الشاطئ، وتوصلهم الى صور حالة للوضع تكتيكية شاملة يتم عرضها للمشغلين".
وأفاد البيان بأن "العقد تم توقيعه في النصف الثاني من عام 2021، ومن المتوقع أن يكون التسليم في عام 2022"، مضيفا: "شركة BATS فخورة بدعم تحسين القوات الدفاعية البحرينية، والحفاظ على تفوق تشغيلي، كان هذا العقد الأول للشركة في البحرين، ونتطلع إلى تعاونات قوية وطويلة المدى مع قوات الدفاع البحرينية".
رئيس الوزراء الإسرائيلي في المنامة
ولم يمض وقت طويل على تعيين السفير الإسرائيلي في المنامة، وزيارة وزير الدفاع، حتى تلاهم رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، الذي قام بزيارة إلى المنامة، في الرابع عشر من فبراير، كأول زيارة رسمية لرئيس وزراء إسرائيلي إلى البحرين.
وخلالها، قال بينيت، إن "إيران تدعم التنظيمات الإرهابية من أجل تحقيق هدف واحد وهو تدمير الدول المعتدلة، ونحن لن نسمح بذلك"، وذلك في أول لقاء مع صحيفة خليجية خص بها "الأيام" البحرينية، إذ أكد أن بلاده تسعى إلى "سلام حار للغاية مع البحرين" وأن شعبي البلدين "سيريان ثمار العلاقات الثنائية كل يوم"، معرباً عن تقديره البالغ للملك البحرين على "زعامته الشجاعة التي أفضت إلى إقامة العلاقات بيننا في إطار اتفاقيات إبراهيم".
بينما قال وزير خارجية البحرين عبد اللطيف الزياني، إن ولي العهد الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة قبل دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت لزيارة إسرائيل في المستقبل القريب.
آخرهم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي
أما آخر المسؤولين الإسرائيليين الكبار الذين زاروا البحرين، فقد كان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، الذي وصل في التاسع من مارس الماضي، إلى البحرين، لعقد اجتماعات مع كبار مسؤولي الأمن في البلاد، وفق ما قاله المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي أفيخاي أدرعي، حيث نوه إلى إن كوخافي "تم استقباله رسمياً من قبل رئيس أركان قوة دفاع البحرين، الفريق ذياب بن صقر النعيمي، كما التقى مع سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة مستشار الأمن الوطني الأمين العام لمجلس الدفاع الأعلى في البحرين".
اقرأ أيضاً: البحرين: مساعٍ جادة لتوفير الحقوق لكافة فئات المجتمع
وتشير كل الزيارات الإسرائيلية المتتابعة، إلى البحرين، إلى الأهمية التي تعتبرها تل أبيب للمنامة، ومساعي الأولى في سبيل تمتين صلاتها مع الثانية، لما لذلك من تبعات يبدو أن إسرائيل تجدها هامة للغاية بالنسبة لها، في إطار جهودها لمواجهة إيران، وتشجيع المزيد من البلدان العربية على الجنح لمسار السلام والتطبيع.
ليفانت-خاص
إعداد وتحرير: أحمد قطمة
العلامات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
قطر تغلق مكاتب حماس
- November 11, 2024
قطر تغلق مكاتب حماس
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!