-
2019 الوقح الجريء وإرث الموت!
لما حضرت هارون الرشيد الوفاة، واشتدت علية سكرات الموت، نادى إلى حاشيته أن يأتوا إلية بجيوشه وحراسة، فجاءوا بسيوفهم ودروعهم وأسلحتهم، وكان عددهم يكاد ألا يحصى عددهم إلا الله كلهم تحت قيادته، فلما رآهم هارون الرشيد أخذ يبكى ويقول : يا من لا يزول ملكة إرحم من قد زال ملكة، وأخذ يبكى حتى مات.
حروب ومُسيّرات، طالت أبرياء الله في أرضه، وأخذت حضارات قد سوتها بالتراب، بعد نهب خيراتها وإهلاك شعبها، بدأت بنجازاكي وهوريسشما، لتطال عروبة أراضينا ومُسلمينا لنكون مسرح تجارب لحروب بالوكالة أو مباشرة، والسبب عدم تآلُفنا؟! وكما يقولون: (زي القرع يمد لبَرّ)، لنشترك فيها بلا وعي أو إدراك، ونحن لا نعرف أين المفر منها؟!!. ليأتي علينا عام تلو آخر يُورثنا الدمار حرباً بعد طعن، وميراثنا منا على مد البصر مجهولاً، عطره أجساد كُنا نُعدها أجيال الغد، فباتوا ونحن معهم من أثرياء الماضي بلا غنى، بل ذكرى أجناس هنا وهناك.
راحت على يد نفوذ وأطماع ميلشيات إرهابية وأذرع طائفية في حرب لا ناقة لنا فيها ولا جمل، يعرفها صُناع القرار في الدول الكبرى والقوى المُهيمنة التي تدعي الحريات والديمقراطيات في هيئة منظمات أُممية أو هيئات، هوت عاجزة عن إيقافها حتى امتدت إليهم قتلاً وإرهاباً، واتسعت فيه عدم الثقة، وانتكس تحالفاهم الهش، وحل محلها شعبوية الضلال الفكري بين أبنائهم؛ وفوبيا مواطنيهم ووسائل ابتدعوها لهدمنا، ليجتاح بيوتهم، ووضعهم في صراع مزدوج الرأس كأفعى سامه، جعلتها داخل مُثلث متفرع بين صراع اللُحمة الأوروبية المريضة، وصراع لاجئي القوارب التي أرسلتها الحُروب الوافدة على أمواج – عام ملك الموت- لتتعثر لغة الحوار في طريقها؛ لما هو خارج سلطة العقل الإنساني.
وغرّد عامه خلف أسوار نبوءات العرافين وتوقعاتهم، التي تًرجمتُ منها نبوءات نوسترادامس المنجم الفرنسي، وحللت رُباعيتها غير المفهومة والصادرة عام 1555، والتي اعتقد أنها ستحدث في زمانه وإلى نهاية العالم الذي توقع أن يكون في عام 3797 م، وكان يميل إلى أن عام 2019 بداية نهاية العالم، ويحتوي الكتاب تنبؤات بالأحداث، أعقبته المُنجمة "فانغا" وادعائها لأهم الأحداث التي سيشهدها عامنا 2019 من حروب ومحاولة اغتيال رؤساء كبوتين وانهيار اقتصاد بلدان، وإصابه ترامب بالصمم واغراق آسيا بتسونامي جديد كالذي حدث في 2004، وغير ذلك حسبما تنبأ له البعض منهم.
ولكن لما لم يتنبهوا بأحداث هجمات 11 سبتمبر؟ وما ينتظر ترامب مستقبلاً؟ وهل تنبؤا بميزانية المملكة التريليونية وانفتاحها على العالم؟ وما نجحت به مصر بعد طرد الإخوان منها؟ وهل رأوا في نبوءاتهم حلمنا يتحقق بصعود ابننا الإماراتي للقمر؟ لما لم يروا نجاحاتنا؟ فقط يرون ما يحلمون هم لا نحن؟!!
إنه عام حرب شهد تبدلاً للمواقع والأدوار، مُستعرة بالصراع الآدمي مثير للحيرة، بلا شفقة جراء الانصهار في بروتوكولات متناقضة بين الدفاع عن الوجود والتنازل عنه لصالح الإنسانية نفسها،.. فمتى تنتهي تلك الحرب في أرضها الخصبة؟!، ومن يوقف سيناريوهات الحرب العبثية والمفتعلة التي تشهدها أوطاننا اليوم بلا حول لهم ولا قوة؟!. وكأن الدول الغربية وأنظمتها تكسب وقتاً لتأخير عملية تفكك مجتمعاتها عبر إلهاء شعوبها بمشاهد الدماء المُتنقلة بين شرق أوسطنا من سوريا والعراق واليمن وليبيا، إلى مُسلمي ميانمار والهند والصين، وصلت الأن للقارة السوداء، فهل سيكون عام 2020 بمثابة عام الحروب الاجتماعية العالمية على أنظمتها، لوقف الاعتداء على مليارات الأجناس تحت عنوان «صراع الوجود في زمن ندرة الورود»؟!.
يا له من أمر معقد، عقدنا خيوطه بأفعالنا.. لو أن في المعارك الوجودية رحمة، لما عرفنا حروبًا أبادت ما يربو على 80 مليونًا، وعسانا لا نكون قد دخلنا في أتون عام جديد أورثه ملك الموت، نوع من «صراع الاستمرارية أمواجه هادئة لكنها قاتلة»... والقتل في دستورها عادي.
لنا الله وقوته بعد حوله وسُترته، فعالمنا حاله حال يُعبر عن مُستقبله القاتم في عام لا يعلم غيبه إلا الله، لا كما تنبأ به نسترادامس.. "سيصبح عظيماً يوماً ما الوقح الجريء"، فكلها غيبيات انشغل بها كل منا فمن صدقها خاب وخسر، ومن كان مع خالقه كان فوزه أثمن وأكبر، وما ديننا إلا دُنيا وأخرة، نفوز بها بقوة إيماننا وتقوانا ولُحمتنا العربية الإسلامية.
قد تحب أيضا
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!