الوضع المظلم
السبت ٠٩ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
أيام الرعب للنظام الإيراني
مهدي عقبايي

يوم الجمعة 10 مارس، في اليوم الـ 176 للانتفاضة الوطنية، نزل مرة أخرى آلاف المصلين من أهالي زاهدان إلى الشوارع بعد صلاة الجمعة رغم الإجراءات القمعية، وتظاهروا وهم يهتفون “نحن نتحداكم رغم أننا لا نمتلك سلاحاً”، “لا لنظام الشاه ولا لخامنئي، الديمقراطية والمساواة والحرية”، “أخي الشهيد سآخذ بثأرك”، “سأقتل من قتل أخي” و"الموت للحرس". وحمل المتظاهرون لافتات كبيرة تقول “الموت للظالم سواء كان الشاه أو خامنئي”.

ومن الجدير بالذكر بعد أن کان النظام الإيراني يسعى کل جهده لإحياء المناسبات الوطنية والدينية المختلفة وإقامة الاحتفالات واستغلالها من أجل تحقيق أهدافه والإيحاء للعالم بشعبيته، بل وحتى إن النظام قد قام بافتعال المناسبات من أجل استعراض قوته والتأکيد على شعبيته، لکن هذه الحالة کما يبدو لم تستمر طويلاً وصارت مع مرور الزمن يبدو التضاٶل عليها واضحاً، بل وحتى إن مظاهر البهرجة باتت هي الأخرى تختفي رويداً رويداً ووصل الأمر إلى الحد الذي صار فيه النظام بعد أن کان يتحرق لإحياء وإقامة المناسبات يتخوف منها ويأخذ الحذر منها لأنها صارت بالنسبة له أيام الرعب.

الظلم الذي مارسه النظام الإيراني بحق الشعب من مختلف النواحي حتى أوصل الشعب إلى أسوء ما يکون، صارت المناسبات بمثابة الأجواء المناسبة له لکي يعبر عن سخطه وغضبه على النظام وأن يعلن عن رفضه وکراهيته له خصوصاً وأنه "أي الشعب الايراني"، ومنذ قيام هذا النظام لم يذق طعم الراحة والاطمئنان وصار يعاني من مختلف أنواع المشاکل والأوضاع السلبية من جراء إهمال النظام له وترکيزه على کل ما يمکن أن يخدم مصالحه الخاصة ويضمن بقاءه واستمراره.

النظام الذي کان يعمل کل ما بوسعه من أجل دفع الناس للحضور إلى مناسبات من أجل استغلالها لصالحه، بات يشعر بالخوف والرعب من أيام المناسبات ويضع قواته الأمنية في حالة تأهب خوفاً من حدوث تحرکات احتجاجية أو اندلاع انتفاضات، ومن دون شك فإن الوعود والعهود المعسولة التي أطلقها مٶسس النظام خلال الأعوام الأولى وکررها من بعده قادة النظام، ليس لم يتحقق منها شيء بل وحتى إن الأوضاع باتت تصبح أسوأ من السابق من دون أن تشهد أي تحسن.

أکثر مشکلة عانى منها النظام وجعلته يتخوّف من آثارها وتبعاتها هي أن المقاومة الِإيرانية کانت قد أعلنت في بدايات تأسيس هذا النظام عن أن هذه الوعود والعهود کاذبة وواهية وليست تحمل أية درجة من المصداقية وحذرت من أن هذا النظام هو امتداد دكتاتورية الشاه ولکن بغطاء ديني مشبوه، وبعد أن تحققت هذه النبوءة وصار الشعب يدرك رويداً رويداً حقيقة أن هذا النظام لا يهمه أي شيء سوى مصالحه، فإنه صار يخرج إلى الشوارع والميادين في تحرکات احتجاجية تتطور في أحيان الى انتفاضات عارمة ضد النظام، ومن هنا فإن الذي نشهده هذه الأيام هو حالة الرعب التي تسود أوساط النظام وحالة التأهب غير العادية للأجهزة الأمنية من مناسبة "الأربعاء الأحمر"، حيث آخر يوم أربعاء في السنة الإيرانية الحالية والتي صارت على الأبواب، خصوصاً وأن هذه المناسبة تتزامن مع جريمة تسمم بنات المدارس التي يسعى النظام حالياً للتهرب من مسٶوليتها والسعي من أجل إلصاق تهمة ارتکابها بجهات أخرى وهو أمر لا يبدو أبداً أن النظام قد تمکن من إقناع الشعب به ولذلك فإنه يتخوف من أن تصبح هذه المناسبة وبالاً عليه وتقلب الطاولة رأساً على عقب.

ليفانت - مهدي عقبايي

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!