-
الأمريكي يعاود تدريب فصائل بجنوب سوريا وعمليات يومية تنذر بالمحظور
درعا : محمد العويد
تتصاعد المخاوف السياسية والعسكرية والاجتماعية من عودة جبهات القتال في جنوب سورية، إذ بدت التسوية المعلنة هناك رهينة الاختراقات المتكررة على كافة الصعد والجبهات ليس آخرها مقتل عدد من الضباط يتبعون للفرقة الرابعة التابعة لإيران،وفي وقت آخر جرى استهداف دورية للشرطة العسكرية الروسية في منطقة النفوذ الروسي – خط درعا بصرى- وبينهما عمليات متفرقة شمال المحافظة ووسطها، فيما بدا أن عودة مؤكدة للحضور الأمريكي للساحة التي أوقف دعمها قبل سنة من خلال دعم "جيش مغاوير الثورة" على الحدود السورية- العراقية- الأردنية .
تسارع المؤشرات يدلل على ثمة تحولات، وإن أغلق اللاعبون حدود الجغرافيا والمعرفة بوجه الراغبين إضافة لسخونة الحالة الاقتصادية وترديها وتعدد مصالح اللاعبين من محليين وإقليميين وصولا للدوليين، وهو ما دفع بعض أبناء الجنوب لقراءات متباينة تجاه ما يحدث متسارعاً، وينذر الصحفي "سامر المسالمة" أحد أبناء المدينة في قراءته للمشهد المتداخل: "الإشكالية الواحدة ولّدت إشكاليات متداخلة، ككرة الصوف، لكن عموماً نظام الأسد لن يستطيع على المدى القريب تنفيذ ما يهدد به من إعادة حوران فعلياً لقبضته، فالمؤشرات الدالة لا تعطي النتيجة المرجوة من النظام، وهذه الرسالة اعتقد أنه فهمها وسيعمل عليها، إذ لا طاقة لنظام متهالك قول أو فرض ما يريد أمام قوى بحجم روسية وإيران وإسرائيل والأردن وحلفاءه، أما على المدى المتوسط والبعيد فأخشى أن تكون "حوران" مقبلة على بحر من الدماذا ما تأخر إنقاذها، وتنفيذ المطالب بدءً من المعتقلين والتسويات وبنودها واستحقاقاتها المحلية والدولية، وصولاً لتبريد الجبهات الشمالية والشرقية، باعتبار أصل ومطالب الثورة واحد".
ويلفت "المسالمة": إلى أنه بمتابعته الحثيثة لواقع الحال جنوباً: "هناك تململ وسخط، والناس في حالة استيعاب لصدمة السقوط أو كما أرادوا تسميتها " بالتسوية"، لكن عودة التوتر على مصراعيه، تحضر كل يوم عشية أي مواقف بين القوى المتصارعة وبينها يكتوي الناس بنيرانها ويزفون أولادهم عائدين من جبهات القتال".
أكثر المواقع استهدافاً كانت حاضرة بدرعا، عناصر وحواجز قوات المخابرات الجوية كما جرى نهاية الشهر المنصرم في منطقتي نوى والصنمين وتل الجابية شمالاً، حالة اعتبرها مراقبون في سياق ردات الفعل الشعبي وبقايا الأسحلة الخفيفة المتبقية بيد عناصر فصائل المعارضة وبعد ذهابها للتسوية واستمرار حواجز النظام السوري بالتضييق على المدنيين واعتقال الشبان، لكن استهداف الدورية الروسية وفي اليوم التالي واستهداف عناصر الفرقة الرابعة بعملية " نوعية" اعتبرها كثر في سياق الرسائل المتبادلة بين الروسي والإيراني.
ويقول الصحفي "مشعل العدوي": "المنطقة الجنوبية في سورية قادمة على " كسر عظم"، فجأة سيجد الإيراني نفسه محاصراً بقوى لا طاقة له على مواجهتا، والرسائل الخفيفة العيار أمس قد تتحول بأي لحظة لتحولات دراماتيكية، المملكة الأردنية لن تقبل بحضور إيراني على حدودها الشمالية، وهذا بموجب اتفاقيات التسوية التي أنجزت العام الماضي برعاية روسية الإسرائيلية يضرب بشكل متواصل القوات الإيرانية من محيط دمشق جنوباً – الكسوة- وصولاً لأقرب نقطة حدودية مع الأردن، وروسيا أيضا رافضة بدليل تامي العمليات، والأمريكي رافض وما عودة برامج التدريب لجيش مغاوير الثورة إلا في سياق رسالة قوية لحضوره بعد ان أخلى الساحة يعود إليها مجددا".
وتوقع معهد دراسات أمريكي بعودة الصراع المسلح من جديد إلى الجنوب السوري، مؤكداً أن الهجمات على حواجز النظام وعمليات الاغتيال، تعد جميعها مؤشرات تنذر بقرب وقوع هذا الصراع.
وأشار معهد "الشرق الأوسط للأبحاث" أن ثمة مؤشرات متزايدة تدلل على أن المنطقة مرشّحة لعودة الصراع، كما كان قبل سيطرة قوات الأسد في صيف العام الماضي على الجنوب بدعم من روسيا وإيران.
فصائل "التسوية" المتزايد حضورها بفعل الرعاية الروسية -الفيلق الخامس- تركت هي الأخرى ذات المؤشرات، فخلال الأسابيع الماضية دخل قائد إحدى الفصائل معبر نصيب الحدودي المسيّطر عليه من قوات النظام السوري، ونقلت صفحات التواصل الاجتماعي ما اعتبر اهانة لقوات الاسد المسيّطرة بفعل تمزيق صور الاسد ورفع السلاح بوجه العناصر، لتضاف زيارة قائد قوات شباب السنة "أحمد العودة" إلى العاصمة الأردنية عمان وعودته إلى مدينة بصرى شرقاً، واحدة من مفارقات القوى وتناميها في المنطقة الجنوبية واستعداداً للحظة التحولات القادمة، فيما لا يترك الجانب الإيراني فرصة إحداث نقلات نوعية بين صفوفه وقواته، وصلاً لإدماجهم بقوات الاسد شكلاً ومضموناً. وهو ما سيبقي التحولات مفتوحة على مصراعيها.
الأمريكي يعاود تدريب فصائل بجنوب سوريا وعمليات يومية تنذر بالمحظور
الأمريكي يعاود تدريب فصائل بجنوب سوريا وعمليات يومية تنذر بالمحظور
العلامات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
من وحي الساحات في سوريا
- December 19, 2024
من وحي الساحات في سوريا
ليفانت-خاص
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!