الوضع المظلم
الإثنين ٢٣ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
11 سبتمبر بتكنولوجيا (درون)
خالد الجاسر

في عصر الحرب التكتيكية، تأتي تقنية المُسيّرات بوجه الإرهاب الجديد مُستقبلاً، حيث زاحمت كثير من الأنشطة والمجالات المهنية السلمية واللاسلمية، أي العسكرية التي تسلك طريق الدمار بسرعة خيالية، مع قدرة التنظيمات المسلحة على تصنيعها وإطلاقها، بدليل تفوق المُسيّرات الإيرانية واستخدام الروس لها في الحرب الأوكرانية، وأشكال الإرهاب الحديث كما نراها في الوجه الإيراني بحوثي اليمن واستهدافات مصافي النفط بالسعودية والإمارات، ناهيك عن الوجه الثوري للحرس الإيراني ومُرشده في سوريا والعراق ولبنان، وجيرانها من باكستان لأفغانستان و... هلُم جرة.

إنها آليات الحروب المستقبلية، وفق تقرير مجلة (Newsweek)عن إمكانية حدوث هجمات مماثلة لهجمات 11 سبتمبر بواسطة طائرات مسيّرة، كونها أسلحة اليوم لرُخص أسعارها أو مواصفاتها التكنولوجية وسهولة تصاميمها بوقت قصير وإنتاجية أعلى، حتى أصبحت الولايات المتحدة بعد أحداث 11 سبتمبر/ أيلول 2001 الدولة الأولى في استخدامها كسلاح فعلي، مُجهز بصواريخ دقيقة، وكذا الصين تمتلك أكثر من 25 منظومة لتطوير تلك الطائرات، وصناعة إيران لاحقاً طائرتها «سفيرة الموت» أوائل الألفية، كـ«رسالة للصداقة والسلام»، لكنها فيما بعد زادت ضراوتها وباتت أسماء المسيّرات الإيرانية لا تعد ولا تحصى، حتى روسيا وتركيا تستخدمانها مؤخراً.

فقد أصبحت المُسيرات عنصراً أساسياً في "الحرب على الإرهاب" بالعراق وسوريا ضد القوات الأمريكية، وفي أذربيجان، وعلى الرغم من ذلك يراها مسؤول أمني إسرائيلي بأنها ما تزال في مهدها، لكنها تنمو بسرعة ملموسة في سيناريوهات مُرعبة كونها أنظمة إيصال فعالة للغاية للأسلحة الكيماوية والبيولوجية والإشعاعية والنووية، أو من خلال استخدام أسلحة الدمار الشامل.

منذ أكثر من عقدين وتنظيمات الإرهاب الشيعية وطالبان وداعش والقاعدة وغيرها يحاولون الحصول على ذلك السلاح لحسم معاركهم، حيث واجه "الإرهابيون" تاريخياً، صعوبات جمة في الحصول على هذه الأشياء، للتخفي من فرض "تحديد الهوية عن بُعد"، لكن جيوش الدول تمتلك الموارد والتكنولوجيا لصنع أسراب ضخمة يمكن أن تنافس ضرر أسلحة الدمار الشامل التقليدية، بما في ذلك الأسلحة النووية الصغيرة، وهو ما جعل النظام الأمريكي للطيران الفدرالي، يُطبق قانون ربط الطائرة المسيرة غير المصرح بها بمشغلها، وهل هي تشكل تهديداً فعلياً يجب التخفيف من حدته، ولكونها تُستخدم في التهديد الحركي، لهجمات إلكترونية كالذي حدث لسفينة حاويات إيفر غيفين (Ever Given) التي أغلقت قناة السويس وأوقفت الملاحة البحرية وعطلت حركته عالمياً، ولذا على الحكومات ووكالات إنفاذ القانون والأمن التابعة لها، أن تبدأ الآن بإنشاء أنظمة للدفاع ضد هجمات الطائرات المسيرة، فهل سيستطيعون كبح جماح المسيرات الإيرانية؟

 

ليفانت - خالد الجاسر

كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!