الوضع المظلم
الجمعة ٠٨ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
إسرائيل أم حزب الله.. من يقرع طبول الحرب؟
حزب الله

مرهف دويدري - ليفانت - خاص





لا تزال حالة الاستنفار الدفاعية العالية قائمة في مناطق مختلفة في إسرائيل تحسباً لقيام إيران أو أي من وكلائها في المنطقة بتوجيه ضربة انتقامية من سوريا أو العراق أو اليمن أو لبنان في الذكرى السنوية لمقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني والعالم النووي محسن فخري زادة، لكن سوء الحسابات في معايير القوة وقواعد الاشتباك في المنطقة، قد يؤدي إلى مواجهة عسكرية خلال هذه الفترة التي توصف بالحساسة للغاية في ظل تحريك غواصات أميركية وإسرائيلية في مياه الخليج وحاملات طائرات ومدمرات.



بالمقابل، حزب الله يعلن بشكل واضح ربط لبنان بالمحور الإيراني، وكل ما كان يقال في السابق عن استقلالية قراره وأهدافه مجرد تمويه وتغرير بالرأي العام اللبناني، حيث يسيطر حزب الله على لبنان ويضعه في قلب محور إيران، وكلام القيادي في الحرس الثوري الإيراني الذي يرى لبنان جبهة إيرانية المتقدمة تجاه إسرائيل، وساحة نفوذ لها ضمن مشروعها الإقليمي، وباتت صور قاسم سليماني القائد السابق لفيلق القدس الإيراني الذي قتل بغارة أمريكية قرب مطار بغداد، تحتل طريق مطار بيروت، لتؤكد إيران بشكل رمزي إن لبنان تحت وصايتها وهذا ما لن ترضى عنه باقي الفئات والمكونات اللبنانية التي باتت واعية إلى أن هيمنة إيران كانت سبباً رئيسياً من أسباب الإنهيار المالي، ودخل لبنان في السجن الإيراني.



إسرائيل تحذّر.. وحزب الله يتوعد



تشهده إسرائيل تحسباً لأي تحرك مريب على حدودها مع لبنان، وعمل القوات الإسرائيلية على رفع جاهزيتها القتالية ووضعها في حالة متأهبة بشكل دائم، وتقف بالمرصاد تجاه أي تحرك لحزب الله على الحدود اللبنانية، بحسب مصدر عسكري إسرائيلي، ونقلت وسائل إعلام تأكيده:” إن أي عملية من حزب الله ستقابل بضرب بنك أهداف كامل في لبنان”، وكانت قد مررت إيران مناسبة ذكرى مقتل سليماني، لكنها لم تتخل عن محاولة الرد، عبر اطلاق صواريخ أو طائرات بدون طيار مفخخة من العراق، فيما استبعد المصدر العسكري الإسرائيلي تصعيداً عسكرياً، معتبراً أن طهران باتت أضعف بعد مقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني، أن هناك ضعف نسبي تكتيكي في إيران بعد سليماني، لا سيما وأن قآاني لم ينجح في إدارة تركته المركبة بعد، لكن القدرات والتكنولوجيا موجودة ويمكن استخدامها.


اقرأ المزيد   مسؤول إسرائيلي: الأسد يدرك خطورة التموضع الإيراني ولا يجرؤ على مصارحة مسؤولي طهران


بالمقابل أحيا حزب الله اللبناني الذكرى الأولى لمقتل قاسم سليماني عبر مراسم على الحدود الجنوبية للبنان مع إسرائيل، في حدث رمزي على تلة خارج كفر كلا القريبة من مستوطنة المطلة الإسرائيلية، حيث أدت مجموعة من مقاتلي حزب الله القسم أمام رموز حزب الله، كما رفعت أعلام حزب الله مع صور لسليماني وأبو مهدي المهندس، وتعتبر مليشيات حزب الله تابعة لإيران وتقاتل إلى جانب نظام الأسد في سوريا، وهو محور يتبادل العداء مع الولايات المتحدة وإسرائيل.


