الوضع المظلم
الإثنين ١٣ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
الانتفاضة الشعبية فضحت هشاشة نظام الملالي
فريد ماهوتشي

أکثر المزاعم التي تشدّق بها القادة والمسٶولون في النظام الإيراني، التأکيد على قوة وتماسك النظام وقدرته على درء کافة الأخطار والتهديدات التي تحدق به، وهذا الزعم لم يتم إطلاقه عبثاً ومن دون جدوى بل إن للنظام من ورائه أکثر من هدف وغاية، فهو يريد الإيحاء باستحالة إسقاطه أو النيل منه، ويريد أيضاً من وراء ذلك جعل دول المنطقة والعالم تصرف النظر عن دعم وتأييد نضال الشعب الايراني والمعارضة الايرانية من أجل الحرية، کما إنه يريد أيضاً من وراء هذا الزحم الإيحاء بأنه نظام متکامل البنيان ويستطيع الاعتماد على نفسه والاکتفاء ذاتياً، وهذا الزعم الذي کان في الحقيقة لا أساس له من الصحة، قد صدق وأخذ به البعض لأسباب وظروف مختلفة، غير أن انتفاضة 16 سبتمبر 2022، التي لم يتمکن النظام من إخمادها، قد أثبتت عملياً کذب وخواء هذا الزعم ومن أنه محض هراء ولا شيء غير ذلك!

الانتفاضة الشعبية التي يٶکد استمرارها مدى ومستوى الغضب الشعبي العارم ضد النظام والعزم والإصرار على إسقاطه، جاءت لتثبت للعالم بأن هذا النظام وطوال الـ43 عاماً المنصرمة، لم يعمل إلا من أجل ضمان بقائه واستمراره وکان کل جهده منصباً بذلك الاتجاه ولعل لبوث 80% من الشعب الايراني تحت خط الفقر والأوضاع المعيشية والاقتصادية بالغة السوء، وثيقة ومستمسك من الواقع نفسه باعتراف قادة ومسٶولي النظام، وإن الحلول الترقيعية التي دأب هذا النظام على تقديمها من أجل إسکات صوت الشارع الشعبي لم تعد تنفع بالمرة، خصوصاً بعد أن تمکنت المعارضة الإيرانية، من فضح هذا النظام على حقيقته وإثبات کذبه وخداعه في معظم مزاعمه بخصوص الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، والأهم من ذلك أن کل ما قد أعلنته وکشفت عنه هذه المعارضة من معلومات ومستمسکات بشأن کذب وخداع مزاعم النظام بخصوص أوضاعه، إنما هي معلومات دامغة من المستحيل على النظام دحضها وتفنيدها ولا سيما وأنها مستقاة من داخل النظام نفسه.

النظام وبعد أن کان يتصور بأنه قد عزل المقاومة الإيرانية عن الشعب الإيراني وأنه قد نجح في دفع بلدان العالم للابتعاد عن هذه المعارضة الوطنية المخلصة للشعب الإيراني، فإن الانتفاضة قد جاءت لتثبت عملياً فشل مسعى النظام بالاتجاهين، وأن الذي قام الشعب بعزله ويرفضه بقوة ويرغب بإسقاطه هو النظام نفسه وليس المقاومة الإيرانية ، کما إنه وبنفس السياق فإن من جرى ويجري عزله على الصعيد الدولي، هو النظام ذاته خصوصاً وإن الذي يلفت النظر هنا کثيراً، هو أنه قد جرت استطلاعات للرأي في بعض بلدان العالم بينت أن النظام الإيراني هو أکثر نظام مکروه في العالم!

النظام الذي دأب ومنذ اندلاع هذه الانتفاضة بوجهه على الزعم بأنه قد أخمدها أو جعلها تفشل في تحقيق أهدافها، لکن التضارب والتناقض في التصريحات والتي جعلت من قادة النظام عرضة للتهکم والسخرية، قد عادت لتثبت بأن الانتفاضة مستمرة وإن کل ما بذلوه من جهود من أجل إخمادها قد ذهبت أدراج الرياح وإن الذي يجري حالياً هو حالة من الخوف والذعر مما تخفيه الانتفاضة من مفاجئات للنظام في الأسابيع القليلة القادمة والتي ومن دون أدنى شك لن تکون مبعث راحة وطمأنينة له بأي شکل من الاشکال.

 

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!