الوضع المظلم
الأربعاء ٠١ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
  • اجتياز الحدود لا يعني الخلاص.. اليونان تعذّب السوريين وتعيدهم لتركيا

اجتياز الحدود لا يعني الخلاص.. اليونان تعذّب السوريين وتعيدهم لتركيا
تركيا واليونان

انطلقت مساء الثاني عشر من ديسمبر الجاري، مجموعة من اللاجئين السوريين المقيمين في تركيا، قارب عدهم الخمسة والثلاثين شخصاً، بينهم فتيات وأطفال إلى يونان عبر نهر ايفروس الحدودي بين البلدين، بغية الهجرة إلى إحدى الدول الأوروبية، مطالبين بحق اللجوء، إلا أن السلطات اليونانية منعتهم من الدخول الى أراضيها.

وفي حديث خاص لليفانت نيوز، مع إحدى اللاجئات اللاتي كن ضمن المجموعة المحاولة للعبور، وفضلت عدم عرض اسمها، قائلة اللاجئة السورية: "نحن مجموعة من اللاجئين السوريين في مدينة استنبول التركية، وبيننا لاجئين افغانيين ايضاً، نحاول منذ فترة الوصول الى أحد الدول الاوربية، واتفقنا مع أحد المهربين لإيصالنا إلى إحدى المدن اليونانية".

اقرأ أيضاً: الجحيمُ "ورديٌّ" في حضنِ الوطن السوري

وأردفت: "في مساء يوم الإثنين المصادف 12 ديسمبر، انطلقنا الى نهر ايفروس الحدودي بين تركيا واليونان، وعبرنا النهر عبر بلم صغير (سفينة مطاطية)، ووصلنا الى إحدى القرى اليونانية القريبة من الحدود اليونانية التركية، إلا أنه قد تم اعتقالنا من قبل السلطات اليونانية".  

وتتابع: "حيث تم اعتقالنا على مدار ساعات، وتمت سرقة جميع الهواتف الذكية الذي نمتلكها من قبل السلطات اليونانية، ومن بعدها تم تسليمنا إلى مجموعة مجهولة، لكي يتم ترحيلنا قسرياً الى تركيا"، منوهةً: "في طريق استخدمت تلك المجموعة المجهولة الاتهامات، وانتهكت حقوقنا كوننا طالبي لجوء، وتم إعادتنا قسرياً إلى تركيا، ومارست العنف والتعذيب ضدنا، وتم سرقة جميع المبالغ التي نمتلكها"، مؤكدةً: "هذه أمور باتت شبه اعتيادية".

ويعتبر نهر ايفروس بالنسبة للسلطات اليونانية حدوداً طبيعية مع تركيا، وهي منطقة عسكرية بالكامل، ولا يسمح لأحد بالاقتراب من النهر، وبالتالي تخلو المنطقة من أي تواجد للصحافة أو المنظمات الإنسانية والحقوقية، لأسباب متعلقة بالأمن.

وبالفعل، فقد كان نشر موقع مهاجر نيوز المتخصص بشؤون اللاجئين حول العالم، في الخامس من أكتوبر الماضي، أن عمليات الصدّ لا تقتصر على منطقة النهر، فالعنف أصبح شيء اعتيادي على مشارف الاتحاد الأوروبي، بحسب ناشطة في منظمة مراقبة العنف عبر الحدود (BVMN)، ومنذ ربيع العام الماضي، أصبحت عمليات الصد تحدث بشكل منهجي و99% من الشهادات التي جمعتها المنظمة، تحدث فيها الأشخاص عن تعرضهم للضرب والتعذيب في بعض الحالات، بجانب تعرض البعض للصدمات الكهربائية.

ومنذ بداية العام 2021، استطاعت المنظمة توثيق عمليات صد في نهر إيفروس، أعادت خلالها السلطات اليونانية قسرياً حوالي 4 آلاف شخص إلى تركيا، بحسب الناشطة، التي تضيف "الرقم أعلى بذلك من كثير لكن هناك الكثير من الأشخاص الذين يخافون من تقديم شهادتهم والتحدث عما حصل معهم"، وبعد عبور النهر، يمشي عادة هؤلاء الأشخاص لحوالي 25 يوماً قبل وصولهم إلى سالونيك، لكن حتى بعد وصولهم إلى هذه المدينة التي تبعد عن الحدود أكثر من 300 كلم، لا يزال خطر الإعادة القسرية إلى تركيا قائماً، بحسب المنظمات الحقوقية.

وأكدت وقتها الناشطة أن عمليات الصد لا تقتصر على ضفاف النهر، وإنما من الممكن أن توقف السلطات في مختلف المدن أي شخص دون وثائق رسمية وترسله إلى منطقة إيفروس من أجل دفعه إلى تركيا عبر النهر، قائلةً: "كنا شاهدين على حالات لأشخاص أوقفتهم الشرطة أثناء تقديمنا لهم بعض الطعام في مدينة سالونيك، ومن ثم اقتادتهم إلى الحدود ودفعتهم إلى تركيا".

وفي شهادة حصرية لمهاجر نيوز، تحدث شرطي يوناني سابق لأول مرة لوسائل الإعلام قائلاً إنه تلقى أوامر من السلطات اليونانية بدفع المهاجرين إلى تركيا، قائلاً: "على مدى العقدين الماضيين، نقلت بقاربي أكثر من 2,000 مهاجر إلى الضفة التركية، لم يكن أمام المهاجرين أي خيار سوى الصعود إلى قاربي والعودة من حيث أتوا".

ليفانت-خاص

إعداد: محمود حمي

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!