الوضع المظلم
الأحد ٢٢ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
أهالي البوكمال: أغلقوا معبر الكورونا!
أهالي البوكمال: أغلقوا معبر الكورونا!

إعداد وتحرير: نور مارتيني


 



تعاني المناطق الشمالية الشرقية في سوريا من تضييق كبير مردّه إلى القبضة الأمنية المحكمة، حيث تفرض الميليشيات الإيرانية هيمنتها على المنطقة بشكل عام، وفي ظلّ أزمة انتشار وباء الكورونا في الوقت الراهن، بات الوضع المعيشي أكثر تعقيداً سيما في ظلّ حالة الهلع التي تعيشها تلك الميليشيات نتيجة خروج الوباء عن السيطرة في إيران، وبالتالي في صفوف ميليشياته المنتشرة في المنطقة، من ناحية، والضربات الموجعة التي تلقّتها الميليشيات مؤخراً نتيجة استهدافها من قبل طيران التحالف عدّة مرات، ضمن الحملة المكثفة، التي يشنّها الأخير ضدّ الفصائل والميليشيات الإيرانية، بحيث تعرّضت مواقع الميليشيات في البوكمال تحديداً للقصف عدّة مرات مؤخراً. البوكمال



غير أنّ الأمور، على ما يبدو، خرجت عن السيطرة حيث بدأت الوسائل الإعلامية المحلية تنشر تسريبات حول وقوع عدد لا يستهان به من الإصابات بداء الكورونا، في منطقة دير الزور تحديداً، وأنّ الميليشيات المسيطرة تفرض حالة من التمييز بين أفراد ميليشياتها المصابين وأبناء المنطقة. 


مناشدات بإغلاق المعابر وعلى رأسها معبر الكورونا (البوكمال)


في هذا السياق، نشرت وسائل إعلامية إفادة نقلتها عن مدير شبكة دير الزور 24، تحدّث فيها عن وجود عدد كبير من الإصابات بالفيروس في دير الزور، وأكّد أبو ليلى أنّ "سبب تكتم النظام السوري والمليشيات الإيرانية على إصابات كورونا في دير الزور هو أن النظام لا يريد الإفصاح عما يجري في دير الزور أمام المجتمع الدولي خوفاً من تدخله في سوريا".


وأكّد الإعلامي في السياق ذاته أنَ "إغلاق المعابر البرية والنهرية باتجاه دير الزور سيكون أفضل وسيلة حالياً لمنع تفشي فيروس كورونا المستجد في المحافظة، إضافة إلى اتباع الإجراءات الاحتياطية داخل المحافظة سواء من قبل النظام السوري أو بمساعدة التحالف الدولي أو المجتمع الدولي". البوكمال


تزامنت هذه التصريحات مع تسريب معلومات حول وجود ستة إصابات مؤكّدة بفيروس كوفيد- 19 المعروف عالمياً باسم الكورونا، لدرجة دفعت أهالي المنطقة بتسمية المعبر، بمعبر الكورونا.


اقرأ المزيد: كورونا ينتقل إلى القوّات الجوّية الإيرانيّة




  • تخصيص سيارات لإسعاف أفراد الميليشيات وإهمال المدنيين


في السياق ذاته، نشرت شبكة دير الزور 24 خبراً مفاده أنّ “الحرس الثوري الإيراني المشرف على المليشيات الايرانية في مدينة البوكمال يخصص سيارات إسعاف خاصة بنقل المصابين بمرض الكورونا من الإيرانيين والأفغان ونقلهم إلى مشافي العراق”.


وأوضحت الشبكة أنّ ميليشيا الحرس الثوري الإيرانية لم تهتم بالعناصر المحليين المنتسبين لها من أبناء المنطقة، مشيرةً إلى أن أربع حالات من أبناء المنطقة التابعين للمليشيات ظهرت مؤخراً، وتركوا بلا رعاية أو علاج وهذا ما يساعد في إنتشار المرض”.



