الوضع المظلم
الأحد ١٩ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
  • أمام الرئيس (الملك).. المذيعة السورية رنا علي تتراجع عن أقوالها

أمام الرئيس (الملك).. المذيعة السورية رنا علي تتراجع عن أقوالها
بثينة شعبان _ رنا علي
(تعليق أخباري) رنا علي 

لا ينفك موالو النظام عن الفصل بين بشار الأسد وبقية رموز النظام الفاسدين في كل مناسبة لخلق مبررات مع وضع آيل للانفجار، وسوريو الداخل على أعتاب الجوع،  وكأنّ دستور 2012 الذي وضعه النظام وسط رفض معارضيه إبان اندلاع الثورة لم يحصر كل السلطات بيد بشار الأسد. 

لم تكد تمرّ ساعات على خروج المذيعة السورية رنا علي عن الخطوط الحمراء في بلد متخمٍ بها، حتى تراجعت اليوم وعادت إلى دورها المرسوم لها، في بث مباشر ومن خلفها مقهى الروضة العريق وصورة رأس النظام بشار الأسد، بدلاً من جرة الغاز في الفيديو السابق، لتعلن أنها لم تُعتقل وأنها في بلد حر وديمقراطي.

من غير المستغرب أن تتعثر أينما ذهبت بصور رأس النظام منتشرة في شوارع دمشق، أمر لا يختلف البتّة عن صورة الأخ الكبير في رواية جورج أوريل 1984، خدعة نفسية تقوم بها الأنظمة الشمولية الديكتاتورية لتوحي لك بأنك مراقب، وجميع سكّان دمشق تحت مرصد بشار الأسد.

وبعد أن كانت تقارن المذيعة بين الدول الصاعدة وسوريا، أصبحت تبرر بأنّ الأزمات والفساد منتشر في كلّ العالم، سواءً في سوريا أو العالم العربي أو العالم الأجنبي، مشيرةً بأن هذا ما قصدته في كلامها.



وفيما تصوّر مظهرة من خلفها "الجانب المشرق" من أحياء دمشق، بعيداً عن طوابير الخبز والغاز وصعوبة المواصلات، أرجعت عدم اعتقالها لسببين، أولهما أن بشار الأسد هو الذي يحميها ويحاول بأقصى ما يمكن أن يحارب الفساد معها ومع الناس، فيما تشير إلى صورته الكبيرة القابعة خلفها، وأما السبب الثاني فهو حسب قولها إنها فعلياً في "بلد حر وديمقراطي وحرية التعبير فيه مباحة".

وجهت رنا رسالتها لكل الناس الذين تواصلوا معها داعمين لها، زاعمة أنّ بشار الأسد هو الذي يحميهم، ولولاه لكانت هاجرت منذ زمن وذلك بعد أن قالت في الفيديو السابق أنّ الجميع سيهاجر لأنّ " أهل البيت لا يريدننا"، وطالبت الجميع بأن يقف إلى جانب بشار الأسد.

الرئيس "الملك"


وضع دستور 2012 إبان اندلاع الثورة السورية السلطات جميعها بيد بشار الأسد، وهو لا يختلف كثيراً بهذه الناحية عن دستور 1973 خلال فترة حكم والده حافظ الأسد.

إذا كان بشار الأسد هو الذي يُعيّن رئيس الوزراء ونوابه والوزراء ونوابهم ويقيلهم ويقبل استقالتهم، فلماذا لا يُقيل الفاسدين؟ من السذاجة أن يُسأل هذا السؤال ومن السذاجة أكثر أن يُحيَّد بشار الأسد عن كل السرقات والفساد، إذا كان متحكماً بالسلطات الثلاث، وهو رئيس المجلس الأعلى للقضاء يقوم بتعيين أعضاء المحكمة الدستورية العليا.

بشار الأسد

كما أنه القائد الأعلى للقوات المسلحة والجيش، وله الحق في إبرام المعاهدات والاتفاقيات الدولية، ويمكن له أن يمنح العفو الخاص وله الحق برد الاعتبار، وله سلطة تشريع عندما يكون مجلس الشعب خارج دورات الانعقاد أو منحلاً أو أثناء انعقاده في حالة الضرورة القصوى، إلى جانب أن للرئيس الحق في حل مجلس الشعب لسبب ما ولا يكرر نفس السبب مرتين، ومع كل تلك الصلاحيات نحن أمام "الرئيس الملك".

اقرأ أيضاً: مؤكدةً أنها ستُعتقل.. مذيعة في تلفزيون النظام ارحمونا يرحمكم من في السماء

طرحُ المواليين المتكرر، ومن ضمنهم المذيعة رنا علي، لفكرة أن بشار الأسد يعرف الفاسدين ولكنه يمهل ولا يهمل، عدا عن حالة التقديس الظاهرة فيه لشخص الحاكم، فإنّ الطرح مغفّل ويدين بشار قبل كل شيء ويضعه موضع الضعيف، غير القادر على التحكم في الأمور، وبالتالي فهو غير كفء لتولي السلطة.

الأغلبية الصامتة تعي جيداً ذلك، لكنّه الخوف مع سطوة أزلام بشار واختطافهم لكل ناشط أو صحافي يتذمر أو يتحدث عن الفساد وعن الأوضاع المزرية التي وصلت إليها مناطق سيطرة النظام.

ليفانت نيوز_ خاص

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!