الوضع المظلم
السبت ١١ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
الإرهاب والإخوان وجهان لعملة واحدة
ثروت الخرباوي

من خلال تجربتي مع جماعة الإخوان عرفت وفهمت أن الكيان كله يسير وفق منظومة فكرية وفقهية واحدة، لا فرق بين كبير وصغير، ولا يمكن أن يختلف إخوان أسيوط عن إخوان الشرقية، كلهم في الفكر واحد، وبالتالي لا صحة للقول الذي تردد كثيراً من أن هناك إخوان حسن البنا وإخوان سيد قطب، ولا صحة للقول بأن إخوان حسن البنا هم أهل الوسطية والاعتدال ولكن الأشرار إخوان سيد قطب هم من ابتدعوا الفكر التكفيري، كلهم في الحقيقة واحد إلا أن الاختلاف في الوسائل.


ولكن هل كل الجماعة تؤمن بالقوة وضرورة استخدامها ضد المجتمع؟ نعم الكل في جماعة الإخوان وفي غيرها من جماعات الإسلام السياسي يؤمن بالعنف وشرعية استخدامه ولكن هناك خلاف وحيد بين فريقين داخل تلك الكيانات هو أن البعض يرى أن القوة لا ينبغي أن تستخدمها الجماعة الإخوانية إلا إذا تملكوا أدواتها، في حين أن البعض الآخر كان يرى حتمية استخدامها ولو لم تتملك الجماعة أدواتها عملاً بالآية الكريمة "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة" فالأمر الإلهي هنا وفقاً لمفهوم هؤلاء هو أن يعدوا فقط قدر الاستطاعة، ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها.


وبالرغم من ذلك كنا نجد من يحاول نفي العنف عن الإخوان وكأنهم جماعة نورانية ملائكية لا يخرج الشر من قلبها، ومن أجل ذلك كنت ولا زلت أجتهد ما وسعني الجهد لكشف ما يدور في قلب تلك الجماعة والتحذير منها ومن شرها وأدواتها، وأثناء إحدى ندواتي في مدينة الأسكندرية في مكتبة من المكتبات الكبرى تقابلت مع أحد الإخوان السابقين الذين انفصلوا عن الجماعة بهدوء، وأعطاني كتابين قال لي إنه وجدهما مع ابنه الطالب الإخواني، ورجاني أن أقرأ الكتابين بهدوء على أن أجلس بعدها مع ابنه لإقناعه بالشر الذي تديره الجماعة فكرياً وتحاول أن تؤثر به في الشباب الغض الذي لا يعرف شيئاً ولا يتحرك إلا بمنطق العاطفة الدينية، كان هذان الكتابان هما "كشف الشبهات عما وقع فيه الناس من اختلافات" تأليف أبي مسلم بن محمد الأزهري، و :"دليل السائر ومرشد الحائر" تأليف أبو الأمير المصري الشافعي. وحين انكببت على هذين الكتابين وجدتهما وفقاً لعلم "الأساليب" لكاتب واحد، عرفت فيما بعد أنه الشيخ مجدي لاشين أستاذ الفقه في الأزهر، وهو أحد القيادات الفقهية والحركية في الإخوان وكان من رجال محمد كمال الذي قُتل أثناء مداهمة الشرطة لمنزله على أثر تبادل إطلاق نيران.


أما عن بحثهم الفقهي فقد قام على أن هذا المجتمع الذي نعيشه ليس مجتمعاً مسلماً خالصاً، وهو أقرب إلى المجتمعات التي ارتدت عن الإسلام، وأن علامات ودلائل هذه الردة هي أنه خرج عن الحاكم المسلم الوحيد الذي حكم البلاد حكما شرعياً! رغم أن في عنق الذين خرجوا عن هذا الحاكم بيعة! وذهبوا إلى أن من خرجوا يلزم قتالهم، فإن تابوا وعادوا كف الإخوان أيديهم عنهم، وإن أصروا على الخروج وجب قتلهم، وذهب جانب آخر من البحث إلى أن الجيش والشرطة والقضاء من أكبرهم لأصغرهم هم جنود فرعون، وما خرجوا على الإخوان إلا لأنهم يحاربون الإسلام ويكرهونه! وهذا المحارب يجب قتله فوراً متى استطاعوا إلى ذلك سبيلا.


وتضمن البحث من ناحية أخرى محاورة مع الذين يقولون إن استخدام القوة يجب أن يكون عندما تمتلك الجماعة أدواتها، دار فيه الحوار الآتي:


س:ما هو اعتقادكم في فريضة الجهاد؟ هل تؤمنون بها وبأن الجهاد ماض إلى يوم الدين؟ حسن ظننا بكم يجعلنا نقول إنكم من المؤمنين بفرضيته لذا نوجه لكم السؤال التالي.


س: مواجهتنا مع الانقلابيين في مصر هل هي من باب الجهاد في سبيل الله؟ أم مجرد معارضة؟


معرفتنا بكم تجعلنا نؤكد أنكم ترون أننا في جهاد وليس معارضة.


لذا نتوجه إليكم بالسؤال الثالث: س: هل هذا الجهاد هو جهاد الطلب والغزو الذي هو فرض كفاية يقوم به الإمام ومن يكلفهم به؟ أم هو جهاد الدفع الذي يدفع فيه المسلم القتل والضر عن نفسه سواء كان المعتدي كافراً أم عميلاً أم باغياً؟.


إصداراتكم الشرعية تقول أنه دفاعه الجهد الذي يوجب الخروج للابن دون إذن أبيه والزوجة دون إذن زوجها.


لذلك نسألكم السؤال الرابع: هل أعددتم العدة لمواجهة العدو؟ الإجابة قطعاً : لا ، مما يستوجب السؤال الخامس: متى تعدون العدة؟.


فإن كانت الإجابة : لا نفكر في هذا الأمر حالياً لأن الظروف وتوازن القوة لا تسمح بإعداد العدة التي نتغلب بها عليهم دون ضرر علينا.


فإنكم بذلك أخطأتم خطأين: الخطأ الأول: أنكم ضد العقل التي توجب على أي إنسان أن يعد العدة لمواجهة عدوه الذي يسعى لاستئصاله، والخطأ الثاني : أنكم خالفتم قوله تعالى:" وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة "حيث أمرنا الله بإعداد العدة والأمر هنا للواجب فقط وتاركه آثم، كما أن الله لم يطلب منا أن نكافئهم في القوة، وإنما اكتفى منا بالمستطاع حيث قال "مااستطعتم" ولم يقل "وما تكافئتم" أما النتائج فعلى الله).


انتهى الاقتباس من البحث الذي تم تعميمه على كل الإخوان، والذي أصبح الآن بمثابة دستور لهم يؤمنون به ويلتزمون بتنفيذه.


كاتب ومفكر مصري


الإرهاب والإخوان وجهان لعملة واحدة الإرهاب والإخوان وجهان لعملة واحدة

العلامات

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!