الوضع المظلم
الجمعة ٠٣ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
56 عاماً للاحتلال الخانق
إبراهيم جلال فضلون (1)

إنّ "الشعب الفلسطيني خضع مدى 56 عاماً للاحتلال الخانق"، وإن "هجمات حماس لم تأت من فراغ". نطق كبير سدنة الماسونية، وصرخ مما لم يتحمله من هول الفاجعة بأبرياء غزة، فلم يُطق الكتمان ولا أن يجلب لتاريخه الخذلان، ليُثير نار غضب في إسرائيل، التي لاقت كلماته كعميان القلب الأمريكي بقيادة العجوز الأخرق بايدن ونائبه وذيول الغرب المنافق، وابلاً من الانتقادات، معلنين أن يترك منصبهُ ويُغادر أو أن يعتذر، فـ"لا تأشيرات للأمم المتحدة"، ولا دخول لموظفيه وبالفعل رفضوا تأشيرة واحدة لوكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث. معلناً مندوب الاحتلال "لقد حان الوقت لتلقينهم درسًا."

إنه حارس القانون الدولي الذي يسير وراءه العميان.. هو الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الذي ندّد خلال كلمته أمام مجلس الأمن بـ"انتهاكات القانون الدولي" في غزة ودعا إلى وقف إطلاق نار فوري؛ ليُقابله (بجاحة) سفاحي الاحتلال والسفير الإسرائيلي، في الأمم المتحدة، جلعاد إردان هجمة عنيفة على غوتيريش، لـ "تعاقب الأمم المتحدة"، دولة في حجم هو رُبع كف اليد، لما لا وقد ملكوا الحياة التي وهبها الله لنا أحراراً. لما لا، ولم يقف أمامهم رجلاً كـ (معتصماهُ).. لكن واللهِ فإن الخير فينا ونحنُ كعرب ومُسلمين نثق فيهم لكن نطالبهم ألا يثقوا في الغرب وماسونية العالم، وإلا سيأتي الدور علينا.

إنهم يتلونون كالحرباء لكن حتى الحرباء أعلنت براءتها منهم ومن أفعالهم، حتى لم يتبقَّ لهم سوى المُجاهرة بالفحش والكراهية، فانقلبوا على من ضج من بني جنسهم، فقط لأنهم يقولون الحقيقة كغيرهم من كبار الساسة والقيادات الغربية بل والإسرائيليين ممن استقالوا، وآخرهم 20 قائداً جوياً إسرائيلياً من صناع القرار، ونائب نتنياهوا ووزير دفاعه، وماليته، واستقالة شمريت مائير المستشارة السياسية لرئيس وزراء إسرائيل وغيرهم في أزمة ثقة حادّة والخلافات تتصاعد، وسبقها منذ استقالات قادة بالموساد الإسرائيلي.. لتكون "هزة" وضعف للهيكلة الداخلية"، لتسري العدوى للاستقالات البريطانية منهم 20 نائب من العمال وغيرهم، ثم فرنسا والتنديد بمواقف "ماكرون" المنافق، وغيرهم من الدول الخربة في أوروبا، أما الأم الغارقة في الديون والدافعة لليهود والأوكرانيين وحلفاءها من جيوب ونقود وخيرات ونفط العرب، فقد زاد فيها الحنق والغضب لإدارة البيت الأسود، الذي لم نرى بياضه للآن، وسوف لا نراه لأنهُ لا يسير إلا بقانون الغاب، لا القانون الدولي الذي ترعاه وتتعامل أميركا العظمى وكأن غزة دولة عظمى تحتاج لجيش الناتو، فأي مهزلة تاريخية يقبلها الأمريكان والغرب، ويصفق لها بعض العرب والمسلمين؟ اللهم إلا ما دعت إليه أيرلندا ووزيرة أسبانية إلى اتخاذ أربعة قرارات عاجلة ضد إسرائيل، بل ويجب قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل وفرض العقوبات عليها ونحنُ العرب نمدهم بالنفط نملأ خزائنهم من قوت شعوبنا، ليقتلونا بها في غزة.

لقد استقال مسؤولون بالخارجية الأميركية وساستها، وكتب 30 من أعضاء مجلس الشيوخ إلى وزير الخارجية أنتوني بلينكن رسالة عبروا فيها عن رغبتهم في وقف إطلاق النار لأن الحل لن يتحقق بالوسائل العسكرية، ورسالة أخرى  موقعة من أكثر من 400 مسؤول أمريكي من المسلمين واليهود، تنتقد إدارة بايدن بسبب "إهمال دعم الفلسطينيين"، قالت الرسالة إن "ملايين الأرواح مهددة، عائلاتنا وتاريخنا وتقاليدنا الدينية متجذرة بعمق في القدس وإسرائيل وفلسطين، وباعتبارنا أبناء الناجين من العبودية والمحرقة والاستعمار والحرب والقمع، نشعر أننا مضطرون لرفع أصواتنا في هذه اللحظة".

استقالوا فقط لأنهم ينددون بفظاعة ما رأوه من دولتهم التي لديها الاستعداد لأن تُضحي بالأسري بل وكل من فوق أرض إسرائيل لأهداف (رخيصة) يتحكم فيها قلة منهم.. لقد قالوها صراحة، إن هجمات حماس على إسرائيل "لم تأت من فراغ، لأنهُ كتمان لأكثر من نصف قرن، وقال الحقيقة رجلهم في بيان رسمي وفي وجوههم، ليصدموهُ بما يُحرفونهُ للحقائق والكلمات وفق رؤيتهم الإحتلالية، لتتقلب إسرائيل على جمر الأزمات، لتلفحها نيران من ماتوا وقتلوا وقُطع رؤوسهم ونصفهم أطفال.

لا أمل لغزة والقدس بعد انتخاب حليف ترامب مايك جونسون.. رئيساً لمجلس النواب الأميركي، بعد أسابيع وشلل في الكونغرس في ظل فترة تشهد أزمات دولية وداخلية، خلفا لكيفن مكارثي الذي تم عزله في سابقة بتاريخ الولايات المتحدة وإعلانه أول قراراته، بدعم إسرائيل، لكن كان لـ"آندي بار" النائب الجمهوري عن ولاية كنتاكي رأي قائلاً: "هذا جنوني بالنسبة لي. لقد تمّ انتخابنا كأغلبية لكي نحكم، ونحن لا نفعل ذلك الآن، فالخلل الوظيفي الذي يعاني منه الآن الحزب الجمهوري يبدو وكأنّه يقول إنّنا نريد أن نخسر"، فمنذ عُزل مكارثي في إجراء غير مسبوق في تاريخ الولايات المتحدة، وبعد تخلف كارثي عن سداد ديون أمريكا بقيمة 31.4 تريليون دولار وأيضا إلى حافة إغلاق جزئي للحكومة. ولا تنفك الأزمة تتفاقم في مجلس النواب، وستتفاقم لإن إدارة العالم منفردة وستهلك أميركا وإسرائيل كما بدؤوا، و"إن غداً لناظره قريب".

ليفانت – إبراهيم جلال فضلون

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!