  • الإدارة الذاتية أغلقت المعابر كإجراء احترازي


وكإجراء وقائي قامت الإدارة الذاتية بحظر دخول الأشخاص من المعابر التابعة للإدارة الذاتية، باستثناء من هم من سكان شمال وشرق سوريا، كما قامت بتخصيص يوم الثلاثاء من كلّ أسبوع لإدخالهم، بالإضافة إلى ذلك عملت على فرض حظر للتجوال وإلزام المواطنين بالبقاء في منازلهم، منعاً لانتشار فيروس الكورونا، بحسب التصريحات الصادرة عن وزارة الداخلية في إقليم كوردستان.


وتبدو هذه الإجراءات كإجراءات احترازية، منعاً لانتقال العدوى لمواطني كوردستان، المتاخمة لمناطق النفوذ الإيراني، والتي يتفشى المرض في صفوفها، بحسب التسريبات الإعلامية.


اقرأ المزيد: الحرس الثوري الإيراني ينقل مصابي الكورونا إلى المشافي العراقية



  • من هي الميليشيات المتواجدة في المنطقة؟


يتواجد عدد ضخم من المقاتلين الذين ينتمون إلى الميليشيات المدعومة إيرانياً في المنطقة، ويقدّر عدد هؤلاء المقاتلين بنحو 70 ألف مقاتل على مجمل الأراضي السورية. البوكمال


من بين هذه الميليشيات، لواء الباقر والمتواجد في دير الزور وهو من أبرز المجموعات المسلحة التي دعمتها إيران ودربتها خلال سنوات ماضية في سوريا. وقد تأسس اللواء عام 2014 على يد قائده الحالي خالد علي الحسين بهدف الانتقام من فصائل الجيش الحر التي يتهمها بقتل والده بعد دخولها إلى مدينة حلب عام 2012.


كما يتواجد فيلق القدس، وهو عبارة عن وحدة قوات خاصة للحرس الثوري الإيراني ومسؤولة عن عمليات خارج الحدود الإقليمية. قائدُه هو اللواء قاسم سليماني, الذي قتل بغارة أمريكية يوم الجمعة في مطار بغداد, و يضم الفيلق تشكيلات عسكرية متعددة وينسب إليه الفضل في الاستيلاء على الكثير من المدن التي كانت تسيطر عليها المعارضة السورية.


ومن بين الميليشيات التي تتبع لإيران،  الميليشيات العراقية: المتواجدة على الأراضي السورية. خيث تقدر مصادر في المعارضة السورية عددها في سوريا بنحو 20 ألف مقاتل، ومن بينها حزب الله العراقي، وحركة النجباء العراقية، وميليشيات الإمام الحسين، وأسود الله، وكتائب الإمام علي، واتحاد أصحاب الحق، وعصائب أهل الحق وكتائب أبو الفضل العباس وقوات فيلق بدر، وكلّها لها تواجد على الحدود - السورية العراقية، بالإضافة إلى توزّعها في بقسة مناطق النفوذ الإيراني في سوريا.



ميليشيات إيرانية ميليشيات إيرانية

اقرأ المزيد: أبرز الميلشيات الإيرانية المقاتلة في سوريا


إلى ذلك يتواجد كلّ من "زينبيون" و"فاطميون" المكوّنين من عناصر باكستانية وأفغانية، ويتوّلى مهام تدريبهما والمسؤولية المباشرة عنهما فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.


هذا التواجد الضخم للميليشيات الإيرانية في سوريا يعزّز نظرية انتشار فيروس الكورونا فيها، سيما بعد اتخاذ حكومة النظام بتعطيل المدارس والجامعات، في وقت أعلنت فيه أنّها لم تسجّل وقوع إصابات!


وجدير بالذكر أنّ  روسيا اليوم  كانت قد نشرت خبراً مفاده أن وزير الصحة في حكومة النظام السوري نزار يازجي، قد أعلن عن تحويل طائرة ركاب قادمة من العراق إلى مركز الحجر الصحي في منطقة الدوير النائية في ريف دمشق، وهم 16 راكبا سورياً وطاقم الطائرة، وذلك للتحقّق من عدم وجود إصابات بالكورونا على متنها..


 


 


 

كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!