وفي كلمة متلفزة بثتها قنوات لبنانية، قال الأمين العام لمليشيات حزب الله "حسن نصر الله" إن "محور المقاومة استطاع أن يستوعب هذه الضربة الكبيرة، وأمريكا افترضت أنها باغتيال الحاج قاسم ستضعف إيران ومحور المقاومة، لكننا نعرف كيف نحول التهديد إلى فرصة"، مؤكداًأن "البعض يفترض أن إيران ستعتمد على أصدقائها بالرد، لكن إيران إذا أرادت أن ترد فهي سترد عسكرياً وأمنياً" وشدد نصرالله على أن "إيران ليست ضعيفة، بل قوية، وهي تقرر كيف ترد ومتى ترد، وأصدقاء إيران هم من يقررون إذا أرادوا الرد على جريمة الاغتيال"، فيما ذكر موقع "واللا" الإسرائيلي، أن "الجيش طلب من المدنيين مغادرة المناطق القريبة من المطلة، وشمل الأمر المستوطنين القادمين من خارج المنطقة".



الغارات الإسرائيلية على مواقع إيرانية في سوريا.. هل تغيير المعادلة؟



قال الجيش الإسرائيلي، الذي نادرا ما يعلق على الضربات الجوية التي تنفذها قواته، في تقرير، الخميس، إنه قصف نحو 50 هدفا في سوريا عام 2020، ولم يقدم التقرير السنوي للجيش الإسرائيلي تفاصيل عن الأهداف التي قصفت، لكن يُعتقد أن إسرائيل شنت مئات الضربات في سوريا منذ العام 2011، حيث استهدفت الضربات، كل من قوات النظام السوري والمليشيات الإيرانية المتحالفة ومقاتلين من حزب الله اللبناني الذي يقاتل إلى جانب النظام السوري، وكنت قد تعهدت إسرائيل باستمرار منع إيران من ترسيخ وجودها العسكري في سوريا، حيث دعمت طهران نظام الأسد طوال الحرب المستمرة منذ ما يقرب من عقد.


حزب الله


من جهته أكد وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، خلال جولة تفقدية في قيادة المنطقة الشمالية (الحدود مع لبنان وسوريا) مع كبار ضباط هيئة الأركان، أن بلاده في حالة من اليقظة والاستعداد، وأن هناك استنفاراً على النقاط الحدودية كافة، مؤكداً "لقد تصرفنا وسنواصل العمل ضد أي شخص يحاول تحدينا من قريب أو بعيد. نحن لا نجلس وننتظر، نتخذ خطوات أمنية وسياسية واقتصادية".


اقرأ المزيد   إسرائيل تحذّر حزب الله: قواتنا متأهبة وتقف بالمرصاد


وكانت صحيفة هآرتس قد نقلت عن مصادر أمنية إسرائيلية أنه لا نية لدى إسرائيل بتوجيه ضربة لإيران في الفترة المتبقية من إدارة الرئيس ترامب. وأكدت تلك المصادر أن الدوائر الأمنية الإسرائيلية على اتصال مباشر مع البنتاغون والقيادة المركزية الأميركية خلال هذه الفترة تحديداً وأنه لا يستشف منها أن ثمة نية أمريكية لتوجيه ضربة ضد إيران، لكن إسرائيل كثّفت في الآونة الأخيرة وتيرة استهدافها لمواقع عسكرية وأخرى للقوات الإيرانية والمجموعات الموالية لها في مناطق عدة في سوريا، تزامناً مع تأكيد عزمها "ضرب التموضع الإيراني في سوريا" ومنع نقل أسلحة إلى حزب الله.


ومن الواضع أنه منذ عام 2013، تمكنت إسرائيل من فرض قواعد اشتباك جديدة تسمح لها بأن تتحرك بصورة مكثفة في سوريا، وتستهدف عناصر موالية لإيران من جنسيات مختلفة من دون تلقِّي ردود داخل أراضيها أو أجوائها، وهو حال لم يكن ليعجب حزب الله الذي طالما حاول إعادة قواعد اللعبة إلى سابق عهدها من دون جدوى، وعلى الرغم من محدودية المواجهات الأخيرة على الحدود وتضارب الروايات حولها فإن حالة الاحتشاد العسكري وتعزيز القوات على الجانبين تواصلت على مدى الأيام التالية له، الأمر الذي يدفع إلى التساؤل حول مصير التوتر الحالي، وما إذا كان قد انتهى، وهل سنشهد تصعيداً جديداً؟


 

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!